الانتهاء من ترجمة "موسوعة أكسفورد فى البلاغة" بمشاركة أحد عشر مترجما

الخميس، 13 مارس 2014 11:05 ص
الانتهاء من ترجمة "موسوعة أكسفورد فى البلاغة" بمشاركة أحد عشر مترجما غلاف الموسوعة
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصدر قريبًا عن المركز القومى للترجمة الترجمة العربية لـ"موسوعة أكسفورد فى البلاغة"، ويزيد عدد صفحات الموسوعة عن ألفى صفحة من القطع الكبير، وقد شارك فى ترجمتها نخبة من أبرز المتخصصين فى البلاغة وعلم اللغة فى العالم العربى وهم الدكاترة "مريم أبو العز، وحجاج أبو جبر، ومحمد فوزى الغازى، ومحمد الشرقاوى، وخالد توفيق، ومها حسان، وعزة شبل، وحسام أحمد فرج، ومحمد مشبال، وبدر مصطفى"، وأشرف على الترجمة الدكتور عماد عبد اللطيف، أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب، وراجعها بمشاركة الدكتور مصطفى لبيب، ويرى الدكتور عماد عبد اللطيف فى تقديمه لموسوعة أكسفورد أنها الأضخم والأكثر شمولاً من بين الموسوعات الحديثة المكرَّسة لعلم البلاغة، وقد صدرت فى نسختها الورقية فى العام 2001، وفى نسختها الإلكترونية فى العام 2006.

وتقع الموسوعة فى أربعة مجلدات، وتتضمن الموسوعة أكثر من مائتى مدخل، وتقدم معلومات وافرة عن آلاف المفاهيم والمصطلحات والظواهر والكتب والمدارس والشخصيات وثيقة الصلة بالبلاغة، وتعالج مدى واسعًا من الموضوعات التى تقع فى صلب علم البلاغة أو تتقاطع معه أو تتماس به، وتقدم الموسوعة صورة دقيقة ومفصَّلة وطازجة للبلاغة فى ماضيها وحاضرها، موليةً اهتمامًا متميِّزًا للآفاق التى ترتادها فى الوقت الراهن، وتلك التى يمكنها ارتيادها فى المستقبل.

وقد شارك فى تأليف الموسوعة نخبة من أبرز دارسى البلاغة فى العالم المعاصر وأشهرهم قاطبة، وحرص هؤلاء على إتاحة معلومات دقيقة وشاملة حول المداخل التى قاموا بتأليفها، وتيسيرًا على القراء الراغبين فى مزيد من المعرفة فقد ذُيِّل كل مدخل بقائمة من المصادر والمراجع، وتتضمن تعليقات إرشادية موجزة، لمحتوى كلٍّ منها وأهميته.

وذكر الدكتور عماد عبد اللطيف أن الفترة الزمنية التى تغطيها الموسوعة تمتد لأكثر من ثلاثة آلاف عام؛ وإذا وضعنا حديث جورج كينيدى المقتضب عن البلاغة الفرعونية فى الاعتبار، فإن هذه الفترة قد تصل إلى أربعة آلاف عام تقريبًا، ويتوازى هذا الامتداد الزمنى الشاسع مع امتداد جغرافى مماثل؛ فقد مُثِّلت البلاغة فى قارات العالم القديمة والجديدة، وإنْ بشكل غير متوازن.

كما شارك فى تأليف الموسوعة باحثون من أقطار العالم المختلفة؛ وإنْ على نحو رمزى، نظرًا لهيمنة الباحثين من أمريكا وأوروبا الغربية، ومن الطبيعى أن يُثير هذا التنوع والاتساع الكبير فى مفاهيم البلاغة ومصطلحاتها ونظرياتها وإجراءاتها وغاياتها ووظائفها أسئلة ابستمولوجية حول طبيعة المعرفة البلاغية، وطبيعة تقديم هذه المعرفة، والموسوعة تُعد عملاً لا غنى عنه للمتخصصين فى العلوم الاجتماعية الإنسانية بعامة، والمتخصصين فى علوم البلاغة واللغة والأدب بخاصة. ويمكن الاطلاع على محتوياتها عبر الرابط الآتى: https://www.academia.edu/6368415/_

وتقدم موسوعة أكسفورد فى البلاغة دراسات معمَّقة لإبرز المفاهيم والمصطلحات والتوجهات البلاغية التقليدية، فهناك مداخل خاصة بمبادئ البلاغة أو قوانينها (الابتكار، والترتيب، والأسلوب، والحافظة والإلقاء) وأنماط الدليل (الباتوس واللوجوس والإيتوس)، وأنواع الخطابة، والمحسنات البلاغية، والعلوم التقليدية ذات الصلة؛ مثل الفلسفة والمنطق والشعر والنحو والقانون والسياسة.

وقد حافظ المؤلِّفون على الطابع الأصلى لهذه المعرفة الكلاسيكية، فاحتفظوا بأصول المصطلحات اليونانية واللاتينية، ووضعوا بعضها فى صدارة عناوين مداخل الموسوعة، وسوف لا يُعدم قارئ الموسوعة شعورًا بالألفة نتيجة دوران مصطلحات ومفاهيم وأسماء معروفة فى هذا الحقل المعرفى العتيق، غير أن قارئ الموسوعة سيغمره بين الحين والآخر شعور بالجِدَّة والطزاجة وربما الدهشة أيضًا، بفضل وجود مداخل غير تقليدية، وموضوعات وقضايا لم تؤلَف مقاربتُها من منظور بلاغى.

ويذكر الدكتور عبد اللطيف أنه بقدر ما كانت بلاغات الماضى محورًا لاهتمام الموسوعة، كانت بلاغات الحاضر انشغالاً من انشغالاتها، فقد عالجت الموسوعة أنواعًا بلاغية غير تقليدية، مغايرة على نحو كبير للأنواع التقليدية التى درستها البلاغات القديمة، ومن هذه الأنواع: الحملات الانتخابية؛ والأجناس الأدبية المهجنة؛ والنصوص المدمجة؛ والحركات الاجتماعية؛ والاتصال التقني؛ وبلاغة العرض والإيضاح، كما خصصت الموسوعة مقالات لبلاغات المهمشين؛ فأفردت- على سبيل المثال- مدخلاً للبلاغة الأفرو - أمريكية، عالج بلاغة السود فى المجتمع الأمريكى، ومدخلاً للبلاغة النسوية؛ تناول ملامح بلاغة حركات الدفاع عن المرأة فى العصر الحديث، كذلك اهتمت الموسوعة اهتمامًا كبيرًا بظواهر معاصرة مثل الجماهير الغفيرة والجمهور الافتراضى وبلاغة صفحات الإنترنت وبلاغة الصورة والفكاهة والموسيقى والفن.

وفى الحقيقة فإن الاهتمام براهن الدرس البلاغى فى العالم أحد نقاط التميز الأصيلة لموسوعة أكسفورد فى البلاغة؛ فهى تقدم لنا معرفة فاحصة حول مسائل بلاغية راهنة، تهمُّ القارئ العربى، وتكاد تحظى من الدارسين العرب باهتمام محدود أو نادر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة