استحوذ الاتفاق الذى وقعت عليه القوات المسلحة أمس، مع شركة أرابتك الإماراتية العملاقة لإنشاء وتمويل مليون وحدة سكنية كاملة المرافق والخدمات فى مصر، بتكلفة 280 مليار جنيه، على مدار 5 سنوات، على اهتمام الإعلام الغربى، الذى اعتبر الاتفاق بداية البرنامج الانتخابى للمشير عبدالفتاح السيسى، وقالت وكالة الآسوشيتدبرس إن الاتفاق يعمل على حل مشكلة الإسكان للشباب، خاصة محدودى الدخل فى مصر.
وقالت إن السيسى أطلق المبادرة بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، فى أول خطوة تشبه تحركات الحملات الانتخابية، إذ أنه من المتوقع على نطاق واسع ترشحه للرئاسة، وقالت "على الرغم من أن السيسى لم يصدر إعلانا رسميا بالترشح للمنصب ولم يستقل من منصبه كوزير للدفاع، فإنه أشار بقوة الأسبوع الماضى، إلى أنه سيرشح نفسه.. وقد صرح جنرالات كبار مقربين من المشير ومسئولى الحكومة للآسوشيتدبرس، قائلين إن وزير الدفاع سيحصل على حزمة مساعدات كبيرة من دول الخليج العربى، ما من شأنه أن يساعد فى الحفاظ على الاقتصاد المصرى واقفا على قدميه".
وتقول الوكالة إن التركيز على تخفيف حدة المشاكل الاقتصادية وتأمين الأموال من شأنه أن يساعد السيسى الحفاظ على شعبيته، مع الدفع بإصلاحات اقتصادية مؤلمة بهدف الإصلاح الاقتصادى، مثل رفع أو إعادة هيكلة الدعم على الوقود والخبز، التكلفة التى تمثل ما يقرب من نصف مجموع الإنفاق الحكومى.
خلال حفل توقيع بروتوكول الشراكة مع شركة أرابتك الإماراتية، قال مسئول عسكرى إن الإمارات العربية المتحدة وعدت مصر بضخ منتجات نفطية تكفى ثلاثة أشهر، فى خطوة تهدف إلى تخفيف أزمة الطاقة فى البلاد.
وتقول الآسوشيتدبرس إن منذ عام 2011، تقوم القوات المسلحة بشكل نشط وكبير بالعمل على البنية التحتية الرئيسية، توسعا للدور الذى لعبته طويلا وساعد على كسب شعبيتها.
من جهتها قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن الاتفاق يعد المثال الأكثر دراماتيكية على استخدام الدولة الخليجية الغنية قوتها المالية، لتعزيز المصالح السياسية فى مصر، خلال فترة من الغموض الواسع، مشيرة إلى تعهد الإمارات والسعودية والكويت بمنح مصر 12 مليار دولار، فى أعقاب الإطاحة بالرئيس الإخوانى محمد مرسى، وتقول إنه فى حين دعمت هذه الأموال ميزانية البلاد وساعدتها على عدم اللجوء إلى صندوق النقد الدولى طلبا للمساعدة، فإن القيمة المحتملة للمشروع الإسكانى الجديد ستقلص من هذا الرقم.
وتشير إلى أن دول الخليج تخشى من تكرار الثورة المصرية، التى صعدت جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة، مما دفع العديد من الممالك فى الخليج إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد خلايا جماعة الإخوان وأنشطتها، مع استخدام ثرواتها الهائلة لدرء الاضطرابات فى أماكن أخرى.
وفى إسبانيا قالت صحيفة لابانجوارديا، إنه على الرغم من أن المشير عبدالفتاح السيسى لم يعلن بشكل رسمى ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أنه أعرب عن نيته لذلك، وترى الصحيفة أنه يعزز من شعبيته كل يوم، كما أنه يركز على حل المشكلات الاقتصادية فى مصر ويجعلها أولى أولوياته، موضحة أنه قام بتأمين حزمة مساعدات من دول الخليج والحلفاء التى –حسب الصحيفة – ستساعد على تعافى الاقتصاد المصرى كما أن هذا يعزز من شعبيته.
وسلطت الصحيفة الضوء على المشروع السكنى الضخم لبناء مليون وحدة سكنية للفقراء، والذى أطلقه السيسى، معتبرة إياه أنه أول خطوة على طريق حملته الانتخابية كمرشح رئاسى.
كما قالت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية إنه فى الوقت الذى أصدر فيه الرئيس المؤقت عدلى منصور قرارا بقانون لتنظيم الانتخابات الرئاسية، يحصن قرارات اللجنة العليا للانتخابات من أى طعن، ووجود استعدادات قوية لإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة يبدو المشهد الآن غير مكتمل الأركان فيما يتعلق بمن يخوض هذه الانتخابات من أسماء مطروحة على الساحة.
وأوضحت الصحيفة أنه حتى الآن لم يحسم السيسى موقفه بشأن الترشح، إلا أنه قدم إشارات واضحة على استجابته للضغوط الشعبية الكبيرة واتجاهه لاتخاذ قرار بخوض الانتخابات بجانب عدد من الأسماء الأخرى التى قررت الترشح، ومن بينها حمدين صباحى وخالد على.
وقد أثار قانون الانتخابات فى مصر ردود فعل متباينة بين عدد من الأحزاب السياسية فى ظل ما يتضمنه من تحصين لقرارات لجنته العليا من الطعن عليها.
وقالت الصحيفة الإسبانية "حتى الآن نتيجة الانتخابات الرئاسية معروفة بشكل واضح، حيث إنها فى النهاية سيبقى السيسى هو رئيس مصر، وذلك يرجع إلى شعبيته الكبيرة التى اكتسبها بعد 30 يونيو وعدم وجود شخصيات سياسية ذات ثقل مثله فى الانتخابات، لأن صباحى وخالد على كانوا مرشحين فى الانتخابات السابقة، وعدم وجود وجوه جديدة تحمل معها مواقف إيجابية لمصر يجعل السيسى هو الرئيس المقبل".
الإعلام الغربى: مشروع المليون وحدة سكنية أول خطوة فى حملة السيسى الانتخابية.. وول ستريت جورنال: اتفاق أرابتك المثال الأبرز على سعى الخليج تعزيز مصالحه السياسية
الإثنين، 10 مارس 2014 12:07 م