أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أن الهلع الذى يسود المجتمع حاليا نتيجة ظهور فيروس "أتش 1 أن 1" هو هلع لا مبرر له حيث أن معدلات العدوى والوفيات طبيعية ومن السهل والممكن القضاء على هذا الفيروس خارج الجسم باستخدام المطهرات المعتادة، مشيرا إلى أن فيروس المرض يستجيب للعلاج ونسبة الشفاء التام منه مرتفعة.
وقال - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - أن العدوى بفيروس "إتش 1 ان1" المسبب للأنفلونزا الموسمية لم تصل فى مصر لحالة الوباء وأن سلالة هذا الفيروس أقل خطورة مما كان يعتقد ومعدلات الوفيات الناتجة عن الإصابة به منخفضة جدا مقارنة بأوبئة الأنفلونزا السابقة، مشيرا إلى أن مرض الإنفلونزا من الأمراض التى تحظى كل عام بالكثير من الأبحاث العلمية على مستوى العالم حيث بلغ عدد الأبحاث المنشورة عن المرض خلال عام 2014 حتى الآن 6 أبحاث حول إثر الأنفلونزا على الحوامل والأجنة ، و19 بحثا عن تأثير المناعة على الإصابة بالمرض، و219 بحثا عن فيروس "إتش 1 أن 1".
ولفت إلى أن التطعيمات مازالت عاجزة حتى الآن عن حماية البشر من العدوى بفيروسات الإنفلونزا حماية مطلقة ، إلا أن الأبحاث العلمية تجرى على مدار الساعة لاستنباط تطعيمات جديدة تمنح مناعة أفضل لجسم الإنسان، وأن الفيروسات بصفة عامة وفيروسات الإنفلونزا بصفة خاصة تملى على الإنسان خياراتها لتثبت له أنها الإسرع فى التفكير والمراوغة وعليه أن يلهث ورائها ليكتشف أسرارها.
وأضاف أن الدراسة الصادرة خلال شهر فبراير الحالى كشفت إنه لأطفال المدارس دورا هاما فى نقل العدوى بفيروس الإنفلونزا، وأن إغلاق المدارس يساهم فى الحد من انتشار العدوى فى المجتمع ، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن مرض الإنفلونزا من الأمراض الشائعة إلا أنها تسبب خسائر اقتصادية بالغة نتيجة الانقطاع عن العمل وتوقف عجلة الإنتاج خاصة فى الشعوب التى تقدس العمل.
وأشار إلى دراسة تناولت دور التدخين السلبى فى زيادة معدلات إصابة الأطفال والرضع بالإنفلونزا إذ يقلل من مناعتهم ويزيد من الإفرازات التنفسية ويقلل حيز الهواء المتاح فى الجهاز التنفسى، لافتا إلى أن الشيشة تعد ناقل جيد لعدوى الإنفلونزا لانتشار فيروساتها على الأسطح مثل "المناضد وأدوات المائدة ومقابض الأبواب والصنابير والتليفونات وغيرها" لعدة ساعات وكذلك ماكينات تجفيف الأيدى بالحمامات التى تزيد من تركيز الميكروبات على اليدين وتدفعها من شخص لآخر نتيجة تلوث الحمامات إلى مسافة مترين.
وأوضح أن الإنفلونزا أصبحت كتابا مفتوحا للعلماء والباحثين والأطباء الذين يعملون على تحويل نقاط القوة فى الفيروس إلى نقاط ضعف حيث يتصف فيروس الإنفلونزا بأنه فيروس جبان يعجز عن إصابة الأصحاء ويستغل الثغرات المناعية للفتك بالضحايا وأن مجرد غسل الأيدى وتجفيفها بمناديل ورقية تستخدم لمرة واحدة يحد كثيرا من معدلات الإصابة بها ، منوها إلى أن الثغرات التى يستغلها الفيروسات تكمن فى المسنين فوق 65 عاما، والأطفال أقل من 5 سنوات، وناقصى المناعة والحوامل وحديثى الوضع ومدمنى المخدرات والكحوليات والمدخنين والمصابين بأمراض الصدر المزمنة والمراض المزمنة الأخرى.
وقال بدران أن الانفلونزا الموسمية تنتقل خلال التلامس اليدوى من الشخص المصاب إلى الشخص السليم أو من خلال السعال والعطس، مشيرا إلى أن العطس ينشر الرذاذ إلى حوالى 3 أمتار بسرعة 300 متر فى الساعة وينتج عنه من 40 - 50 ألف قطيرة بحجم لا يتجاوز 5 ميكرومترات.
وأضاف أن الإنفلونزا من أكثر الأمراض المعدية شيوعا وهى مرض موسمى شديد العدوى خاصة فى فصل الشتاء وتصل قمة العدوى فيه فى شهرى يناير وفبراير، لافتا إلى إنها تصيب من 5 - 15% من البشر سنويا متسببة فى حجز 5 ملايين شخص فى المستشفيات على مدار العام وتؤدى إلى وفاة 500 ألف حالة فى العام.
وأشار إلى أن أعراض الإنفلونزا الموسمية هى نفس أعراض الأنواع الأخرى من الإنفلونزا من سخونة وسعال واحتقان فى الحلق وألم بالجسم وصداع ورعشة وإرهاق واسهال ، موضحا أن الخطورة تبدأ بتدهور الحالة وتفاقم الأعراض وظهور مضاعفات مثل الالتهاب الشعبى والرئوى ومشاكل قلبية.
وتابع أن خلايا الجهاز التنفسى لمرضى الحساسية التنفسية تستقبل فيروسات الإنفلونزا بحفاوة وأن مرضى حساسية الصدر هم الأكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا مما يحتم ضرورة الالتزام بعلاج تلك الحساسية خاصة خلال مواسم انتشار الإنفلونزا، وذكر أن جسم الإنسان يمتلك ترسانة مناعية طبيعية تشمل جيشا كبيرا من الخلايا المناعية وملايين الأنواع المختلفة من مضادات الأجسام المناعية بما يبعث برسالة طمأنينة بالشفاء لأغلب المصابين بالأنفلونزا بشرط أن يعملوا على رفع كفاءة ترسانتهم المناعية من خلال الراحة فى الفراش وتناول السوائل بوفرة والمشروبات الطبيعية والأعشاب المحلاة بعسل النحل والنوم الجيد والحركة المنظمة والبعد عن التدخين.
وقال إنه فى إطار العمل على رفع الوعى المجتمعى بطرق الوقاية من عدوى الإنفلونزا سيتحدث خلال الندوة التى يستضيفها قصر ثقافة مصر الجديدة بعد غد الثلاثاء عن الوقاية من فيروسات البرد والإنفلونزا ويتناول خلالها موضوع الإنفلونزا الموسمية وفيروسات الشتاء وسبل الوقاية والأغذية التى ترفع المناعة وغيرها من الموضوعات التى تدور حول أسباب العدوى وسبل الوقاية من الأنفلونزا.