قال جيمس موران، سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، ردا على سؤال بشأن اجتماع وزراء خارجية أوروبا غداً الاثنين حول مصر، إن القرار الذى أصدره البرلمان قبل أيام اعتبره البعض إيجابيا، حيث اشتمل على ترحيب بالدستور وترسيخه لبعض حقوق الإنسان.. إلا أنه أعرب عن قلقه فى نفس الوقت.
وأعرب موران فى مؤتمر صحفى عقد صباح اليوم فى أحد فنادق القاهرة، بمناسبة إطلاق مشروع هورايزون "أفق" 2020 لدعم البحث العلمى والابتكار، عن أمله ألا يتم اعتبار الاجتماع هجوما على مصر.
وتابع: "هدفنا كما كان دائما هو أن نتعاون مع مصر، وأن نقدم لها الدعم فى الأمن والاستقرار وبعض الأحيان قد لا نوافق على بعض الأمور، والأصدقاء لا يتفقون على كل شىء"، مشيراً إلى المنح التى قدمت لمصر منذ عدة أشهر، والتى استهدفت المجموعات المهمشة والمعرضة للخطر.
وأكد أن الاتحاد الأوروبى يقف إلى جوار مصر، ولا يمكن أن يهاجمها لأنه يريد نجاحها، ومن خلال مشروع هورايزون 2020 والمشروعات الأخرى نزيد التعاون بيننا، موضحاً أن الحل الذى يجب أن تتوصل إليه البلاد، ينبغى أن يشمل الجميع، مؤكدا أنه "لن يكون هناك مجال آخر.. فأنتم أقدم حضارة وأقدم شعب، وستجدون طريقكم، وندرك أن الموقف معقد للغاية فى مصر، ورسالتنا للجميع الاشتراك فى الحوار، وفى العملية الديمقراطية وفى الانتخابات البرلمانية والرئاسية الحرة والنزيهة بمشاركة جميع الأطياف السياسية".
وقال إن الإعلام يلعب دورا مهما، وعليه أن يمنح الجميع الفرصة للمشاركة، والاتحاد الأوروبى لا يمكن أن يدعم طرفا مقابل آخر، ونحن ندعم الشعب المصرى كله.
وأشار إلى أن المشاركة أساسية، ويجب أن تكون جزءا من العملية السياسية، وحزب الحرية والعدالة لا يزال قائما ونأمل أن يشارك فى العملية السياسية، ولن نتدخل فى المصالحة والأمر متروك للمصريين، ونحن نريد المساندة.
وردا على مواقف الاتحاد الأوروبى من الأطراف السياسية فى مصر، وعما إذا كان على مسافة واحدة من الجميع، قال موران: "دعنى أكون واضحا، لسنا أبدا بأى شكل من الأشكال جزءا من عملية المصالحة، المصالحة خاصة بالمصريين، وهم وحدهم يقررون وليس لنا أو لأى أحد أن يقرر، وطلب منا العام الماضى أن نقدم الدعم، وحاولنا، ولكن هذا لم ينجح.. ونأمل أن يتوقف الاستقطاب".
أما عن الإرهاب، فأوضح موران أن الاتحاد الأوروبى أكد مرارا وتكرارا، أنه يدين الإرهاب وغدا أعتقد أن البرلمان سيكرر إدانته. والإرهاب مرفوض تماما، ونحن ندعم أى جهود لمواجهته فى العالم لأنه يشكل تهديدا على الجميع.
وبسؤاله عن المطالب أو التوصيات التى من المرتقب أن تصدر عن اجتماع غدا، وعما إذا كان الاتحاد يتابع المبادرات للمصالحة، قال السفير: "سننتظر للغد لرؤية ما يسفر عنه الاجتماع"، مضيفا أن الاتحاد سيواصل الحوار، وزارت كاثرين آشتون وبرنادينو ليون مصر عدة مرات، ونعمل مع من يريد العمل معنا، ونعمل مع كل الأطراف.. أما عن المبادرات، فليس لدينا تعليق، ولكن لو كان هناك سبيل للتقدم سنكون سعداء للغاية بهذا الأمر، حتى يتم البدء فى وقف هذا الاستقطاب، "دعونا نأمل أن يتوقفوا عن الاستقطاب ويحققوا النجاح".
وعن توقف اللقاءات التى كانت تعقدها آشتون مع جماعة الإخوان المسلمين، قال موران إن العالم الماضى شهد الكثير من اللقاءات تضمنت قادة الإخوان مع كل من آشتون وليون، ولكن فى الأوقات الأخيرة لم يكن سهلا، ولكننا مستعدين للتعاون مع كل الجهات السلمية والسياسية الموجودة.. والموقف فى مصر ليس سهلا.
وعن إمكانية تحقيق حل أمنى مستدام، قال موران إن هذا هو المطلوب، وهذا يعنى أن تكون كل الأطراف ملتزمة بالمصالحة، و"إذا كان لديكم عملية استبعاد لأطياف بعينها مثل الإخوان أو الشباب لن يكون هذا حلا، ولن يؤدى بكم إلى شىء.. وانظروا إلى تاريخكم أى حل إقصائى لن يجدى".
وأكد سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، أن الإعلام لديه دور مهم ينبغى أن يلعبه وسوف يمثلون أهمية كبرى لتمثيل كل المشرحين.
وعن مشاركة الاتحاد الأوروبى فى متابعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، قال موران إنه كان هناك فريق موجود وقت الاستفتاء على الدستور الشهر الماضى، ونحن نطلع لاحتمالية المتابعة فى الانتخابات المقبلة، ولكن لم يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن، ونريد أن نقدم كل الدعم.
أما عن نتائج المتابعين التابعين للاستفتاء على الدستور، قال موران إن النتائج لا تزال تأخذ وقتا، وأتمنى أن نقدم بعض المؤشرات، ولكن المتابعة ساعدتنا على فهم النظام الانتخابى الموجود فى مصر.
وعن برنامج هورايزون 2020، أو "الأفق" وإطلاقه وكيفية استفادة مصر منه، قال موران إن الاتحاد الأوروبى يؤمن بالبحث والإبداع، وإنه كل شىء نحاول تحقيقه وهناك الكثير من العمل، وكذلك الكثير من العمل تم بالفعل، وخطط المستقبل خططا طموحة، ونحن ملتزمون بشدة أن نرى تحقيقها، ونحن مهتمون ولن يكون هناك تنمية مستدامة إلا أن هناك استثمارا فى البحث والإبداع.
وقالت إليزابيث لبياتو رئيس الوحدة المسئولة عن دول الجوار الأوروبى وأفريقيا والخليج فى إدارة البحث والابتكار فى المفوضية الأوروبية، ردا على حصة مصر من الـ80 مليار يورو المخصصة لدول الأورومتوسطى، إنه ليس هناك ميزانية مخصصة لدولة مشاركة بعينها، ولكن الجميع يمكنه المشاركة، ومصر دولة من دول الجوار، والعروض المقدمة تتنافس على الحصول على التمويل.
أما عن المعايير التى توضع للمشاركة فى البرنامج ومدى ما تحققه على الأرض، قال موران إنه بناء على الخبرة التى مررنا بها فى العامين الماضيين، العلم لم يتأثر كثيرا وقام الباحثون بعملهم ونحن نتمنى أن يتواصل وألا يتأثر بالوضع السياسى.. والعلماء والباحثون سينجحون فى تخطى كل العقبات.
أما عن المهارات المطلوبة للمشاركة، قالت ليباتو إن أحد الأولويات هى المهارات المجتمعية والفرص تشمل أمور معينة، مثل الصحة وغيرها.
وأضافت أن هورايزون يأتى بعد البرنامج الإطارى السابع، ومصر كانت من أكبر المشاركين، ومصر تلعب دورا هاما، وهى دولة شريكة للاتحاد الأوروبى، وتلعب دورا كبيرا فى إطار الشراكة.
سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة: لسنا جزءا من عملية المصالحة.. وهدفنا دعم مصر لتحقيق الأمن والاستقرار.. ورسالتنا للجميع هى الحوار.. ويؤكد: نرفض الإرهاب وندعم جهود مواجهته لأنه يشكل تهديداً على الجميع
الأحد، 09 فبراير 2014 03:59 م