أحمد منيب مطرب وملحن مصرى نوبى، أعظم ما قدم النوع النوبى فى الغناء والألحان وهو الذى استطاع التأريخ لها، ودمجها بالفن المصرى ولم يغير أبدا انتماءه النوبى، أو يلحن أى ألحان غير نوبية وكان من أول من عزف على العود فى النوبة، وعند قيام ثورة يوليو واهتمامها بتوطين العلاقة مع السودان، وجنوب مصر، وجه منيب رسالة شخصية للرئيس جمال عبد الناصر طالب فيها بالسماح للموسيقى النوبية بمساحة فى الإذاعة المصرية واستجاب الرئيس لندائه وجاء برنامج "من وحى الجنوب" ليسمع المصريين اللغة النوبية بلسان الشاعر عبد الفتاح والى وألحان العازف الشاب أحمد منيب.
وهكذا نجح منيب فى إنطاق الإذاعة بلغة النوبة كأولى خطوات الانتشار للغة وموسيقى النوبة، وكانت عين منيب متجهة نحوالشمال، بحثا عن توليفة تمزج الموسيقى النوبية التى لا يفهمها أهل الشمال بالموسيقى الشرقية المسيطرة شمالا، وبدأ نجم منيب فى السطوع فى نهاية السبعينيات بعد رحيل عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وتراجع الموسيقار محمد عبد الوهاب للتلحين، وظهور أنواع موسيقى جديدة مثل الفنان الشعبى أحمد عدوية، الذى ظهر بموسيقى الحارة الشعبية وهبوط طبقات مثقفة وواعية وتواريها وابتعاد الأضواء عنها، لذلك كان المناخ وقتها مناسبا بشدة لسطوع نجم أحمد منيب وبداية انتشار فنه.
والتقى أحمد منيب مع الشاعر الشهير عبد الرحيم منصور ولتقيا مع الصوت النوبى الأصيل محمد منير عام 1978، ليكونوا أعظم فريق غنائى استطاعوا من خلاله انتشار الكلمة واللحن النوبى فى ربع مصر، وانضم لهم الموزعان هانى شنودة ويحيى خليل فهانى شنودة صاحب تجربة غناء فرقة المصريين وثورة آلة الأورج الكهربائى، ويحيى خليل ملك جاز السبعينيات الإيقاعى ذوالثقافة العالمية، لتبدأ مسيرة النجم محمد منير والتى استطاعت تكوين قاعدة جماهيرية عريضة فى الوطن العربى، حيث استطاع الثلاثى دخول كل بيت مصرى.
وقام منيب بتلحين 45 أغنية لمحمد منير وحده، فى أول عشرة ألبومات، وقام بتلحين كلمات عمالقة الشعر فى مصر والوطن العربى فؤاد حداد، صلاح جاهين، عبد الرحيم منصور، مجدى نجيب، أحمد فؤاد نجم، سيد حجاب، جمال بخيت، وسيد حجاب، محمد العساس، عبد الرحمن أبوسنة، عصام عبد الله وغيرهم.
وقدم أحمد منيب مع منير أجمل أغانى الثمانينات والتى كانت بوابة النجاح لمحمد منير والتى مر منها منير بمنتهى القوة والثقة، ومن تلك الأغنيات التى صنعت نجاح الاثنين "أم الضفاير، الليلة يا سمرا، شجر الليمون، بعتب عليكى، حدوتة مصرية، شبابيك، فى دايرة الرحلة، فى عنيكى غربة، عقد الفل والياسمين" وتلك الأغنيات التى مازال الجمهور يطالب بها منير لغنائها فى حفلاته حتى الآن ولم ينسها مطلقا، فتلك الأغنيات هى التى صنعت نجاح النجم محمد منير.
كما قدم العديد من الأغنيات لمطربين آخرين منهم عمرو دياب "يا طير يا متغرب"، وإيهاب توفيق أغنيتى "اكمنى"، و"علمى علمى"، ومحمد فؤاد" صدقنى يا صاحبى"، وعلاء عبد الخالق "الحب ليه صاحب"، وكتكوت الأمير "ماشى غريب"، و"فارس "هاكتبلك"، وحسن عبد المجيد "ربك هوالعالم"، وشاهندة "مشتاقين"، كما قدم لحميد الشاعرى 4 أغانى "ليلة وصديق ونص طريق ويخيلك".
وفارقنا أحمد منيب فى عام 1991 عن عمر يناهز خمسة وستين عاماً بعد رحلة حافلة بالعطاء والتجديد الموسيقى، وقدم خلال مشواره الفنى الذى اقترب من الـ30 عاما 96 لحناً غنى منها بصوته 51 لحنا ضمتها ألبوماته السبعة: "مشتاقين، ويا عشرة، وكان وكان، وبلاد الدهب، وراح أغنى، وقسمة ونصيب، وحدوتة مصرية".