قلة من الناس الآن يرفضون الدم ويرفضون الظلم، يعيشون أصعب الأيام لأنهم رفضوا الظلم الواقع على الأفراد والمجتمع كله، ولكن من منا ظل على موقفه، يعى ما يحدث حوله، يمرر الأحداث على عقله وفكره، ثم يصدر أحكامه الخاصة به، لا يعبأ بالغالبية التى تسير وراء المنتصر دائمًا.
المشكلة الآن هى اليأس الذى سيطر على عقول الذين رفضوا الظلم والذل.. هل سيظل اليأس مسيطرًا على الجميع أم سنرى العدل يتحقق يومًا ما.. هل هذه القلة من الناس ستظل على موقفها وتتزايد أعدادهم أم سيتناقصون ويتركون أنفسهم لكل ما هو سلبى ومحبط .
ومن أخطر الذى نعيشه هذه الأيام، هو نتاج هذا الإحباط المسيطر على فئة الشباب، وهو "العنف" الذى تجلى فى الجامعات المصرية كلها والمدارس فأصبحت السمة العامة لتصرفات الشباب وللأسف هو متنفسهم الوحيد.
فكل واحد من هؤلاء الشباب خسر ما خسر من أخ أو صديق أو قريب، فعندما تلومه يطالب بحق من فقدهم، فلا تستطيع ذلك فيتصرف هو بقدر ما يستطيع أن يخرجه من حالته وهو ما يساعده المجتمع فى ذلك. لأن العنف أصبح سمة مجتمعية لا تخص الشباب وحدهم ومع ارتفاع معدلات الجريمة والعنف المتزايد نواجه الآن مجتمعا مشوها يلملم نفسه بعيدًا عن الواقع، أيضًا ما تجلى فى السنوات الأخيرة هو الكره المتبادل، فعندما نختلف الآن نصبح أعداء لا نعرف كلمة تقارب أو اتفاق.. كل منا ينتظر خسارة الآخر حتى يتشفى فيه.
أصبحنا نعيش فى دوائر منغلقة فكريًا وثقافيًا لا نتكلم إلا عن عيوب الآخرين وكيف هم سيئون.. لا ندرك أننا ننزل للهاوية بشكل سريع من استطاع الهروب من الواقع وهاجر خارج البلاد فعل. من لم يستطع ينتظر نصف الفرصة ليفعل مثل سابقيه فلا شىء يبقيك فى مجتمع كاره لنفسه وناقم على أهله.
ولا ننسى الشباب المعتقلين لأى سبب كان فهؤلاء يفتقدهم أهلهم وأحباؤهم وينتظرون رؤياهم بفارغ الصبر. فشىء طبيعى أن تكون الهجرة هى الحل للنجاة من العنف برصاصة طائشة قد تصيبك أو أن تسرق فى وضح النار فى ظل تدهور الحال أو يقبض عليك بأى تهمة كانت أصبح الحلم الآن هو الرحــــــــــــيل.
لا أعرف ما الحل، ولكن كل الذى أعرفه وأؤمن به هو أن الظلم لابد إلى زوال يوما ما لكن.. هل سنكون جزءًا من هذا الحل للقضاء عليه. هل سنكون ممن رحلوا قبل انتهائه، لا نعلم، ولكن لابد أن يتخذ كل منا موقفا حتى يرضى ربه وضميره الذى يسكته الجميع الآن بحجة قلة الحيلة.
أعمال عنف فى الجامعات
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد حربى
الحمد لله
عدد الردود 0
بواسطة:
على ابو فرج
الحمد لله
مقال ممتاز استمر فى الابداع
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عبد الرحمن
الهجرة هي الحل