سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 1 مارس 1811.. محمد على يذبح المماليك فى القلعة وينفرد بحكم مصر.. هل كانت مذبحة المماليك فى القلعة؟

السبت، 01 مارس 2014 08:48 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 1 مارس 1811.. محمد على يذبح المماليك فى القلعة وينفرد بحكم مصر.. هل كانت مذبحة المماليك فى القلعة؟ الكاتب الصحفى سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هى حدث دموى بكل المقاييس، لكن هناك من يراه تحقيقا لعزة مصر وكرامتها التى حلمت بها منذ زمن بعيد امتد لسبعة قرون، ويذهب إلى ذلك كتاب: "محمد على- رؤية لحادثة القلعة" لمؤلفه حسين كفافى.

هى دراما النهايات لـ"المماليك" الذين دخلوا مصر بشرائهم من دول آسيا الوسطى، وعاشوا فيها وحكموها قرونا، وعن أسباب المذبحة هناك آراء متعددة لكن أهمها ما ذكره الدكتور خالد فهمى فى كتابه المهم "كل رجال الباشا"، بأن سببها يكمن فى رغبة محمد على بتكوين جيش مصرى قوى وحديث كان هو السبب، لكنه كان يعلم أن أى محاولة منه لإدخال التكتيكات والتدريبات الحديثة سوف يقاومها المماليك باستماتة، لأنهم سيعتبرون هذه التقنيات العسكرية الجديدة محاولة لإلغاء النظام القديم الذى كانوا يحتكرون مزاياه لقرون مضت واستبداله بنظام جديد يعرض أوضاعهم المتميزة لتحد خطير، وأيا كانت الأسباب فنحن أمام حدث قاد لتغيير جذرى فى شكل ومضمون مصر لكنه كان بلون الدم.

عن تفاصيل المذبحة، تقرأ فى كتاب "تاريخ عصر المماليك" للمؤرخ عبد الرحمن الرافعى، أن محمد على دعا أعيان المماليك إلى احتفال كبير بمناسبة تنصيب ابنه "طوسون" قائدا لحملة تتوجه إلى الحجاز لمحاربة الوهابيين، ولبى المماليك الدعوة وتوجهوا فى أبهى زينة وأفخم هيئة، وبلغ عدد المدعوين نحو 10 آلاف شخص من مماليك، كبار القوم، مختلف الطوائف، وتناولوا الغداء، وأطلقوا الغناء، حتى نادى المنادى برحيل الموكب، فعزفت الموسيقى وانتظم قرع الطبول، وبدأ الموكب فى السير منحدرا من القلعة، ومنحدرا إلى "باب العزب".

لم يكد الجنود يصلون إلى هذا الباب حتى ارتج الباب الكبير بإغلاقه من الخارج فى وجه المماليك، وتحول الجنود بسرعة عن الطريق ليتسلقوا الصخور على الجانبين وأمطروا المماليك بالرصاص، وحاولوا الفرار لكن بنادق جنود محمد على كانت تحصدهم من كل مكان بلا رحمة، وبلغ عدد القتلى نحو 500، ومن نجا منهم من الرصاص تم ذبحه بوحشية.

امتلأت ساحة القلعة بالجثث، ولم ينج من المذبحة إلا اثنين، الأول هو "أمين بك"، وتختلف الآراء حول طريقة هروبه، فبينما يقول البعض أنه كان فى مؤخرة الركب، ولما شعر ببداية إطلاق النار قفز بفرسه من فوق سور القلعة، وتركه يلقى مصيره وفر هاربا إلى الشام، أما الرواية الثانية فتقول أنه جاء متأخرا إلى الحفل، ولما وجد الباب مغلقا شعر بالمكيدة ففر إلى الشام، أما المملوك الثانى الذى نجا فيدعى "على بك السلانكلى" فلم يحضر الاحتفال لانشغاله فى إحدى القرى.

احتشد الناس فى الشوارع لمشاهدة الركب المتجه إلى الحجاز، وفور بدء المذبحة أغلقوا البيوت، وخلت الشوارع والطرقات، وعلى مدى ثلاثة أيام انتشر جنود محمد على يفتكون بكل من يلقونه من المماليك وأتباعهم، ويقتحمون بيوتهم فينهبون ما تصل إليه أيديهم، وبلغ عدد القتلى نحو ألف مملوك ونهب خمسمائة بيت، ولم يتوقف هذا إلا بنزول محمد على باشا إلى شوارع القاهرة ليسيطر على جنوده، وهكذا حقق الانفراد بالحكم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة