قال أبو العز الحريرى، المرشح الرئاسى السابق، إن مصر تمر بلحظة فارقة هى تحرير العقل المصرى والعربى، بشكل عام مما لحق به من تشويش وظلام وكان آخرها الاستغلال الدينى وارتكاب الجرائم باسم الدين.
جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح، أمس، بمعرض الإسكندرية للكتاب، والذى تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، بمسرح عبد الوهاب، بالسياسى أبو العز الحريرى وقد دار اللقاء حول الثورة من الهدم إلى البناء، بحضور أبو العز الحريرى المرشح الرئاسى السابق، والناشط السياسى عادل ربيعة، وأدارته الدكتورة سهير المصادفة.
وأوضح الحريرى - فى بيان صادر عن هيئة الكتاب - أن الثورة المصرية فى تجلياتها بدأت منذ عهد محمد على منذ تجنيد المصريين وتكوينهم للجيش المصرى، وفكرة التصنيع وأصبح هناك أعداد متزايدة من المصريين، ارتبطوا بالوطن واستشعر المصرى أنه فى وطنه وليس فى عهد المماليك، وبعد الحرب العالمية الأولى انتفض المصريون لاستقلال الوطن ثم أول دستور مصرى، والانتكاس بالدستور وعمل دستور مضاد، وتكونت اللجنة الوطنية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وحدث ارتباط بين الجيش المصرى والحراك الوطنى.
وأشار الحريرى أن الثورة المصرية امتدت حلقاتها لزمن بعيد ولم تقم فى 25 يناير، وسيأتى تكليف مشابه لتكليف جمال عبد الناصر، لكن أخشى أن يستعيد نظام مبارك.
وتابع نجد فى مصر الفكر الشعبى متشابها فى جميع العهود، ونحن منذ عهد السادات فى حالة مقاومة وليست معارضة لأن المعارضة تفترض وجود الديمقراطية وتلك المقاومة التى استمرت أكثر من أربعين سنة كان يجب أن تتجلى فى ثورة يناير.
وأوضح الحريرى أن أهم سمات الطبقة الوسطى بعد 23 يوليو أنها ذات طابع وطنى، والثورة تقوم لكى تهدم ما هو فاسد وتبنى ما هو جديد، أو لا تهدم الفساد كما حدث معنا على مر ثلاث سنوات لم يتغير شىء، قائلاً وأتخوف من إعادة نظام مبارك وهنا يتورط الجيش، فالتغيير القادم محفوف بالخطر ما لم نسرع بالتخلص من الفساد وإعادة بناء الوطن وحل المشكلات، ولذلك فالثورة لم تبدأ مفعولها الحقيقى وما زالت معطلة ويجب أن يتلازم الهدم مع البناء.
وحول الإضرابات الفئوية قال الحريرى، إنها شرار الثورة عندما تتجمع تلك الإضرابات، مجموع كبار الموظفين يحصلون على 42 مليار فى السنة وتمثل 4 أضعاف مرتبات صغار الموظفين، وتساءل هل هذا لا يكفى لتطبيق الحد الأدنى والحد الأقصى؟!، والحكم أن تلم بكل الخطوط وترسم الطريق جيدا والأمر الآن متروك على الجيش المصرى أما أن تنتهج مسار ثورة يوليو 1952 إما سيتورط.
ومن جانبها قالت الدكتورة سهير المصادفة أن الثورة كانت مدهشة إلى العالم ونريد أن نبنى مصر الغنية المعطلة منذ عهد بعيد.
وأضافت سهير، أن من حق الشباب الآن أن يكونوا فى المشهد السياسى وهم الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم، وتساءلت وهل هم موجودون حقا فى المشهد السياسى الآن.
وقال الناشط السياسى عادل ربيعة أن الشباب صنع الكثير وقدم العديد من المشروعات، ولم يتم تفعيلهم ووضعوا بالإدراج كما كان فى السابق، ولدينا مشروعات عديدة مثل "أطفال الشوارع، وتحويل مراكز الشباب من مستهلكة إلى منتجة"، وهناك مشاريع زراعية وغيرها الكثير، وكل هذا يؤدى لإحباط الشباب ويمكن أن يتحول من طاقة بناءة إلى طاقة هدامة.
وتداخل أبو الحريرى، قائلاً، هل العصر الذى ننتمى إليه يتحمل هذا الأسلوب هل الصين تستخدم هذا الأسلوب؟، فان لم يوجد لهذا الوطن عقل جماعى يقوده بمعنى الحكم والسلطة فلن تستقيم الأمور وسيصبح الجهد فردى ومبادرات من الشباب الذى يمكن أن يكون وقود الثورة ولكن ليس عقل الثورة.
وأضاف الحريرى أن المشكلة فى مصر الآن أن المتحكمين فيها ليسوا على مستوى الإدراك ولا المسئولية، ولابد أن نقر أن هذا الوطن مثله مثل اى كيان له رأس فلابد أن تقوم رأس الدولة، لدينا وقائع محددة وثابتة لا تقبل الجدل.
وأكد الحريرى أنه ليس من أنصار الآراء فى السياسة، ونحن الآن فى مأزق غير عادى الثورة المصرية تريد أن تصحح مسارها، واهم لحظة للثورة هى تلك اللحظة التى نحن فيها سنتخلص من الإرهاب ولكن هل سنهدم ركام مبارك ونصحح المسار أم لا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة