ما حدث فى انتخابات التجديد النصفى لنقابة المعلمين بقنا وحصاد 45 مقعداً لمرشحى تمرد، و17 للمستقلين، ومقعدين لمرشحى الإخوان، يبرهن انهيار الإخوان سياسياً، وظهور حالة جديدة على الساحة السياسية، بعد أن قرر الشباب أن يتحرر ويثبت أنه يستطيع القيادة. الجميع يعلم أن قيادات تمرد من أبناء هذا الجيل الذى وضع حجر الأساس فى إنهاء الدولة الاستبدادية والفاشية، وذلك يعد سبباً رئيسياً لأن نلقى نظرة فى هذا الأمر.
فى نظرتى للساحة الآن هناك نوعان من الشباب مجموعة جريئة قررت أن تغزو الساحة وتتطلع إلى أن تكون جزءاً أساسياً من المنظومة، ومجموعة أخرى تخشى التفكير فى المشاركة، وتكتفى بمتابعة المشهد، وتقديم انتقادات لكل ما هو مطروح على الساحة، ويعتقدون أنهم يستطيعون تشكيل وطن جديد بمعايير تتناسب مع أحلامهم الشخصية، التى لا يفكرون فى آليات تطبيقها، والتى تختلف كثيراً عن أحلام وتطلعات الشارع المصرى.
نستطيع تحليل كيفية اختيار الأولويات: هناك وجهة نظر من أحجموا عن المشاركة وهم يختارون أولوياتهم، من خلال كتيبات ودراسات أكاديمية التى تختلف كلياً عن الواقع الملموس. ووجهة النظر الأخرى التى يتبعها من قرروا المشاركة السياسية واختيار الأولويات طبقاً للواقع.
ولكن الحقيقة أن الحل الأمثل هو المزج بين الدراسة الأكاديمية والواقع الملموس. فإذا قررنا التحليل الأكاديمى فعلينا أن نعترف بأن أى نتيجة لابد أن تبنى على معطيات ومعادلات، وطبقا للواقع الملموس. المعطيات هنا هى الحالة السياسية المطروحة على الساحة، علينا أن نستغل هذه المعطيات لندخلها فى معادلة تتناسب مع الأسس الديمقراطية التى تتفق مع المرحلة، ونسعى جاهدين إلى مستقبل أفضل، من خلال وضع رؤية مرنة نسعى من خلالها إلى تحقيق أحلامنا، ولا تكن تصادمية مع الواقع الذى اعترفنا أن معطيات العملية السياسية.
وسؤالى إلى كل من ينتقد تواجد الشباب فى الساحة السياسية: هل قررت أن تجهد تفكيرك بعض الشىء لتبحث عن مدى الصعوبات التى واجهتنا لنخترق الجدار العازل الذى سعت كل الأنظمة السابقة فى بنائه؟ أستطيع أن أفصح عن ذلك أولها كان التمويل الذى يعتبر جزءاً أساسياً من ممارسة العمل العام، واعتمدنا كثيراً على التمويل الذاتى من الأعضاء، ومشاركة بعض ممن قرروا أن يؤمنوا بتجربتنا، وثانيها محاربة الأجيال التى سبقتنا، والتى تعلم جيداً أننا منافس قوى نستطيع أن نزلزل سطوتهم على الساحة السياسية، وأخيراً وليس آخراً محاربة الشارع الذى يملأ قلبه حالة من انعدام الثقة فى جيل الشباب، وذلك نابع من انعدام ثقته فى الشباب المحيط به، سواء كان داخل نطاق الأسرة أو فى دائرة الحياة اليومية، بسبب التسرع والاندفاع فى اتخاذ القرار، فلماذا لا يسمح آباؤنا وأجدادنا أن يفكروا فى وضع جيل الشباب محل ثقة ولو على سبيل التجربة؟ حتى وإن اعتبروا أن ذلك بمثابة مكافأة للشباب الذى تصدر المشهد منذ اندلاع الثورة المصرية فى 25 يناير و30 يونيو، وتشجيعهم على التقدم نحو النجاح فى المستقبل. ولماذا لا يبادرون بمزج خبراتهم وتجاربهم مع حماسنا وقدرتنا على لمس الواقع؟
وعلى الجانب الآخر علينا أن ننظر للمستقبل وندرس هذه التجربة جيدا، لنعرف كل الأسباب التى ساعدت فى نجاح أول تجربة انتخابية نشارك فيها كحركة تمرد، وكيفية الاستفادة من هذه التجربة! وعن انتخابات البرلمان ماذا نحن فاعلون؟ وعن قرارنا فى تأسيس حزب سياسى ليكن أداة تساعدنا على استكمال حلمنا الذى مزجناه بالواقع، وهل ستعلو الأصوات ضدنا إذا كان قرارنا هو السعى لنصبح الحزب الحاكم فى مصر؟ نعم قررنا وندعى أننا نستطيع تحقيق أحلامنا، وكل ما نسعى إليه هو إثبات قدرتنا على تقرير مصيرنا.
عدد الردود 0
بواسطة:
نور
تحياتى