طبول "الحرب الباردة" تدق مجددا بين القطبين.. تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وموسكو بعد دخول الروس لـ"القرم".. أوباما: أى تدخل سيكون له ثمن.. وخبير: أمريكا تريد الانتقام من روسيا لمواقفها مع مصر وسوريا

السبت، 01 مارس 2014 12:09 م
طبول "الحرب الباردة" تدق مجددا بين القطبين.. تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وموسكو بعد دخول الروس لـ"القرم".. أوباما: أى تدخل سيكون له ثمن.. وخبير: أمريكا تريد الانتقام من روسيا لمواقفها مع مصر وسوريا الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والأمريكى باراك أوباما
كتب محمود محيى و مؤمن مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصاعدت حدة التوتر بين كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية سريعا، على خلفية الأحداث الأخيرة فى أوكرانيا، حيث حذر الرئيس الأمريكى باراك أوباما، روسيا من تدخلها عسكريا فى الأزمة الأوكرانية، قائلا: "إنه سيكون لهذا التدخل ثمن"، دون أن يدلى بتفاصيل.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أوباما قوله خلال مؤتمر صحفى عقده فى البيت الأبيض مساء أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة والمجتمع الدولى يقفان جنبا إلى جنب فى مناهضة أى خرق للسيادة الأوكرانية.

وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن، اتصل هاتفيا مساء أمس، برئيس الوزراء الأوكرانى ارسينى ياتسينيوك، ليؤكد له دعم واشنطن للحكومة الجديدة فى كييف والتزام الولايات المتحدة بحماية سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها ونظامها الديمقراطى.

وقالت مصادر فى واشنطن إن أوباما والزعماء الأوروبيين يفكرون فى مقاطعة اجتماع الدول الكبرى جى 8، المقرر عقده فى روسيا هذا العام.

فيما قالت الحكومة الأوكرانية إن روسيا قامت بعملية إنزال حوالى 2000 جندى فى شبه جزيرة "القرم"، حيث استولى الجنود الروس على مطارين فى شبه الجزيرة، وأغلقوا المجال الجوى التابع لها.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إن لديها معلومات تفيد بأن قوات راديكالية غير معروفة تخطط لنزع سلاح وحداتها العسكرية المرابطة فى القرم، محذرة من العواقب التى قد تترتب عن أى عمل من هذا القبيل.. وطالبت كييف موسكو بسحب قواتها من القرم.

فيما قال الخبير الروسى فيلاتشسلاف ماتوزوف، فى حوار مع إذاعة صوت روسيا، إن أنظار العالم الآن تتجه نحو أوكرانيا، بعد التطورات على الساحة العربية، وانتشار التمرد فى العالم العربى، الآن وصل الدور إلى إحدى دول أوروبا الشرقية، وهى أوكرانيا على حدود روسيا الاتحادية، وأنا كنت بكل اهتمام أقرأ مقال جورج فريدمان، فى مجلة "ستارت فور" الأمريكية وهو معروف كشخص مقرب جدا للاستخبارات المركزية الأمريكية وهو كان يكتب عن الدور الأمريكى فى أوكرانيا، وهو ليس الوحيد الذى يركز على الدور التخريبى والدور المهم الذى لعبته الولايات المتحدة الأمريكية فى الوضع الداخلى لأوكرانيا، وهذه المسألة كانت مركز اهتمامى، وإلى أين وصلت أوكرانيا نتيجة هذا التدخل الأمريكى، واعتماد بعض القوى المتشددة فى أوكرانيا على الولايات المتحدة الأمريكية.. وصلت الدولة إلى الانهيار الاقتصادى، ووصلت الدولة إلى وشك الانقسام الإدارى وكل هذا نتيجة السير فى إطار السياسة الخارجية الأمريكية.

وأضاف الخبير الروسى، "أن الاستنتاجات يمكن أن تكون واضحة، وهى أن الدور الأمريكى واضح، ولماذا هذا الدور فى أوكرانيا؟ هل لأن أمريكا لا تهتم بعلاقاتها مع روسيا الفدرالية؟ هل لا تحترم القوانين الدولية حتى تتجنب أى نوع من التدخلات فى دول مستقلة؟ والجواب على هذا السؤال نجده فى مقال جورج فريدمان إذ قال بكل صراحة "إن أمريكا لا تهتم بأوكرانيا كدولة، بل تهتم بأن توجه رسالة ما إلى روسيا الاتحادية كعقاب لروسيا على دورها وموقفها من أحداث الشرق الأوسط"، وقبل كل شىء الأحداث الدموية فى سوريا، حيث إن روسيا أوقفت الهجوم الأمريكى ضد دمشق".

وأضاف الخبير الروسى: "أنا شخصيا لا أستثنى أن فريدمان كذلك كان يعنى الدور الروسى فى الدعم السياسى والدبلوماسى للحكومة الانتقالية فى مصر كدولة أساسية فى المنطقة، والتى لا توافق على التصرفات الأمريكية فى مصر وفى منطقة الشرق الأوسط وتعاونها الوثيق مع المملكة العربية السعودية الذى هو مهم للساحة المصرية، وروسيا أيدت هذا التعاون المصرى السعودى، وعلى هذا الأساس تغيرت كل الصورة الجيوسياسية فى منطقة الشرق الأوسط، ونتيجة لهذا الموقف الروسى فقد نظمت وشجعت أمريكا القوى المتطرفة فى أوكرانيا".

وأوضح الخبير الروسى أن هناك ملامح أخرى تدل على الأساليب الأمريكية فى العالم العربى وفى أوروبا الشرقية، وهذه الملامح هى استعمال القوى المتطرفة الإرهابية والتخريبية فى المنطقة الأوروبية والعربية.

وأشار ماتوزوف، إلى أنه فى ليبيا نشاهد انتشار نفوذ القاعدة والمؤسسات المرتبطة مع القوى الإرهابية والإرهاب الدولى الذى وجدت من خلاله فرصة للتدخل فى هذه الدول نتيجة التدخل الأمريكى العسكرى، حيث إن التدخل الأمريكى العسكرى فتح الباب للعناصر المخربة والمنظمات الإرهابية والذين وصلوا إلى ليبيا من كل أنحاء العالم، وأيضا نشاهد نفس الصورة فى مصر حيث إن أمريكا شجعت وأوصلت حركة الإخوان المسلمين إلى السلطة، والمعروفة بموقفها المتطرف مما اضطر روسيا أن تسجل هذه المنظمة فى قائمة المنظمات الإرهابية، وفى سوريا نجد الإخوان المسلمين الذين كانوا المحور الأساسى فى المعارضة السورية التى ترتكز عليها كل الدبلوماسية والسياسة الأمريكية، والتى شنت حربا دموية ضد سوريا وهى مستمرة منذ ثلاث سنوات راح ضحيتها 100 ألف نسمة من الشعب السورى، وبالإضافة للمعاناة الاقتصادية والسياسية الضخمة لسوريا جراء هذه الحرب.

وأشار الخبير الروسى إلى أن هناك قوى تعتمد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية فى أوكرانيا، وكما يبدو اليوم تستعجل أمريكا للاعتراف بالحكومة المؤقتة التى شكلتها المعارضة الأوكرانية، وعندما نتمعن باهتمام إلى تأليف هذه المعارضة فإننا نجد أن العنصر الأساسى فى المعارضة الأوكرانية هى المنظمات النازية التى كانت متركزة فى المناطق الغربية لأوكرانيا، والتى تتميز بميولها النازية، والتى كانت حتى فى الحرب العالمية الثانية تتعاون مع جيش هتلر ومع منظمات نازية معروفة لدى روسيا والتى لا تزال بقايا منها متواجدة على الأراضى الأوكرانية، وهذه العناصر المعارضة ذات النزعة النازية أتوا من غرب أوكرانيا إلى كييف واستولوا على المبانى الحكومية ومبانى الدولة ومبانى بلدية كييف، وكل ذلك لقى ترحيبا كبيرا من قبل السياسيين والدبلوماسيين الغربيين وقبل كل شىء من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا دليل اعتماد الأمريكى أكثر القوى المتطرفة إن كان فى العالم العربى، أو أوروبا وهذا دليل واضح، حيث إن هذه القوى التى اصطدمت اليوم مع الشعب الأوكرانى.

وأوضح الخبير الروسى، أنا لا أشك أن روسيا الفدرالية لن تعترف بالحكومة الأوكرانية المؤلفة من المتطرفين، ورفضت روسيا الاعتراف بهذه الحكومة، وأيدت السلطة الأوكرانية الشرعية الذى يمثلها الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش وهذا الموضوع أصبح محور التناقض بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول فى أوروبا، وبدون شك أن التبعية الأوروبية للسياسة الخارجية الأمريكية أوصلت دولا أوروبية إلى مأزق سياسى ودبلوماسى، وهذا كان واضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحترم الموقف الأوروبى ولا القيمة الأوروبية فى السياسة الخارجية الأمريكية.

وشدد الخبير الروسى أنه لا شك أن أمريكا لا تستطيع أن تفرض قرارها على أوكرانيا، ولا حتى روسيا ولا أوروبا أيضا، فالشعب الأوكرانى فقط هو صاحب القرار مثل الشعب العربى صاحب القرار فى منطقة الشرق الأوسط وأمريكا لا تستطيع أن تمارس سياستها السابقة انطلاقا من أنها اصطدمت ليس فقط بالموقف الروسى بل اصطدمت مع الشعوب، فقد اصطدمت مع موقف الشعوب العربية فى الشرق الأوسط ومع موقف الشعب الأوكرانى فى أوكرانيا فى القارة الأوروبية.

وأكد الخبير الروسى أنا لا أشك أن تلك الحكومة الانتقالية التى تشكلت بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تتميز بميولها المتطرف والنازية ستفشل فى أقرب وقت، لأنهم يأتون الآن إلى روسيا يطلبون المساعدات المادية، وقد تركت أمريكا الحكومة التى ألفتها بدون أى مساعدات مادية، والآن الإفلاس المادى للحكومة التى ألفتها الولايات المتحدة الأمريكية فى أوكرانيا واضح تماما، وأوروبا والولايات المتحدة ليسوا على استعداد لتقديم المساعدات الضرورية للشعب الأوكرانى، وواضح أن إرادة الشعب الأوكرانى هى التى ستفوز على أى مخططات أمريكية أو غربية تتبع السياسة الأمريكية فى أوروبا الشرقية وروسيا صامدة وقوية بإرادتها السياسية، وليس بالسلاح هو الذى يقرر بل الذى يقرر العقل، وتقرر السياسة الحكيمة وليس السلاح هو صاحب القرار فى القرن الواحد والعشرين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة