أحمد سمير يكتب : عفوا.. لا توجد أحزاب فى مصر

الأربعاء، 12 مارس 2014 08:26 ص
أحمد سمير يكتب : عفوا.. لا توجد أحزاب فى مصر مجلس الشعب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحقيقة أنه لا توجد أحزاب فى مصر، حتى وأن وجدت، فكما درسنا فى أدبيات العلوم السياسية أن عملية بناء مؤسسات الدولة الحديثة تقع على كاهل نخبها السياسية والثقافية، فكلما كانت النخبة واعية لماهية العمل السياسى ومصالح المجتمع، كلما عمدت لبناء دولة حديثة، يرتقى نظامها لمصاف الدول المتقدمة حضاريا والمتخذة من الإنسان غاية وليس وسيلة لتحقيق مصالحها ومصالح المجتمعات.

فالنظام السياسى فى الدولة هو انعكاس لتوجهات الأحزاب السياسية الفعالة فى الصراع الاجتماعى، فإن كانت كيانات حزبية غير مؤسسية تحتكم للعنف والاستبداد فيما بينها، انعكست توجهاتها على شكل النظام السياسي.
وإن كانت أحزاباً سياسية مؤسسية تحتكم للحوار وصناديق الاقتراع فى صراعها الاجتماعى، عكست الوجه الحضارى للنظام الديمقراطى الذى يحتكم للتصويت الشعبى للوصول إلى السلطة السياسية، فمبدأ التعددية السياسية، هوصيغة من التنافس العادل والمنصف من أجل الوصول إلى السلطة السياسية.

فالأحزاب الآن فى مصر تعانى من وهن شديد، ولم تؤثر ثورتان شهدتهما البلاد فى أقل من 3 أعوام على تغيير هذا الوضع داخل الأحزاب، وأنه من إحدى نقاط الضعف الواضحة فى الشارع السياسى المصرى، هوالأداء لتلك الأحزاب، التى من المفترض أن تكون قاطرة للمجتمع نحو الإصلاح والتطور.

الأحزاب الآن تمثل نقطة ضعف للأوضاع السياسية المصرية، ولم تكن يوما نقطة قوة، حيث كانت تجربة الأحزاب تجربة فاشلة فلم تستطع قيادة الشارع ولم تستطع دفع العملية السياسية، ولم تشارك فى التفاعلات بالقدر الذى يحدث عمليات تطوير سياسى حقيقي، وبالتالى ستظل نقطة ضعف إذا لم تواكب حركة الجماهير وتعيد تنظيم نفسها داخليا وتقدم قيادات جديدة.

كيف يصل حزب إلى السلطة وهو مليئ بالصراعات الداخلية التى لا تنتهى، قيادات كبيرة داخل تلك الأحزاب تمسك بزمام الأمور وهى غير قادرة على إدارة كشك سجاير، فكيف سيدير هذا الفاشل حزب سياسى، إقصاء للشباب وسياسيات فاشلة وإدارة هزيلة لا يتنج عنها سوى الإخفاق والفشل المستديم .

أحزاب لا يوجد لديها إبداع لذلك تسبقها دائما الحركات والائتلافات السياسية، أحزاب غير قادرة على الدفع بمرشح رئاسى قوى يستطيع أن ينال ثقة المواطنين ويفوز بالانتخابات، أحزاب اعتادت الفشل.

فخطر اعتياد الفشل هوالمزيد من انخراط النخب السياسية فى صراعاتها وحروبها الكلامية دون طرح بدائل حقيقية على المجتمع للتنمية والتحول الديمقراطى، فالنخب هذه أشبه اليوم بركاب سفينة تغرق وهم يتصارعون على المقطوعة الموسيقية التى يتعين على أوركسترا السفينة عزفها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة