أب يغتصب ابنته، أخت تحمل من أخيها، الزوجة تقيم علاقة محرّمة مع زوج شقيقتها، والد الزوج يعتدى على زوجة ابنه أثناء غيابه، عم يقيم علاقة آثمة مع ابنة أخيه، كلها عناوين لأخبار ومانشيتات تطالعنا بها الصحف ووسائل الإعلام تكاد تكون بصفة يومية، إلى الحد الذى أصبح يستوجب الدراسة والبحث عن أسباب هذه الظاهرة التى تهتز لها سبع سموات.
ولهذه الظاهرة المخيفة بعض الأسباب، منها ما يخص التخلى عن مبادئ الدين الحنيف وطرق التربية الصحيحة والفصل بين النوعين فى مرحلة المراهقة، ووجود حدود فى حرية البنت فى ارتداء ملابس مناسبة أمام محارمها داخل المنزل، وعدم اختلاء الشقيق مع شقيقته منفردين لأوقات طويلة فى ظل غياب الأب والأم، إما لظروف ساعات العمل الطويلة أو السفر لشهور أو سنوات تاركين الابن مع الابنة بمفردهما، خاصة كما ذكرت فى البداية خلال سن المراهقة التى فيها يبدأ كل شاب أو فتاة محاولة التعرف على الجنس الآخر والتقرب منه.
وهناك أسباب اقتصادية يأتى فى مقدمتها محدودية مساحة الشقق التى تسكن بها الأسر المصرية والتى لا تتيح لرب الأسرة تخصيص غرف من مسكنه لبناته وغرف آخرى لأولاده الذكور، وهو ما يؤدى إلى الاختلاط والتى تصبح البنت فيها ضحية نظرات شقيقها أثناء نومها، أو فى أوضاع غير مستحبة لها.
كما انضم للأسباب الاقتصادية سبب آخر، وهو عدم استطاعة الشباب الزواج لارتفاع تكاليفه وهو ما يؤدى إلى أن كثير من الشباب يصبح عاجزاً مادياً عن الوفاء بتكاليف الزواج، وقد يتحول عند بعض الشباب البعيدون عن الدين وتعاليمه إلى النظر فى أجساد محرماتهم والتملق بها، وقد يتطور الأمر عندما تسيطر الشهوة على هذا الشاب إلى جريمة الزنا مع محارمه عندما تتاح له الفرصة المناسبة لذلك، كتعويض عن حرمانه فيما حلله الله له من متعة الزواج الشرعى.
كما يوجد أسباب نفسية، لأنه ليس بالضرورة أن كل شاب أو فتاة يمرون بالظروف التى ذكرتها سابقاً أن ينجرفون إلى هذه الرذيلة، ولكن لابد من وجود انحراف فى سلوك هذا الشخص، وعدم وجود توازن نفسى بداخله، فلا يتصور أحد أن شاب سوى يقيم مثل هذه العلاقات المحرمة مع والدته أو شقيقته، أو أب متزن نفسياً أن يقيم علاقة حميمة مع ابنته، أو عم مع بنت شقيقته ......... إلى آخره.
كما يوجد مشكلة أخلاقية تخص وسائل الإعلام المختلفة، بكل صورها وأشكالها سواء كانت مرئية أو مكتوبة ، فأغلب وسائل الإعلام هذه تتعمد إذاعة ونشر الإثارة فى جميع موادها الإعلامية ، من أفلام تتعدى على مبادئنا وتخالف العادات والتقاليد التى تربينا عليها ، أو نشر صور مثيرة وأخبار فاضحة فى الصحف والمجلات المطبوعة بهدف جذب القارئ وزيادة التوزيع وجلب الإعلانات ، وهى الظاهرة التى تسمى بالصحف الصفراء ، حتى صفحات الحوادث بالصحف عندما تتناول قضايا الإغتصاب تتناولها بشكل يثير غرائز الشباب والفتيات معاً عند قراءة الخبر.
يجب على علماء الدين والاجتماع والطب النفسى والتربية دراسة هذه الظاهرة المزعجة ، ومحاولة تحديد الأسباب المختلفة لها ، وإيجاد الحلول الواقعية على المدى القريب والبعيد ، وتوعية الأسرة المصرية بخطورة هذا الموضوع وما يجب عليهم فعله حتى يتجنبوه ، وتربية النشء دينياً ونفسياً ومجتمعياً بطريقة صحيحة حتى لا نسمع أو نقرأ مثل هذه الأخبار مرة ثانية فى وسائل إعلامنا .
