"التنوير" تحتفى بإدوار الخراط فى مقرها الجديد بحضور "عصفور" و"تليمة" و"الكفراوى" و"المنسى قنديل"، وذلك خلال افتتاح مقرها الجديد فى شارع البستان، فى السابعة والنصف من مساء الأحد ?? مارس المقبل، وذلك بحضوره شخصيًا.
وأعلنت دار التنوير حصولها على حقوق نشر الأعمال الكاملة للكاتب الكبير، ويشارك فى الاحتفال كوكبة من كبار النقاد والكتاب والأكاديميين والمتخصصين فى أدب إدوار الخراط، على رأسهم جابر عصفور، وعبد المنعم تليمة، وحسام نايل، ومحمد المنسى قنديل، وسعيد الكفراوى، وآخرين.
ويعتبر إدوار الخراط اسمًا متفردًا فى الكتابة الأدبية على مستوى مصر والعالم العربى، حيث تمثل أعماله اتجاهًا متطورًا فى الكتابة الرمزية والحداثية، دون أن يسترعى ذلك انتباه النقاد، فباستثناء دراسة أو دراستين على الأكثر، لم يحظ الخراط بدراسة وافية وشاملة تكشف عن ملامح وسمات مشروعه الإبداعى الضخم.
وقد جاء إنتاج الخراط الأدبى- المتنوع بين الرواية والقصة والشعر- على خلفيات ثقافية وفكرية متنوعة أيضًا، أبرزها وأهمها: التاريخ المصرى القديم، التصوف فى الديانات التوحيدية الثلاث، تقاليد المدرسة الرمزية بتطوراتها الفرنسية والإنجليزية المختلفة بدءًا من مالارمه وبودلير حتى ييتس، شبقية الماركيز دو صاد العنيفة، والتجربة الداخلية لدى الكاتب والمفكر الفرنسى جورج باتاى، مطعمًا ذلك كله باستبصارات الكاتب الفرنسى المتميز موريس بلانشو.
وقد أسهمت ثقافته الفرنسية الرفيعة، إلى جانب اعتداده الراسخ بمصريته، فى استكشاف أساليب فى الكتابة الأدبية فريدة تأخذ فى اعتبارها الشروط التاريخية الخاصة وتتجاوزها فى آنٍ معًا.
وفى شبابه المبكر شارك إدوار الخراط فى الحركة الوطنية الثورية فى الإسكندرية أثناء دراسته الجامعية فأسس حلقة تروتسكية كان سكرتيرها العام فاستغرقته الاجتماعات والمناقشات وتنظيم المظاهرات وإصدار البيانات وكتابة المنشورات، وبعد إعلان الأحكام العرفية اعتقل فى 15 مايو عام 1948 سنتين، فى معتقلات أبو قير والطور، ضمن حملة اعتقالات واسعة شملت جميع النشطاء الشيوعيين والوفديين، وتمثل روايته المثيرة "طريق النسر" معالجة أدبية راقية لهذه التجربة الوطنية والثورية.
وفى عام 68 ساهم إدوار الخراط مع أحمد مرسى وإبراهيم منصور وغالب هلسا وسيد حجاب وجميل عطية إبراهيم فى إصدار "جاليرى 68" التى كانت نافذة نشر لأدباء الستينيات، ومع ذلك لا يرى إدوار أنه ينتمى إلى هذا الجيل الأدبى، وعلى مدى ثلاث سنوات صدر من المجلة ثمانية أعداد دون انتظام.
ومن أعمال إدوار الخراط التى سيكتب لها الخلود فى الأدب المصرى المعاصر خماسية ميخائيل قلدس، وتضم خمس روايات هى: "رامة والتنين"، "الزمن الآخر"، "يقين العطش"، "صخور السماء"، "طريق النسر".. فى الروايات الثلاث الأولى يتناول الخراط قصة عشق بين ميخائيل قلدس ورامة ناجى فى مرحلة كهولة الراوى ميخائيل، يحكى فيها أزمة الإنسان المعاصر بتعقيداتها حين يحاول الجمع بين المقدس والمدنس، عبر أبنية دلالية شديدة التعقيد تضل دومًا عن بلوغ مقاصدها، مع أنها ذات بصيرة فائقة، لكنها بسبب التعقيدات المجازية الاستعارية والحرفية المذهلة بصيرة ضالة.
أما فى الرواية الرابعة "صخور السماء" فيتناول الخراط حياة ميخائيل قلدس منذ الطفولة الأولى حتى مطلع الشباب بكل ما تنطوى عليه هاتان المرحلتان من بذور التكوين الأولى التى أثرت فى شخصيته، وعلى رأسها المعتقدات الدينية التى تشربها ميخائيل قلدس فى طفولته، وأثر هذه المعتقدات فى أخلاقياته وتكوينه الشخصى وفى تفاعله مع العالم من حوله، لاسيما مع معشوقته الأثيرة رامة ناجى، ويندرج ضمن بذور التكوين الأولى علاقة الحب التى مر بها فى طفولته مع محبوبته الطفلة مارينا، وتأتى أهمية رواية "صخور السماء" من حيث كونها الرواية المفسِّرة للكثير من وجهات نظر ميخائيل قلدس فى علاقته المعقدة والأخيرة برامة ناجى، لذا يمكن وصفها بأنها "رواية شارحة" لثلاثية ميخائيل ورامة، ولأدب الخراط فى مجمله.
وفى رواية "طريق النسر" يتناول الخراط التجربة الوطنية والثورية التى عاشها فى شبابه من خلال شخصية ميخائيل قلدس، وهى ثورية ممزوجة بالحب والرغبة، بمعنى أنها تجربة تحرر بمعناه الواسع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة