خمسة أيام تمر على اختفاء الطائرة الماليزية التى تقل 239 شخصا من طراز بوينج 777، برقم رحلة 370 تابعة للخطوط الجوية الماليزية بعد أن حلقت على ارتفاع 35 ألف قدم فى رحلتها من كوالالمبور إلى بكين فى الساعات الأولى من صباح السبت الماضى، دفع البعض إلى إطلاق كلمة "لغز" لأول مرة فى العصر الحديث على حدوث مثل هذه الحوادث رغم وجود التكنولوجيا المتقدمة فى كل أنحاء العالم، تمكن فرق البحث من العثور عليها، وأثبت الاختفاء الغامض للطائرة عجز تكنولوجيا العصر الحديث عن حل هذا اللغز، وقالت صحيفة "واشنطن بوست" اليوم، الأربعاء إن اختفاء الطائرة هو نوع من الغموض، ليس من المفروض أن يكون ممكنا الآن، فعصر المعلومات هو عصر المراقبة وعصر الترابط والحوسبة وأقمار التعقب الصناعية ووكالة الاستخبارات التى تستطيع مراقبة الإرهابيين من الفضاء أو توجه ضربة بطائرة بدون طيار من وحدة تحكم على الجانب الآخر من العالم.
وأضافت الصحيفة التى رفضت إطلاق كلمة "لغز"، أنه حتى الآن، كل الوسائل التكنولوجية فى العالم فشلت فى إيجاد الطائرة المفقودة. فقد تلاشت الطائرة بوينج 777 التى تحمل على متنها 239 راكبا بهدوء صباح السبت، وهى فى طريقها إلى الصين، واختفت من الرادار بشكل مفاجئ وغير مفهوم، كما لو كانت قد طارت فى بعد آخر. ورغم تكريس عدد من الدول لجهودها المدنية والعسكرية للبحث عن حطام الطائرة على طرفى شبه جزيرة الملايو، فى خليج تايلاند ومضيق ملقا، وطلب شركة القمر الصناعى بكولورادو، ديجيتال جلوب، لمتطوعين لمسح الصور بحثا عن إشارات عن الطائرة، إلا أن تغطية القمر الصناعى للأرض ليست كاملة كما يعتقد البعض.
ويقول جون أموس، رئيس منظمة سكاى تروث التى تستخدم مثل هذه الصور للتواصل مع الرأى العام فى القضايا البيئية، إنه على الرغم من الانطباع الذى يتكون لدى الناس عند استخدام جوجل إرث أو خرائط جوجل، فإن هذه الصور عالية الدقة لا تزال قليلة ومتباعدة.
وتوضح الصحيفة أن هناك عدة سيناريوهات محتملة حول مصير الطائرة أو ما حدث لها، خاصة وأن طاقمها لم يبعث بأى رسالة استغاثة، ولم يتم العثور على حطام أو بقعة وقود، وربما تكون سجلات الطائرة قد سقطت فى قاع البحر أو دفنت فى الرمال. وتتساءل الصحيفة: هل تعرضت لعطل مفاجئ وإعدام للضغط؟ هل من الممكن أن يكون الطيار قد انتحر بالهبوط بالطائرة بخط مستقيم إلى قاع البحر؟، هل فجرها الإرهابيون؟ هل زرع راكب قنبلة حتى تستطيع عائلته أن تحصل على تأمين على الحياة؟، وهل تم إسقاط الطائرة من قبل جيش آخر؟ كلها أسئلة تحمل سيناريوهات محتملة حول أسباب اختفاء الطائرة.
من ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة أن فرق البحث التى تطارد الطائرة المفقودة والتى تعتقد أنها سقطت فى المياه لديها حوالى 30 يوما، لإيجاد مسجلات قمرة قيادة الطائرة قبل أن تختفى إشارة الصندوق الأسود. حيث إن 30 يوما هو عمر بطارية مسجلى الطائرة، أحدهما يسجل الساعتين الأخيرتين داخل كابينة القيادة، فى حين يحتوى الآخر على كل بيانات الرحلة.
وأصبحت الطائرة المفقودة حديث سياسى كبير، حيث اتهمت إسرائيل إيران بالضلوع فى اختطافها وخاصة بعد أن كشفت فرق البحث عن وجود راكبين إيرانيين يحملان جوازات سفر مسروقة ويشتبه فيهما، لكن السلطات الماليزية صرحت بأن الراكبين لا علاقة لهما بالجماعات الإرهابية.
فيما اتهم نواب إيرانيون الولايات المتحدة بخطف الطائرة، وقال حسين نجفى حسينى، إنها محاولة أمريكية لتخريب العلاقات بين إيران والصين وجنوب شرق آسيا. ورد على التقارير الواردة بشأن وجود اثنين من الإيرانيين الذين سافروا بجوازات سفر مسروقة، ضمن ركاب الطائرة ووصف هذه التقارير بأنها مؤامرة.
وأضاف حسينى، أن الوثائق التى نشرتها وسائل الإعلام الغربية عن الإيرانيين الذين سافرا على متن الطائرة المفقودة بدون جوزات سفر، هى مجرد حرب نفسية. وقال إن الأمريكيين يجندون بعض الناس لمثل هذا النوع من العمليات، حتى يتمكنوا من إلقاء اللوم على البلدان الأخرى، خاصة الدول المسلمة.
وأتهم النائب سيد حسين نقوى أمريكا بخطفها، قائلا، نرجح أن تكون قد اخطتفت هذه الطائرة على أيدى الأمريكان، وهم من يقفون خلف هذا العمل. وقال دليل هذا الكلام هو أن إيران أصبحت تنتهج سياسة النظرة إلى الشرق ولديها اهتمام خاص بمنطقة الشرق وجنوب شرق أسيا، لذا تسعى أمريكا من خلال هذا العمل باخلال العلاقات بين إيران ودول شرق وجنوب آسيا.
وفيما تدخل عمليات البحث عن الطائرة المفقودة يومها الخامس، فإن الشرطة لا تستعبد احتمالات الخطف أو التخريب أو احتمال وجود مشاكل نفسية أو شخصية بين طاقم وركاب الطائرة، فيما تواصل وكالات أخرى فى ماليزيا التحقيق فى تفسيرات غير جنائية.
5 أيام على الطائرة الماليزية المفقودة تكشف عجز تكنولوجيا العصر الحديث عن حل اللغز.. واشنطن بوست: لغز الطائرة لا يفترض أن يحدث بعصر المعلومات..دول تسييس فقدانها وإسرائيل تتهم إيران والأخيرة تتهم أمريكا
الأربعاء، 12 مارس 2014 02:40 م
الطائرة الماليزية المفقودة