الدبلوماسيون المصريون لا يحتاجون لمن يدافع عنهم، فما يقومون به لخدمة الوطن هو خير شاهد على وطنيتهم، ولا يقلل من ذلك تعود البعض على كيل الاتهامات لبعضهم دون الاستناد إلى وقائع مثبته ولأسباب غير مفهومة، مع الأخذ فى الاعتبار أن دبلوماسيينا هم جزء من المجتمع المصرى، قابل أن يقع أحدهم فى الخطأ، لكن المعيار الأساسى هنا هو كيف تتعامل مؤسسة الخارجية مع من يقع فى الخطأ، هل تتهاون معه أو تتستر عليه، أم أنها تحاول إصلاح الخطأ، وبتر العضو التالف إذا استدعى الأمر ذلك.
بعد ثورة 25 يناير كيلت الاتهامات للدبلوماسيين المصريين بانتمائهم لنظام مبارك، وبعد ذلك قيل أنهم يؤيدون حكم المجلس العسكرى وأثناء حكم الإخوان وصفوا الخارجية بأنها مؤسسة إخوانية، والآن لا أعلم ما هو الاتهام الموجه لهم بالضبط، وأن كان البعض يحلو له تصنيف التهمة حسب مزاجه الشخصى، رغم أنه بنظرة سريعة لواقع عمل الوزارة وأدائها وأداء دبلوماسييها وإدارييها وفقا لسيل الاتهامات التى طالتهم بالانتماء للأنظمة السياسية التى حكمت مصر خلال السنوات الماضية، سيعلم أننا أمام مؤسسة وطنية تتعامل مع أى نظام للحكم طالما أنه جاء باختيار الشعب، وأنه لا يهم الدبلوماسيون مع من سيتعاملون طالما أنه جاء باختيار الشعب، وهناك أدلة وأمثلة كثيرة على ذلك، فالرئيس المعزول محمد مرسى حينما كان يزور عواصم أجنبية كان يستقبله سفراء مصر بالخارج رغم أن كثيرين كانوا يختلفون معه جذريا لكنهم تعاملوا معه على أنه رئيس مصر.
من واقع متابعتى لدولاب العمل بوزارة الخارجية ومعرفتى بكثير من دبلوماسييها وإدارييها أستطيع أن أؤكد أننا أمام مؤسسة وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ وأن أعضاءها من الكادر الدبلوماسى والإدارى يعملون بإخلاص وتفانٍ من أجل إعلاء مصلحة الوطن وصيانة أمنه القومى، بعيداً عن أية انتماءات سياسية أو حزبية، وكل أملهم شىء واحد فقط، هو أنه من لديه دليل على شىء فليتقدم به، أما من يريد كيل الاتهامات بدون أدلة فالأفضل له أن يصمت ويكف عن تلويث الشرفاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة