التغير الذى مرّ به المجتمع المصرى مؤخرا بعد الثورة جعل كل الأسر المصرية مهتمة بالسياسة، وأصبح الحديث حول المظاهرات والاعتصامات الشغل الشاغل للمصريين، وكثيرا ما يحدث الخلاف حول هذه الأمور، حتى إن هذا الخلاف يتسبب فى بعض الأحيان فى إحداث الشقاق بين الأشقاء أو الأزواج، ونجد ذلك بجلاء فى أروقة محكمة الأسرة.
ففى دعوى قضائية غريبة من نوعها، أقامت زوجة دعوى خلع ضد زوجها بسبب تأييده المستميت للرئيس السابق "محمد مرسى" بعد توليه رئاسة الجمهورية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى تعديه عليها بالضرب بسبب سخريتها من قرارات وخطابات مرسى.
البداية عندما أقامت مدرسة لغة عربية تدعى "نرمين.م" 31 سنة دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة بالدرب الأحمر تحمل رقم 1467 لسنة 2013، تطالب فيها بخلع زوجها "أحمد.م" 35 عاما موظف، مؤكدة أنها على خلاف مستمر مع زوجها حول سياسات الرئيس السابق منذ توليه الحكم، وعقب صدور أى قرار من الرئيس تحدث مشكلة كبيرة بينهما تقوم على إثرها بترك المنزل عقب تعدى زوجها عليها بالضرب بسبب اختلافهما فى الرأى.
وفى الجلسة التى حددها المستشار أيمن الشريف، رئيس مكتب تسوية المنازعات، لنظر الدعوى، أكد الزوج أن الخلافات التى تحدث بينهما عادية تحدث فى كل البيوت المصرية، وأن زوجته لم تكن عاقلة فى اتخاذ قرار اللجوء للمحكمة.
وأضاف أما بالنسبة للخلافات التى تحدث بسبب الرئيس مرسى فزوجتى مستفزة وتعلق بسخرية على كل القرارات التى يتخذها مرسى وتسمع للقنوات التى تبث سموماً ولا تقول الحقيقة.
وأما عن الزوجة شريفة فطلبت الخلع من زوجها بسبب أنها طلبت منه مقاطعة الأحداث فاتهمها بالكفر لعدم مساندة الإسلام.
وقالت "شريفة، ص"فى الدعوى التى أقامتها أمام محكمة الأسرة بـ"مصر الجديدة" ضد زوجها "خالد.ك" "تعبت من حياتى وقررت الانفصال، ولكنه قال لى الطلاق "أبغض الحلال" مهو احنا كده بنستخدم الدين حسب مزاجنا الطلاق حرام بس ضربى وإهانتى حلال، ورفض؛ علشان كده هخلعه، لأنى مش كل ما تحصل مصيبة فى البلد ينكد على، زوجى متعصب و"دماغه ناشفة"كرهت حياتى والأحداث السياسية اللى فى البلد دمرت بيتى وحياتى، كل يوم قرار وكل يوم بيموت إنسان وكله على" دماغى"، أصبحت الحياة ملل ونكد لا يطاق، فكلنا بنكفر بعض والأسرة بين مؤيد ومعارض بقينا فى حرب، والعيشة بقت من الآخر قرف".
وتأتى "سيدة " أخرى لتخلع زوجها بسبب إجباره لها على ارتداء الحجاب، حيث قالت "فاتن.ط" بدعوى الخلع التى أقمتها ضد زوجها "عادل.ق" بمحكمة الأسرة بشبرا "الدين لله، وكل واحد حر فى حياته، ومش كل محجبة كويسة ومش كل واحدة غير محجبة سيئة ومش من حق حد يفرض على الواحد حاجة بينه وبين ربه، وياريت زوجى العزيز كان فهم ده كان يريحنى من خلعه، ولكنه أصر على اضطهادى وجعلى أرتدى الحجاب بالضرب".
أما عن "سارة" فأقامت دعوى خلع على زوجها بعد إلحاده، حيث قالت "سارة. ق" فى دعوى الخلع التى أقامتها ضد زوجها الدكتور "خيرى. ع"، أمام محكمة الأسرة زنانيرى "أن يتحول زوجك إلى كافر هى المصيبة بعينها، فبعد أن عشت أسعد حياة معه تحول إلى شخص آخر بين ليلة وضحها، وأصبح إنسان مضطرب لا يؤمن بشىء غير إسعاد نفسه وشهواته بغض النظر عن تعاليم ديننا.
وتابعت: "حاول أن يقنع أبنائى بهذه المفاهيم الغريبة، مما جعل علاقاتنا مستحيلة بعد أن أعلن بصراحة كفره بالإسلام، والقيم والعادات والتقاليد والمشى وراء مجموعة تسمى نفسها "اليقين"، نعم للأسف لقد لحس عقله العيش مع الأجانب وحولته الغربة وإيمانه بمدى تحضر الغرب إلى شبه إنسان ينساق لهم ولما يقولونه، وعندما واجهته ليرجع عما هو فيه تخلى عن كل الإتيكيت الذى كان يتحلى به، وضربنى واضطهدنى فقط لأنى أومن بالله عز وجل، وخطف أولادى وأبعدهم عنى وسمم لهم أفكارهم".
فى واقعة أخرى التقت اليوم السابع بعائلة مسيحية وعلى رأسها السيدة "نوال" الأم التى أجبرتها الظروف أن تقف أمام محكمة الأسرة بإمبابة مع ابنتها "الوحيدة".
وتابعت "نوال " ابنتى تزوجت بشاب مسيحيى فى مقتبل العمر ولكن للأسف بعد زواج دام 14 سنة معظمهم خلاف ومشاكل لجئنا لمحكمة الأسرة لعلها تجد وسيلة ترحمها من القهر الذى تعيش فيه.
وأكملت :نحن لا نتعرض على مشيئة الرب ولكن الظلم الذى تعيش فيه ابنتى من زواجها من هذا الشخص فاق التحمل فزوجها للأسف أتضح أنه شاب بخيل لا يعرف الأخلاق ولا الفضيلة ورغم محاولة قس الكنيسة فى أن يصلح بينهم لم يمتثل للأوامر واستمر بنفس السلوك البغيض.
وتابعت "نوال " طردها من بيتها هى وابنيها فابنتى منذ 8 سنوات تتزوج على الورق فقط زواج صورى دون أن يكون بينها وزوجها علاقة، ولكنها صابرة دون أن تشتكى، وعندما ذهبت البيت لتحاول أن تتكلم معه فى محاولة أخيرة للصلح رفض وقال لها أنه لا يحبها ولا يريدها، ولكنها بلا حول ولا قوة فلا طلاق عندنا فى الديانة المسيحية إلا لعلة الزنى، والكنيسة لا تستطيع تغير هذا الشخص لذا فابنتى معلقة الآن بين السماء والأرض.
وأضاف " هشام "أحد أفراد الأسرة : الطلاق فى المسيحية من المحرمات، فلا تسمح الكنيسة به مطلقا إلا لعلة الزنى فتصبح المرأة بين خيارين إما "تغير الملة" أسو العيش طول عمرها مع الشخص الذى تزوجته ولأن عائلتنا لم تحدث بها حالة تغير الملة فلا نستطيع أن نفعل ذلك لننقذها من العذاب.
وأكمل "هشام" إحنا بنحاول تنفيذ المعقول، ولكن لما بيزيد غصب عننا مبنقدرش، الكنيسة دورها تصلح بشكل ودى، فلو الزوجة رجعت أسبوع اتنين أو شهر بعدها المشكلة بترجع تانى ذى ما كانت لأن الشخص غير قابل للتغير .
السياسة والدين داخل محاكم الأسرة.. معلمة تطلب الخلع من زوجها بسبب تأييده لـ"مرسى".. وأخرى طلبت من زوجها مقاطعة المظاهرات فاتهمها بالكفر.. ومسيحية طُردت من بيتها منذ 8سنوات ولا تستطيع الطلاق
الإثنين، 10 مارس 2014 06:18 م