الخوف والحزن والعزلة والاكتئاب أشكال مختلفة للاضطرابات النفسية.. يصنعها صاحبها ويداويها أيضاً.. أطباء يؤكدون: الشخص يكون واعياً لما يحدث له من تغييرات ويتركها تتغلغل داخل شخصيته

الخميس، 13 مارس 2014 09:18 ص
الخوف والحزن والعزلة والاكتئاب أشكال مختلفة للاضطرابات النفسية..  يصنعها صاحبها ويداويها أيضاً.. أطباء يؤكدون: الشخص يكون واعياً لما يحدث له من تغييرات ويتركها تتغلغل داخل شخصيته الدكتور محمد عادل أخصائى النفسية
كتبت مروة محمود إلياس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يوجد من هو محصن من الإصابة بحالة نفسية سيئة، أو مزاج نفسى عكر، أو الإصابة بخلل أو باضطراب نفسى، فالقلق الذى تشعر به عند انتظارك النتيجة، والخوف الذى ينتابك به فى المواقف المختلفة، والحزن والعزلة والاكتئاب الذى يطالك بين الحين والآخر، كلها أشكال متباينة من الاضطرابات النفسية.

أكد الدكتور أمجد محمد، أخصائى الأمراض النفسية، أن الاضطراب النفسى يوجده صاحبه، ويداويه صاحبه أيضاً، فيمكن للمريض بالاضطراب النفسى ذاته أن يتخلص منه، وقد يعمقه ويزيده.

الفرق بين الحالة النفسية والمرض النفسى
أوضح "محمد" أن الحالة النفسية أو الخلل والاضطراب النفسى يختلف عن المرض، ففى حالة الإصابة بالحالة النفسية أو الخلل يكون الشخص مستيقظا واعيا لما يحدث له من تغييرات نفسية، ويرى مشكلته النفسية وعدم اتزانه أمام عينيه، وما يطرأ عليه من تطورات جديدة سيئة، فيعى أنه يعانى من اكتئاب أو نوبة قلق شديدة أو عصبية جامحة أو غيرها، وبهذا يكون العقل واعياً لما يحدث والنفس تدرى ما ألم بها، على الرغم من الحالة النفسية التى تمر بها.

وأضاف أن هذا "الوعى" الذاتى من المريض يجب ألا يتجاهله، فالذين يتمتعون بنفسيات وشخصيات قوية لا يتجاهلون هذه الاضطرابات المخيفة، ويجب أن يحسنوا التعامل معها كى يتخلصوا منها سريعا، وكلما كان الشخص واعياً لما يعانى منه من اضطراب نفسى، فهو قادر على علاجه والتخلص منه كأنه لم يكن.

وعن طرق التخلص من بعض الأسباب المؤدية للإصابة بالحالة النفسية مع المثابرة من المريض، ومحاولته السيطرة على انفعالات هذه الاختلافات النفسية ونتائجها، والتى تتمثل فى الأفعال التى يقوم بها مستنداً على هذه الحالة النفسية، والإصرار على التوقف عن مطاوعتها والمثول إليها، يمكنه بالتدريج التخلص من آثارها السيئة على نفسيته وشخصيته والخروج منها سريعا.

من جهة أخرى يفسر الدكتور محمد عادل، أخصائى النفسية، أن طبيعة الإنسان العاطفية تجعله يتأثر سلباً وإيجاباً بالأحداث اليومية الحياتية العادية على الدوام، هذا التأثر اليومى من الطبيعى أن يترك بصمته فى الإنسان ونفسيته وحالته المزاجية، ولكن بعض الأشخاص الذين لا يتمتعون بنفسيات قوية تستطيع مواجهة مثل هذه الأمور غير العادية، يمكن لنفسيتهم التهشم مع أبسط الأحداث التى تقابلهم، وهو ما يجعلهم عرضة للإصابة باضطراب نفسى تختلف درجة شدته تبعا للموقف وتبعا لطبيعة الشخص ذاته، فالقلق والحزن والاكتئاب الفوبيا والعصبية والعزلة كلها أشكال طبيعية للاضطرابات النفسية التى تصيب الإنسان.

ومن الطبيعى أن يصاب أقوى الشخصيات بشكل عام باضطرابات بين الحين والآخر، فليس هناك من يستطيع مواجهة الظروف طوال الوقت، والنفسية كالجسد تمرض بين الحين والآخر ويصيبها الوهن والضعف لذا من السهل إصابتها بشكل من أشكال الاضطراب أو الاهتزاز النفسى الذى يتشكل فى شكل أفعال مستندة إلى حالة نفسية، كالصراخ دلالة على العصبية الشديدة، والوحدة دلالة على نوبات الاكتئاب فى بعض الحالة، والرعشة الناتجة عن الشعور بالقلق والخوف الشديد.

كيف يصنع المريض اضطرابه النفسى
ويصنع الإنسان "مرضه" بنفسه، عندما يسمح لحالة طارئة من القلق أو الخوف أو الحزن أن تتعمق وتتحول إلى اضطراب أو مرض نفسى حقيقى، فيمهلها ويحب العيش من خلالها، ويترك نتائجها السيئة تتغلغل داخل نفسيته وشخصيته وتعبر عنها أفعاله بشكل صريح، فيخرج من مرحلة "الوعى" بمشكلته وحالته النفسية القائمة، إلى مرحلة "التجاهل" لمشكلته النفسية، ثم إلى مرحلة الإصابة الفعلية به.

كيف يداوى المريض اضطراباته
ومن الطبيعى أن يعى كل إنسان طبيعى أنه سوف يقابل خلال حياته بعض الاضطرابات التى يجب أن يكون مستعدا لها ومرحبا بمهاجمتها له، كى يستطيع التخلص منها والتحكم فيها، وعدم تركها للتحكم فيه والسيطرة عليه.

لذا يؤكد أخصائى النفسية أن تأهب الإنسان لمهاجمة الاضطرابات النفسية له فى أى وقت هو فعل سليم، لكى يستطيع مواجهتها كى لا تتحكم فى نفسيته وتأخذ فى التطور حتى تتحول لحالة مرضية دائمة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة