إذا أردت أن تعرف كيف يتعامل المثقفون وبعض السياسيين مع الأحوال، فتأمل ردود أفعال مختلفة على اختيار فلان أو علان لمنصب وزارى.. الكل يعرف أن منصب الوزير فى هذه الأوقات ليس نزهة، لكنه مسألة تحتاج إلى أن يكون الشخص مؤهلا لإدارة الشأن الحكومى والعام، لكن نفس هؤلاء عندما يرشحون، فهم يختارون أشخاصا، ويسبون آخرين، بلا أدلة غير الميول الشخصية والعلاقات والمصالح، على طريقة «وزيرى ووزيرك».
نحن أمام حالة من اللت والعجن والمدح والذم، لأسباب شخصية لا علاقة لها بالمناصب أو الحكومة أو إدارة شؤون البلاد.. مزيج من الردح، والشائعات، والهجص.
البعض يرشح أصدقاءه أو معارفه لمنصب وزير، وهناك بعض آخر لا يعجبه الاختيار فيبدأ فى حملة هجوم على المرشح، ويرشح آخر، فإذا جاء يشن المعسكر الأول والثالث هجوما، لتدور الدائرة ونكتشف أننا أمام نخبة ومثقفين لا يهمهم الأمر ولا الصالح العام، وإنما يهمهم أن يأتى أصدقاؤهم فى مواقع المسؤولية.
وعلى سبيل المثال تم ترشيح ما يقرب من عشرة أسماء لتولى وزارة الثقافة، فقد تردد اسم محمد سلماوى، فكان هناك من يؤيد ومن يرفض، ثم ظهر اسم الدكتور أسامة الغزالى حرب، الذى أشعل تردد اسمه حربا أخرى، ليظهر اسم أحمد مجاهد، مصحوبا بهجوم هنا، ومديح هناك.. وعندما ظهر اسم الفنان محمد صبحى، واعتذر الرجل، لكن اعتذاره لم يكف البعض، ممن واصلوا الهجوم.. كل هذا على منصب وزير الثقافة فى حكومة انتقالية وليست دائمة، وهى نفس المعارك التى تتكرر مع كل اختيار، وتكشف عن بؤس التفكير الثقافى، وهو تفكير مصحوب بالكثير من الحذلقة والادعاء، ويخلو من المنطق والعقل، لكنه بالطبع يغذى حالة الحيرة لدى الشعب، المشغول فى الأساس، بأشياء أخرى غير تلك التى تشغل النخبة الميمونة.
والسؤال إذا كان المثقفون والسياسيون عاجزون عن إدارة حوار منطقى لتحديد ماذا يريدون، وتدخل فى اتهامات مجانية وجدل عقيم، فهل يمكن أن يثق المواطن فى رأى هؤلاء؟
المثقفون يدعون العلم ببواطن الأمور، ويزعمون القدرة على تفهم المشكلات، ولا يتوقفون عن الانتقادات، وإطلاق النظريات.. لكنهم عندما يختلفون يستخدمون أسوأ طرق الخلاف، مع السب والقذف والاتهامات القائمة على شائعات. وهكذا كانت وماتزال تدار الأمور داخل النخبة والمثقفين، وهى طريقة تسببت من قبل فى ارتباك سياسى.
المثقفون وسياسيون لا يثقون فى أنفسهم وبعضهم، ويطلبون من الناس أن تثق فيهم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى على
المثقفون فى حالة اعتراض دائم وممتد