قال الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق والفقيه الدستورى، إن أمريكا وإسرائيل والإمارة الأمريكية فى الخليج يريدون تقسيم مصر بالطائفية، مشيرًا إلى أن الإخوان كانوا يحكمون لصالح أمريكا وإسرائيل، وقلت ذلك فى وقتها وأنهم خونة، مطالبًا بمنع إنشاء أحزاب على أساس دينى.
وسرد الجمل، خلال مؤتمر هجرة المسيحيين فى العالم العربى، الذى عقدته منظمه الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، اليوم، بأحد الفنادق الكبرى، جزءًا من علاقته بالبابا شنودة الثالث، قائلا، كنت من أقرب المصريين لقداسة البابا شنودة، وكنت آخر من حدثه فى التليفون قبل وفاته بساعات"، حيث قال البابا شنودة "لك محبتى"، مشيرًا إلى أن الكاتدرائية احتضنت جثمانه وبكيت، فالبابا هو من قال "مصر ليست وطن نعيش فيه بل وطن يعيش فينا"، لافتًا إلى سياسة التمييز تجاه المواطنين المصريين المسيحيين، وتساءل: كم رئيس جامعة قبطى؟ موضحًا أن رجل الأعمال القبطى نجيب ساويرس يقيم جائزة سنوية يفوز بأغلبها مسلمين.
وأكد أن ما يحدث من تشدد فى المجتمع المصرى، ليس عيبًا فى الإسلام بل عيب العقل والتخلف الذى يجب أن نحاربه، والدولة الحديثة هى دولة المواطنة، فاحفظوا مصر بكل مكوناتها، واحفظوا هذه السبيكة فى عيونكم وقلوبكم، تحيا لكم عزيزة غالية، احفظوا المسيحيين والمسلمين، أتجاسر وأقول حتى من هم فى ديانات أخرى.
وقال أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر ورئيس مؤسسة التآلف بين الناس، إنه فى العصر الحديث أثناء عصر السادات تم تجريف الدين وإدخال الدين فى السياسة، وجاءت الحسابات الأمنية فى عصر مبارك وتم انتقاص حقوق المسيحيين والجهات التنفيذية والسيادية، وتم إخراج المسيحيين وكأنهم لا يصلحون لتلك المناصب، وقد ناديت منذ خمس سنوات بضرورة تدريس الحقبة القبطية فى وزارة التربية والتعليم.
وطالب كريمة خلال المؤتمر بإلغاء وزارة الأوقاف واستبدالها بوزارة الشئون الدينية، وتكون رئاسة الوزارة من أى دين ويكون لها ثلاثة وكلاء وديانتهم مسيحى ومسلم ويهودى، وإذا حدثت مشكلة لا يتم الذهاب لشيخ الأزهر ولا البابا بل إلى الدولة المدنية، وعلى شئون المسيحيين كما يجب أن ترعى مثل المساجد فإذا كانت الدولة تعطى رواتب للأئمة فيجب كذلك أن تعطى رواتب للكهنة.
وتابع كريمة، الإسلام الصحيح تم تجريفه منذ خمسين عامًا لفعل سياسات خاطئة وحسابات أمنية تم جرف صحيح الفكر الإسلامى، فالإسلام لم يجعل المسيحيين مواطنين من الدرجة الثانية، لأن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا، فالمسيحيون فى مصر ليسوا عنصرًا أو عرقًا آخر بل نسيج متداخل بنص القرآن نفسه، وقد نبهت على أن المسيحيين ليسوا كفارًا والذى علمنى ذلك القرآن والإسلام، وأحترم دور العبادة لغير المسلمين مع المسجد، وذلك فى الآية 40 فى سورة الحج.
وأضاف كريمة، ما عصرت فى طفولتى، أن الأمن يحرس الكنائس وإنما أمر على كنيسة أمامها شرطى والآن يعتصر قلبى الألم فالكنائس التى حماها القرآن تحرسها الشرطة الآن، وتقوم بعمل طوارئ أثناء احتفالاتهم، ولكن المجتمع له مسئولية عندما يسمح لشيخ متشدد بتهديد المسيحيين، وتساءل كيف يكون ترميم حمام بكنيسة يحتاج ذلك لموافقة الأمن الوطنى، والفتاوى المتشددة برعاية الدولة أيضًا، لدرجة أنه يأتى متنطع ويحرق الإنجيل، والذى قال القرآن عنه ليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه، والذى أحرق الإنجيل أحرق قلوبنا، وليحرق الله أيد من أحرقه، لذا يجب تجفيف منابع الفكر المتشدد، وأذكر فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم أن الذى صنع منبره كان شابًا مسيحيًا، وأقول للمسلمين لا تضيعوا وصية الرسول فالاعتداء على المسيحيين هو اعتداء على الإسلام.
يجب حظر أى أحزاب على خلفية دينية، حيث لا زالت الدولة فى غيبوبة، ففى جريدة عقيدتى تحاول تخطئتى عندما قلت إن المسيحيين ليسوا كفارًا فهاجمونى، وقالوا إن المسيحيين كفار، فأين نقابة الصحفيين من تكفير المواطنين.
وفى كلمته، قال نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، إنه هاجر قرابة 100 ألف قبطى فى مصر حتى فترة حكم الإخوان، بعد استحلال أموالهم ودمائهم وتقلص عدد المسيحيين فى العراق، فمن مليون ونصف عراقى مسيحى إلى 450 ألفًا، وفى فلسطين من مليون مسيحى إلى 50 ألف مسيحى، وفى لبنان كان يشكل المسيحيين 70% فيمثلون الآن 33%، وفى ليبيا يتم قتل الأقباط على هويتهم الدينية.
وتابع جبرائيل، أن توصيات المؤتمر تتمثل فى مطالبة القائمين على الحكم فى الدول العربية، بأن يتم تمثيل المسيحيين تمثيلا عادلا فى الوظائف العليا والسيادية على أساس المساواة والعدالة، وإقرار التشريعات لممارسة الشعائر الدينية، ونشر ثقافة الإسلام الوسطية، مطالبًا وزيرى الثقافة والتعليم أن تكون الحضارة المسيحية جزءًا هامًا فى تاريخ هذه الدول أسوة بباقى الحضارات، ووضع قسم للغة القبطية فى مصر، والعمل على الحد من خطف القاصرات المسيحيات، وعلى الكنائس تشجيع الشباب المسيحى على الانخراط فى الحياة السياسية والابتعاد عن السلبية، ويجب تدعيم التعاون مع القوى الإسلامية الوسطية لكسر الحصار الدينى للجماعات المتشددة.
وتابع جبرائيل قائلا، لقد عاش المسيحيون فى المشرق العربى لأكثر من نصف قرن فى اضطهاد وظلم فى ظل حكومات راديكالية وثقافات دينية متشددة لا ترى الآخر إلا أقل شأنًا فى تهميش وإقصاء، وهو الأمر الذى أدى بهم للهجرة بعد وصفهم بالأقلية، وفى بعض البلدان يمثلون نسبة كبيرة من سكان الدول العربية وشمال أفريقيا، فتهجيرهم قصريًا ووصفهم بالكفر دون تحرك الحكومات المعنية يدل على خطأ الحكومات، ومثال ذلك ما حدث فى مصر خلال أربعة عقود من الزمن، عندما كان يمثل الأقباط فى البرلمان بالتعيين، ولا يصدر قانون ببناء دور عبادتهم، وخلوهم من الجهات السيادية، وما يحدث فى بلاد مثل العراق وغيرها فى بعض البلاد العربية مثل إجبارهم على دفع الجزية فى سوريا وهدم كنائس فى حلب ودمشق، وأثر ذلك فى هجرتهم.
وتابع جبرائيل، يهاجر من مصر خير الشباب ورؤس الأموال واستفادت بهم دول العالم مثل الأرجنتين، وتعد هجرة المسيحيين بسبب الدين من أهم المشكلات وأدت إلى اختلال فى المعادلة السياسية والإخلال الدينى، حيث تطمس الهوية الدينية للمسيحيين فى البلدان، والاختلال فى الموازين الاقتصادية حيث بهجرة رؤوس الأموال المسيحية سيؤدى لاختلال الاقتصاد، فى ظل ضعف القوى الليبرالية الوسطية.
من جهته قال صلاح جودة، الخبير الاقتصادى، إن الثروات خلال السبعة عقود الماضية كانت فى أيدى المسيحيين فقط وبعد ثورة 25 يناير وحتى اليوم.
ففى فترة حكم الإخوان غادر من مصر الكثيرون خاصة فى ظل فتاوى الإخوان والتيارات المتشددة، مضيفًا أن جميع المشايخ فى الفضائيات ليس بينهم أحد دارس فى الأزهر إنما هى سبوبة عن حقوق الإنسان والدين، وتحاول أن تسيطر الثقافة الصحراوية على الثقافة الإسلامية الصحيحة.
فى مؤتمر "هجرة المسيحيين فى العالم العربى"..يحيى الجمل: الإخوان خونة وحكموا لصالح أمريكا.."كريمة": تم تجريف الدين لحسابات أمنية..وأطالب بإلغاء وزارة الأوقاف.."جبرائيل": اضطهاد المسيحيين أدى لهجرتهم
الإثنين، 10 مارس 2014 05:55 م