رصدت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء، استمرار وتكرار ظاهرة الاغتيالات السياسية فى ليبيا ما بعد القذافي.
واستشهدت الصحيفة – فى تقرير لها بثته على موقعها الألكترونى- بقول القاضى جمال بنور، وهو أحد زعماء الانتفاضة الليبية، أن الثورة الليبية انتهت بالنسبة له عندما اغتيل صديقه وزميله المحامى عبد السلام المسمارى أمام عينيه. وأفادت الصحيفة بأن ليبيا تعانى حاليا، ومنذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافى عام 2011، من إراقة الدماء على نطاق واسع فى شوارعها؛ حيث قتل أكتر من ألف ومائتى شخص فى عموم البلاد خلال العامين الماضيين، ليكونوا ضحايا الثأر وصراع السلطة وانتشار الجريمة.
وأوضحت أن الانقسامات السياسية فى داخل مجلس المؤتمر العام المنتخب (البرلمان)، والخلافات القائمة مع المجموعات المدعومة من قبل الميليشيات المتناحرة، جعلت الحكومة المعينة فاقدة تقريبا لأى سلطة، فيما تسبب الصراع على السلطة فى تصاعد تهديدات إقالة رئيس الوزراء على الدين زيدان منذ أشهر، وذلك قبل أن يقال بالفعل فى وقت سابق من اليوم، مما ترك البلاد تضحى بدون وزير للداخلية.
وقالت الصحيفة:" إن مدينة بنى غازي، ثانى أكبر المدن الليبية بعد العاصمة طرابلس، حظت بنصيب الأسد فيما يخص الاغتيالات السياسية؛ حيث اغتيل بها أكثر من مائة رمز بارز، من بينهم مسئولو أمن وقضاة ونشطاء سياسيون، خلال العامين الماضيين".ورأت أن تفشى موجة الاغتيالات السياسية فى أى بلد يمكن أن يقضى بالفعل على قيادتها المحلية ويشل الحكومة وقوات الأمن.
وأعادت (نيويورك تايمز) إلى الأذهان حادث اغتيال السفير الأمريكى لدى ليبيا كريس ستيفين وثلاثة مسئولين أمريكيين فى بنى غازى عام 2012، وأشارت فى الوقت ذاته إلى ضجر السكان المحليين هناك من انعدام القانون وانتشار الجريمة، فى ظل وجود الميليشيات المسلحة المتناحرة. وقالت" إن بعضا من هذه الاغتيالات يرجع إلى انتشار الجرائم وأعمال التهريب، فهى تتم على ايدى مئات المجرمين الذين هربوا من سجون القذافى إبان الانتفاضة وتمكنوا عقب ذلك من الحصول على الأسلحة والعتاد".
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بذكر أن الاغتيالات السياسية فى ليبيا أصبحت عمليات ممنهجة على نحو دفع المسئولين والمشرعين والنشطاء السياسيين وغيرهم من المحللين الإقليميين إلى وصف ما يحدث بأنه يأتى فى إطار حملة ممنهجة لإطفاء جذوة أمل الليبيين فى بناء دولة ديمقراطية ومستقرة.
نيويورك تايمز:الاغتيالات السياسية مازالت تعصف بليبيا ما بعد القذافى
الأربعاء، 12 مارس 2014 05:23 م