ذكرت صحيفة العرب اللندنية، أن الإعلام القطرى يواجه أزمة كبيرة بعد توالى استقالة عدد كبير من الإعلاميين الخليجيين، وهو ما يساهم فى ترك ثغرة كبيرة، خاصة وأن الكوادر الإعلامية تعتمد بنسبة كبيرة على غير القطريين، مما يدل على نقص المواهب الإعلامية فى قطر واعتمادها على الخبرات الخارجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن انسحاب الإعلاميين يفتح باب التساؤلات حول حجم تدخل القرار السياسى فى وسائل الإعلام القطرية وعلى رأسها قناة الجزيرة، وتوجهها فى تبنى ودعم جماعة الإخوان المسلمين، التى أصبحت مؤخرًا، بالإضافة إلى القرار السياسى باعتبارها جماعة إرهابية، تواجه استنكارًا شعبيًا واسعًا فى كافة الدول العربية، مما يجعل التوجه القطرى بدعمها إبحارًا ضد الإرادة الشعبية عمومًا، قبل أن يكون مخالفًا للتوجهات السياسية.
وقالت الصحيفة السعودية، إن حرية القلم أصبحت غير متاحة فى المؤسسات الإعلامية القطرية التى تزعم “حرية التعبير”، وتسير فى اتجاه واحد نحو دعم الجماعات الإرهابية وإعطائهم المساحة الإعلامية المميزة لمهاجمة دول الخليج، ودعم الإخوان المسلمين ونشر الفوضى ومحاولة إحداث الفتن فى المجتمع العربى.
وتساءل مراقبون عما إذا كان بإمكان الصحفيين الإماراتيين والسعوديين التعبير عن وجهة نظرهم بحرية فى وسائل الإعلام القطرية، بعد الخلاف السياسى بين الدوحة والرياض وأبوظبى والمنامة.
وكان عدد من الصحفيين والكتاب السعوديين والإماراتيين اعتذروا عن استمرارهم فى العمل والكتابة فى الصحف القطرية على خلفية سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر، حيث اعتذر الكاتبان السعوديان صالح الشيحى وأحمد بن راشد آل سعيد عن الكتابة فى صحيفة “العرب” القطرية. ومن المتوقع أن تتوالى الاستقالات والاعتذارات الجماعية من إعلاميى الدول الثلاث، السعودية والإمارات، والبحرين، المرتبطين بالكتابة فى الصحف القطرية، وكذلك العاملين فى القنوات التلفزيونية القطرية، فى سياق التضامن مع قرار سحب سفراء هذه الدول الثلاث من الدوحة.
ونقلت الصحيفة قول الكاتبة السعودية سمر المقرن، بعد حجب بعض مقالاتها فى صحيفة (العرب) القطرية "لا أرى من العيب أن تحمل أية وسيلة إعلامية أجندتها، إنما من المعيب أن تنكر هذا وتدعى أنها تختلف عن كل إعلام العالم بشعار “الرأى. . والرأى الآخر"، مشيرة إلى أنه تم حجب مقالاتها التى تتناول أى نقد موجه ضد جماعة الإخوان المسلمين، كما أعلن المعلقان الرياضيان الإماراتيان على سعيد الكعبى وفارس عوض استقالتيهما من قنوات "بى إن سبورتس" القطرية (الجزيرة الرياضية السابقة). وأكدا استقالتيهما فى بيان على حسابهما فى تويتر.
والإعلام القطرى، ومنذ بداية التسعينات ومن خلال قناة الجزيرة المملوكة للحكومة القطرية، انتهج خطًا جديدًا، تمثل فى دعم جماعة الإخوان المسلمين ومخططاتها السياسية فى المنطقة، وكرس لذلك جميع الوسائل لتلميع صورتها، لكنه لم يستطع مواصلة إخفاء الحقائق وتزييف الوقائع وممارسة الخداع على الشعوب.
وفى الوقت الذى تهاجم فيه قناة الجزيرة الدول العربية وسياساتها الداخلية وتدعم الجماعات الإرهابية، تضع الشأن الداخلى فى قطر تحت الخط الأحمر وهى حريصة على التقيد به، فكل العاملين بها يدركون حقًا ما قد يحدث إذا فكروا فى تجاوز هذا الخط الأحمر الذى فرضه صاحب القناة، وبذلك لا يكون هناك أى مجال للحديث عن حرية الكلمة وحرية الإعلام التى زعمت أنها كانت أحد أسباب إنشاء قناة الجزيرة.
"العرب اللندنية": أزمة فى الإعلام القطرى تهدد بفراغ سياسى يضع الدوحة فى عزلة بعد انسحاب الصحفيين الخليجيين.. كتاب من السعودية والإمارات والبحرين يقدمون استقالات جماعية تضامنا مع قرار سحب السفراء
الأربعاء، 12 مارس 2014 05:27 م