طارق سعيد يكتب : عودة الجامعة ومظاهرات المولوتوف السلمية : لابد أن يكون هناك توافق وطنى حول كيفية حفظ الأمن وضمان استقلال الجامعة

الإثنين، 10 مارس 2014 06:50 ص
طارق سعيد يكتب : عودة الجامعة ومظاهرات المولوتوف السلمية : لابد أن يكون هناك توافق وطنى حول كيفية حفظ الأمن وضمان استقلال الجامعة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع عودة الدراسة الجامعة تتجدد المخاوف من عودة عنف جماعة الإخوان وحلفائها مرة أخرى كما يتجدد الجدل من جديد حول الحرس الجامعى ودور وزارة الداخلية فى حفظ الأمن داخل أسوار الجامعة مما يثير الخوف من سيطرة الأمن على الحياة الأكاديمية مرة أخرى وهو خوف مشروع فقد عانت الجامعة من ذلك سنوات طوال.

1 تمارس جماعة الإخوان عنفا مقصودا داخل الجامعة بغرض خلخلة النظام السياسى القائم أو على الأقل عدم إشعاره بالراحة وإفساد أى مظاهر للحياة الجامعية لإظهار أن الجماعة ما زالت موجودة وما زالت تتحكم فى مسار الأمور بالإضافة إلى أنها لا تزال متماسكة ولديها شعبية كبيرة تعكسها فى مظاهرات الطلبة المستمرة منذ إزاحتها عن السلطة هذه هى الرسالة الرئيسية من وراء المظاهرات التى سيحرص قيادات الجماعة على استمرارها رغم ارتفاع التكلفة الأمنية لأنها أحد الشرايين المهمة التى تمد الجماعة بالدماء ولولاها لتغيرت الأمور كثيرا.

2 ما يدعيه قادة الجماعة من أنها مظاهرات تقوم بها الحركة الطلابية المتعاطفة مع الجماعة لا وجود له على أرض الواقع فلا ينتمى هؤلاء الطلبة إلى الحركة الطلابية ولا ما يقومون به تظاهرا سلميا من النوع الذى مارسه الطلبة طوال تاريخهم فعندما تتحدث عن الحركة الطلابية فستجد تاريخا ناصعا من البراءة الثورية والروح النبيلة والتظاهر السلمى الحقيقى فلن تجد مظاهرة طلابية حقيقية مهما كبر حجمها ومهما ارتفع صوتها فى مواجهة السلطة استخدمت عنفا ولا تكسيرا ولا قامت بالاعتداء على الأساتذة وهو ما تتعمد الجماعة ممارسته.

3 سيحرص قادة الجماعة على استمرار مظاهرات طلابها فى الجامعات رغم ارتفاع الكلفة الأمنية لأنها لم تعد تملك من وسائل التأثير الكثير فمعظم قادتها إما فى السجن أو فروا خارج البلاد وحتى من ظل فى الداخل فهو مقيد الحركة ومراقب تعد عليه أنفاسه إذن لا سبيل الا استمرار الطلبة فيما بدأوا فيه مع بداية العام الدراسى من مظاهرات سلمية لا يستخدم فيها إلا المولوتوف السلمى والحجارة السلمية والطبول السلمية والمحاولات السلمية لمنع الطلبة من دخول قاعات المحاضرات وغيرها من المظاهر السلمية التى أبهرت كل المتابعين والتى وصلت فى سلميتها إلى أقصى درجاتها بالتخريب والإحراق السلمى لمبانى الجامعة والاعتداء السلمى أيضا على أساتذة الجامعة.

4 المخاوف من تجدد سيطرة الأمن على مجريات الأمور داخل الجامعة مرة أخرى هى مخاوف مشروعة فقد عانت الجامعة من سيطرة الأمن على الحياة الجامعية حتى كادت أن تزهق روحها وهو ما لا يجب أن يتكرر حتى تحت ضغط حفظ الأمن والحفاظ على حياة الطلبة وهنا يجب التفرقة بين حفظ الأمن وحماية أرواح الطلبة والمبانى الجامعية وما بين السيطرة على الحياة الجامعية وإفسادها مرة أخرى لأن أحد وسائل التقدم المنشود بعد ثورتين هو استقلال الجامعة كواحدة من أهم مؤسسات الدولة المصرية عن أى سلطة تنفيذية تحت أى ظرف أو مسمى وهو ما يجب فتح نقاش واسع حول تلك القضية وهى كيف أحافظ على الأمن دون المساس بالحريات فى ظل ما يحدث من مظاهرات عنيفة؟ وهو ما يحتاج اتفاقا وطنيا عاما حتى على ما يمكن استخدامه من إجراءات استثنائية مؤقتة تنتهى بمجرد انتهاء السبب.

5 تحتاج قضية الجامعة إلى نقاش هادئ بين مكونات الحياة السياسية للوصول إلى شكل أمثل يجمع بين انضباط الأمن والحفاظ على أرواح الطلبة وبين الحفاظ على الحريات وضمان استقلال الجامعة وعدم عودة سيطرة الأمن على الحياة الأكاديمية وظنى أنه يجب أن تقدم مبادرة فى هذا الشأن تتبناها حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات التى لعبت الدور الأكبر فى استقلال الحياة الجامعية بما تضمه من أسماء لامعة وكبيرة تحوز احترام الجميع ما يجعل من مقررات المؤتمر موضع احترام وتنفيذ، هذا الاتفاق الوطنى العام حول قضية الجامعة هو أحد الأشياء المهمة لأن الاختلاف فى هذا الشأن قد يكون واحدا من عوامل الشقاق بين تحالف 30 يونيو فى واحدة من القضايا المهمة التى تتطلب الاتفاق عليها عكس قضايا أخرى الاختلاف فيها جائز وصحى.

ستظل الجامعة منارة مهمة فى تاريخ الحركة الوطنية المصرية مهما حاولت جماعة الإخوان تشويه هذا التاريخ الناصع وتزييفه لصالح ما تقوم به من عنف وهو ما يجب تبيانه للأجيال الجديدة التى شبت وهى ترى كل هذا العنف باسم الحركة الطلابية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة