يعكف العلماء على اكتشاف المزيد عن أسرار فيروس سى، وكيفية القضاء عليه، فقد تم اكتشاف نوع من البروتين موجود بالدم يعمل على زيادة تكاثر الفيروس فى الدم، وانخفاضة يؤدى إلى انخفاض نسبة الفيروس.
يقول الدكتور جمال شيحة، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب المنصورة، إنه تم اكتشاف نوع من أنواع الـ RNAوهو نوع من أنواع البروتينات الموجودة فى الدم، ولم يكن لها أى اهتمام من الناحية الإكلينيكية ولا فى التشخيص ولا فى العلاج، وأصبح هناك اهتمام بعد دراسة وظائفها الفسيولوجية باستعمالها كدلالات للمرض وشدته وأيضا فى العلاج بواسطة إما مدعمات لها أو مثبطات لها فى مجال فيروس سى، فقد وجد أن المايكرو RNA 122 مسئول عن زيادة تكاثر الفيروس فى الدم، وبالتالى هناك أبحاث لاستخدامه كدلالة لشدة المرض كما تم تصنيع مادة لتكسيره، وتقليل أو منع تكاثر الفيروس وتم إنتاج دواء بالفعل اسمه "ميرافيرسنوتم"، وتم إجراء التجارب الإكلينيكية المبدئية عليه فى المرحلة الثانية من الأبحاث "Phase 2"، وأثبت أنه فعال فى تقليل نسبة الفيروس أو القضاء عليه، مما يفتح آفاقا جديدة فى البحث العلمى فى مجال الفيروسات بصفة عامة.
وأشار "شيحة" إلى أن هذا البحث نشر فى مجلة "نيوانجلاند جورنا أوف ميدسن"، وهى أكبر مجلة فى مجال الطب فى العالم، ونوهت بأن إثبات هذه الفكرة يفتح آفاقا كبيرة لإنتاج أدوية كثيرة مضادة لفيروسات عن طريق هذا المسار .
وأوضح "شيحة" أنه وجد أن هناك أنواعا أخرى من الميكرو RNA لها علاقة بتليف الكبد، ويمكن أن تستخدم فى تشخيص درجة التليف، كما يمكن عمل أدوية بنفس الطريقة ونفس الفكرة لتقليل درجة التليف، وهناك بعض الأدوية فى طور التجارب المبدئية، ووجدت أنواع أخرى لها علاقة بسرطان الكبد، وبعضها يمكن أن تستخدم كدلالات أورام، كما يمكن عمل أدوية مضادة لها لعلاج السرطان.
ويعتبر موضوع الميكرو RNA موضوع حديث فى مجال علم أمراض الكبد، لذلك لابد من عمل المزيد من الأبحاث على هذا النوع من البروتين للاهتمام بهذا الموضوع، وعمل أبحاث تواكب التطور العالمى فى هذا المجال.