صالح المسعودى يكتب: عيب

الإثنين، 10 مارس 2014 10:15 ص
صالح المسعودى يكتب: عيب صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وهل أصبحت كلمة (عيب) من ضمن التراث المصرى الذى سبقنا به الدنيا أزمنة مديدة؟ ألم تسأل نفسك عزيزى القارئ أين ذهبت كلمة ( عيب ) ؟ وهل هى متوارية عن الأنظار فقط ؟ أم أنها ماتت ولن تعود.

أتتذكر عزيزى القارئ منذ زمن بعيد، عندما كنت تسعى لعمل مخالف ولو يسير، ماذا كان يحدث ساعتها؟ كنت تفاجأ بتلك الكلمة تصم الآذان من كثرة مردديها، لأنها كانت متوفرة وبكثرة .

وهل تتذكر كيف أن أحدهم عندما يتقدم لخطبة فتاة فيكون من أهم مصوغات هذه الخطبة أن يكون ابن أصول، أى أنه (يستحى العيبة).

لقد كانت مصر فى مجملها من ريفها لحضرها ومن مدنها لبيدائها تعتمد على العائلاتية والأسر المترابطة والكبيرة، فكان الاستحياء من صنع العيب، لأن هناك رادع ذاتى تربى منذ الصغر مع الجميع، ولم يكن هناك استطاعة للوصول لدرجة العيب، لأن أقصى شىء كان يمكن المعاتبة عليه كلمة (ميصحش)، وبطبيعة الحال كانت أقل بكثير من كلمة العيب.

فهل كان يستطيع أحدهم أن يرفع صوته أمام من هو أكبر منه سنًا؟ وهل كان يتجرأ أحد أن يتلفظ بكلمة تخدش الحياء ولو فى الطريق العام؟

طبعًا ما ذكرته مثالين غاية فى البساطة الآن، أما فى الماضى فكانا جريمتين يتبرأ منهما المجتمع أجمع .

لقد تربى هذا الشعب وعلى مدى تاريخه المشرًف على أهمية أن يجتنب العيب ويتقيه فى كل أقواله وأفعاله.

أنتظر منك عزيزى القارئ أن ترد بتهكم. إنك مازلت تتكلم عن الماضى وهل توقف الزمن فى الماضى البعيد ولم تتحرك عجلة الزمن للأمام؟

معك كل الحق عزيزى القارئ المحترم فقط كنت أذكرك بماضيك الطيب وتاريخك المشرق، كنت أبحث فيك عنك كنت أنادى من الماضى حالما أن يسمعنى صانعى المستقبل لأذكرهم بأنهم سادوا الأمم فترات كبيرة من الزمن، ليس بعلومهم فقط ولكن أيضًا بأخلاقهم وقيم تربوا عليها.

فهل تتفق معى يا عزيزى أننا افتقدنا كلمة (عيب) من قاموس حياتنا وقل مرددوها بل ومن الممكن أنهم قاربوا على الاندثار.

هل فكرنا جميعا فى كيفية أن نحيى تلك القيم النبيلة؟ وكيف نربى أبناءنا وننشئهم على الفضيلة واجتناب العيب وبناء الواعز الذاتى لدى الطفل، الذى يمنعه من صنع العيب والترفع عن الشىء الذى يسىء لصورته وصورة أسرته ( المتماسكة ) فى المجتمع، وهل فكر أحدنا فى إحياء كلمة (عيب) من العدم ولو بقبلة الحياة لنجعلها متواجدة حتى لو ماتت (إكلينيكيا).

عزيزى القارئ ما أقوله ليس بأحلام ولا أوهام بل حقيقة حاولنا كثيرًا طمسها متحججون ( برتم ) الحياة السريع وتناسينا أن نربى صغارنا على بعض القيم التى لا غنى عنها أن كنا نحلم أن ننهض بوطننا فليس معنى النهوض هو التقدم الاقتصادى أو العسكرى أو العلمى فقط، لكن لابد أن تأتى الأخلاق والقيم فى مقدمة النهضة، لأننا وببساطة أن نحن أهملناها أضعنا باقى أجنحة النهوض، لأن الأمم تقام أولا بالأخلاق وتنهض بالقيم وسمو السلوك، فهل نجد بعد هذا كله من يقول (عيب) للمسيء.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

صوت الجمهور

اننى بعثت لاتمم مكارم الاخلاق

وفى رواية اخرى لصالح الاخلاق

عدد الردود 0

بواسطة:

على حسين عبد السلام

من المسئووووول

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة