سفارتنا بالنمسا: مسابقة المكتب الثقافى تصحح أفكار الطلاب عن مصر

أعرب المستشار الثقافى المصرى فى النمسا الدكتور أحمد شاهين عن سعادته بالنجاح الكبير الذى حققته المسابقة الفنية المصرية التى نظمها المكتب برعاية السفير المصرى خالد شمعة لطلبة وطالبات المدرسة العليا للجرافيك والتصميم بمدينة سالزبورج حول انطباعات الطلاب والطالبات عن مصر بشكل بعيد عن النمطية.

وأبدى دكتور شاهين، فى حديث خاص لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى النمسا، إعجابه بالأعمال الفنية التى عبر خلالها الطلاب والطالبات النمساويين عن مصر.. موضحًا أن المسابقة "وضعت شباب النمسا فى وضع التعبير عن مصر" بشكل يحثهم عن البحث فى تاريخها للتعرف عليها بشكل أكثر عمقا والتعبير عنها فى أعمال فنية مميزة.

ولفت شاهين إلى أن المشروع الذى طرحه المكتب الثقافى لم يحدد أفكار محددة تقيد الطلاب والطالبات وتجنب وضع المشاركين فى المسابقة فى أطر ضيقة تؤثر على اتجاهات التعبير الفنى للطلاب، موضحًا أن الغرض الأساسى من المشروع هو التعبير عن مصر بالفكرة التى يراها الطالب مناسبة من خلال ثلاثة مجالات أساسية هى الفن التشكيلى والرسم والتعبير بالتصوير.

وعن الخطوات التى قام بها المكتب على طريق ظهور المشروع إلى النور أوضح الدكتور شاهين أنه قام بالاتصال بجميع الهيئات التعليمية المسئولة وعلى رأسها المجلس التعليمى المشرف على العملية التعليمية فى جميع المدارس حيث تم طرح فكرة المسابقة على المرحلة العليا لجميع المدارس العليا النمساوية والاتصال بالمسئولين المعنيين لمناقشة الفكرة بشكل أعمق حيث رحبت المدرسة العليا للجرافيك والتصميم فى مدينة سالزبورج بالفكرة وقامت بطرح فكرة المسابقة على الطلاب والطالبات كمشروع دراسى يتم من خلاله تقييم الطلاب والطالبات علميا وذلك لتقدير إدارة المدرسة لفكرة المشروع المرتبطة بمصر.

وفى السياق ذاته، أوضح المستشار الثقافى أن أعمال الطلاب والطالبات الفنية استغرقت نحو شهرين من العمل الجاد وفق جدول زمنى تم الاتفاق عليه مع إدارة المدرسة انتهى فى الوقت المحدد بحضور الطلاب وعرض أعمالهم الفنية فى احتفالية نظمها المكتب الثقافى المصرى حيث قامت لجنة ضمت السفير المصرى والمستشار الثقافى والمدرس المشرف على المشروع بالاطلاع على الأعمال الفنية ومناقشتها.

وأشار إلى أن الأعمال الفنية التى بلغ عددها 13 لوحة حملت أفكارًا متنوعة نالت إعجاب الحضور وتقديرهم للجهد الذى بذله الطلاب عن مصر، الذى توجه السفير خالد شمعة بتقديم شهادات التقدير صادرة عن المكتب الثقافى المصرى للطلبة فضلا عن الهدايا التذكارية المصرية تقديرًا للجهد الكبير الذى بذله الطلاب والطالبات أثناء تنفيذ أعمالهم الفنية عن مصر.

وقد أكد المستشار الثقافى أن "الفكرة جيدة ومفيدة جدًا وتستحق التوسع فى تنفيذها خلال العام الدراسى المقبل".. لافتا أن جيل الشباب فى النمسا مهم جدًا بالنسبة لمصر كما حذر من خطورة تأثر هذا الجيل بكل ما ينشر فى وسال الإعلام وتكوين أفكاره تجاه مصر من خلال أخبار ومعلومات يستقيها بشكل يومى من وسائل الإعلام الغربية حول جميع الجوانب الاجتماعية والسياسية والعامة, فيما عول الدكتور شاهين فى المقابل على أهمية غرز أفكار إيجابية حول مصر فى وجدان الشباب والشابات النمساويات من خلال مثل هذه المشاريع الثقافية التى تواجه بشكل غير مباشر بعض الأفكار الخاطئة التى تصدرها وسائل الإعلام عن مصر "ليدرك الشباب بناء على بحثه أن ليس كل ما يسمعه عن مصر من وسائل الإعلام صحيح".

ونبه إلى أن هذه المشاريع الثقافية تضع الطلاب فى موقف يجعلهم يهتمون بالبحث وجمع المعلومات عن مصر واكتشاف حقائق ذات جوانب إيجابية عن مصر دون توجيه مباشر.

وسلط المستشار الثقافى الضوء على لوحة فنية مميزة لاقت إعجابه ولفتت انتباه الحضور كما حظيت بإعجاب السفير خالد شمعة, حيث قسم الطالب لوحته الفنية إلى قسمين الأول يشير إلى الثورتين اللتين عاشتهما مصر والجزء الثانى الأكبر يوضح مصر الحضارة والرخاء والأمان ويعتلى الجزأين النسر الفرعونى الذى يضلل بجناحيه على القسمين ويحميهما وتحته تقبع خريطة مصر بوادى النيل الأخضر.

ونقل الدكتور شاهين وجهة نظر الطالب الذى أوضح أنه بحث وجمع معلومات كثيرة عن مصر استشف منها أن هناك جانبين الأول يعتريه القلق بسبب التطورات التى شهدتها مؤخرًا والثانى إيجابى جدًا يرجع إلى تاريخ مصر وحضارتها.. موضحًا أنه يمثل الجزء الأكبر من اللوحة.

كما أوضح أن النسر الكبيرة الفرعونى المظلل الذى يظلل على جزئى اللوحة يعبر عن حمايته لمصر, وخلص الطالب فى نهاية عرضه للعمل الفنى أن "ما نسمعه فى نشرات الأخبار لا يتطابق مع المعلومات التى جمعتها عن مصر خلال المشروع".

وعلى جانب آخر أكد المستشار الثقافى أن المكسب الحقيقى هو اهتمام الطلاب والطالبات بمصر بشكل جعلهم يتعرفون على مصر بشكل أعمق جعلهم قادرون على تحليل الأخبار التى يسمعوها عن مصر, مدللا على ذلك بتأكيد الطلاب أنها المرة الأولى التى يتعمقون فيها بدراسة مصر وأنهم لم يسافروا إلى مصر من قبل.

ومن جانبه أكد المستشار الثقافى أن المكتب يعد لتنفيذ هذا المشروع مع بداية الموسم الدراسى الجديد، لافتا إلى وجود اتصالات مع المكتب الثقافى النمساوى فى القاهرة للتعاون فى هذه الشأن.

كما أعرب الدكتور شاهين عن سعادته إزاء ترحيب المكتب الثقافى النمساوى بالتعاون المستقبلي، وعزمه تنفيذ نفس الفكرة فى المدارس المصرية بالنسبة للنمسا بهدف توثيق العلاقات الثقافية بين البلدين.