حرب الإرهاب فى سيناء إلى متى.. استمرار العمليات بدون تنمية بمناطق الوسط وإعادة فتح كوبرى السلام يقود لفراغ..القوات المسلحة تحتاج "أشهر" لإنهاء عملية التطهير بالكامل والأهالى بين نارى الانتظار والرحيل
الأحد، 09 فبراير 2014 04:29 م
صورة أرشيفية
تحليل يكتبه عبد الحليم سالم
فى خضم العمليات الناجحة التى تقودها القوات المسلحة فى سيناء، تتقافز التساؤلات حول المدى الزمنى للعمليات العسكرية ضد الإرهاب فى ظل حالة اليأس التى أصابت الأهالى، والتى دفعت عشرات الأسر إلى الرحيل من سيناء لمحافظات مجاورة، بما يمثل خطورة على الأمن القومى على المدى البعيد، حيث إن المفترض جذب السكان لسيناء لا أن يتم دفعها إلى الرحيل.
ومكمن الخطورة أن تمتد حالة اليأس من طول مدى العمليات ضد الإرهاب بما يعنى استمرار حالة "وقف الحال" للمواطنين الذين تقطعت بهم السبل بسبب إغلاق الطرق يوميا، وكذا إغلاق كوبرى السلام منذ ثورة 30 يونيو وهو المتنفس الرئيسى لسيناء، خاصة شمالها فى ظل عدم قدرة المعديات العاملة فى قناة السويس على مواكبة حركة عبور السيارات.
وبالتالى ارتفعت الأسعار وضعف النشاط التجارى ونقل المحاصيل الزراعية
ومع قناعة الأهالى بالعمليات التى أسفرت فقط خلال الأسبوعين الأخيرين من قتل أكثر من 60 عنصرا مسلحا وإرهابيا وإصابة العشرات وتدمير أوكارهم، إلا أنهم يحتاجون إلى دفعة قوية تنموية تحثهم على البقاء وتمنحهم أملا فى غد أفضل فى سيناء التى راودت وما تزال تراود قلوبهم وعقولهم، وهى سيناء العملاقة الاقتصادية التى من المتوقع أن تنقل أهلها ومصر عامة نقلة تنموية هائلة بما تمتلكه سيناء من ثروات جبارة خاصة فى مناطق الوسط.
أيضا لا شك أن الأهالى يدعمون بكل قوة وإخلاص عمليات الجيش لملاحقة العناصر المطلوبة والإرهابية، ولا يهابون تهديدات الجماعة الإرهابية التى تطلق على نفسها أنصار بيت المقدس، بدليل أنه تم نشر أسماء عدد من المتعاونين مع الجيش، وهددت الجماعة بقتلهم إلا أنهم لم يعبئوا بالتهديدات ويواصلوا مساعيهم من أجل سرعة اجتثاث الإرهاب تماما بكل ما تعنيه الكلمة، لكن التساؤل حتى متى يمكن للأهالى الصمود، وإن كان الكبار يمكنهم، ما موقف الأطفال وطلاب المدارس والأمهات اللاتى يخشين على الأطفال من القتل عمدا أو صدفة خلال الاشتباكات.
إن سيناء تعيش حاليا مأزقا كبيرا فى ظل صمت مريب من الحكومة، ومن رجال الأعمال الذين يتفرجون على المشهد فقط دون التفكير فى تقديم دعم لا يقل أبدا عن محاربة الإرهاب، وهو الإسراع ببناء مصانع فى الوسط والسعى إلى إلحاق العمالة فيها من داخل وخارج المحافظة، وسيكون أبلغ رد على العناصر الإرهابية التى ستدرك أن نهايتها كتبت بالفعل لتحرك عجلة التنمية.
سيناء تحتاج إلى يد تقتل الإرهابيين ويد تبنى المصانع وتشق الترع وتنمى الزراعات وتطور وتعمر الصحراء، وتستكمل المشروعات فى وقت واحد، لأن صبر الأهالى ينفد وكل راحل من سيناء من الصعب إعادته، خاصة أنه لم يكن مرتبطا بقبيلة أو بأملاك أو بمشروعات.
ولذا فإن حتمية تكثيف التواجد الأمنى مطلوبة، ويمكن للشرطة أن تقوم بذلك عبر بناء نقاط شرطة فى كافة المناطق التى تعانى من الفراغ، والتى ينمو فيها الإرهاب مع تزويد القوات بأسلحة حديثة ومعدات وطائرات يمكنها من القيام بعمل الجيش مع إلحاق العشرات أو المئات من أبناء وشباب المحافظة فى سلك العمل الشرطى، ولو بصورة مؤقتة وهذه كانت مطالب وتوصيات منذ سنوات طويلة، لكنها لم تنفذ والشرطة يمكنها بالدعم أن تعيد الاستقرار، وأن تواجه الإرهاب مع البدء فى عملية تنموية فعلية، وعلى الأرض لإعادة الاستقرار إلى المنطقة يتزامن مع ذلك اهتمام بالغ بكل مسجد وزاوية فى سيناء، وتوفير أمة على أعلى مستوى لمواجهة الفكر التكفيرى المتطرف وهو منتشر فى بعض المناطق بعدما أهملت المساجد والزوايا والتعليم.
أيضا تطوير المنظومة التعليمية كلها بشقها الأزهرى والعام حتى يتسنى للدولة مستقبلا تخريج أجيال متفتحة، قادرة على العطاء والعمل وهذا الأمر كفيل بالقضاء على التطرف نهائيا، لكن الأهم من ذلك هو إيجاد المخلصين من أبناء الوطن لإتمام المشروع النهضوى بلا كلل، وتحمل العقبات الكبيرة التى ستواجهه بلا من مشاهدة العمليات العسكرية التى حولت سيناء لساحة حرب وفراغ وأهالى يأكلها الخوف من الأحداث، خاصة إن وجود إسرائيل وحماس على الحدود يمثل خطرا دائما لا يمكن مواجهته إلا بزرع سيناء بالبشر والشجر، وهى مقولة تتردد منذ 30 عاما وحتى الآن لم تزرع لا بالبشر ولا بالشجر بل تعرض الشجر للتدمير فى العمليات الناجحة ضد الإرهاب، وآثر البشر الرحيل وهو أمر كارثى يحتاج إلى حلول سريعة من الدولة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى خضم العمليات الناجحة التى تقودها القوات المسلحة فى سيناء، تتقافز التساؤلات حول المدى الزمنى للعمليات العسكرية ضد الإرهاب فى ظل حالة اليأس التى أصابت الأهالى، والتى دفعت عشرات الأسر إلى الرحيل من سيناء لمحافظات مجاورة، بما يمثل خطورة على الأمن القومى على المدى البعيد، حيث إن المفترض جذب السكان لسيناء لا أن يتم دفعها إلى الرحيل.
ومكمن الخطورة أن تمتد حالة اليأس من طول مدى العمليات ضد الإرهاب بما يعنى استمرار حالة "وقف الحال" للمواطنين الذين تقطعت بهم السبل بسبب إغلاق الطرق يوميا، وكذا إغلاق كوبرى السلام منذ ثورة 30 يونيو وهو المتنفس الرئيسى لسيناء، خاصة شمالها فى ظل عدم قدرة المعديات العاملة فى قناة السويس على مواكبة حركة عبور السيارات.
وبالتالى ارتفعت الأسعار وضعف النشاط التجارى ونقل المحاصيل الزراعية
ومع قناعة الأهالى بالعمليات التى أسفرت فقط خلال الأسبوعين الأخيرين من قتل أكثر من 60 عنصرا مسلحا وإرهابيا وإصابة العشرات وتدمير أوكارهم، إلا أنهم يحتاجون إلى دفعة قوية تنموية تحثهم على البقاء وتمنحهم أملا فى غد أفضل فى سيناء التى راودت وما تزال تراود قلوبهم وعقولهم، وهى سيناء العملاقة الاقتصادية التى من المتوقع أن تنقل أهلها ومصر عامة نقلة تنموية هائلة بما تمتلكه سيناء من ثروات جبارة خاصة فى مناطق الوسط.
أيضا لا شك أن الأهالى يدعمون بكل قوة وإخلاص عمليات الجيش لملاحقة العناصر المطلوبة والإرهابية، ولا يهابون تهديدات الجماعة الإرهابية التى تطلق على نفسها أنصار بيت المقدس، بدليل أنه تم نشر أسماء عدد من المتعاونين مع الجيش، وهددت الجماعة بقتلهم إلا أنهم لم يعبئوا بالتهديدات ويواصلوا مساعيهم من أجل سرعة اجتثاث الإرهاب تماما بكل ما تعنيه الكلمة، لكن التساؤل حتى متى يمكن للأهالى الصمود، وإن كان الكبار يمكنهم، ما موقف الأطفال وطلاب المدارس والأمهات اللاتى يخشين على الأطفال من القتل عمدا أو صدفة خلال الاشتباكات.
إن سيناء تعيش حاليا مأزقا كبيرا فى ظل صمت مريب من الحكومة، ومن رجال الأعمال الذين يتفرجون على المشهد فقط دون التفكير فى تقديم دعم لا يقل أبدا عن محاربة الإرهاب، وهو الإسراع ببناء مصانع فى الوسط والسعى إلى إلحاق العمالة فيها من داخل وخارج المحافظة، وسيكون أبلغ رد على العناصر الإرهابية التى ستدرك أن نهايتها كتبت بالفعل لتحرك عجلة التنمية.
سيناء تحتاج إلى يد تقتل الإرهابيين ويد تبنى المصانع وتشق الترع وتنمى الزراعات وتطور وتعمر الصحراء، وتستكمل المشروعات فى وقت واحد، لأن صبر الأهالى ينفد وكل راحل من سيناء من الصعب إعادته، خاصة أنه لم يكن مرتبطا بقبيلة أو بأملاك أو بمشروعات.
ولذا فإن حتمية تكثيف التواجد الأمنى مطلوبة، ويمكن للشرطة أن تقوم بذلك عبر بناء نقاط شرطة فى كافة المناطق التى تعانى من الفراغ، والتى ينمو فيها الإرهاب مع تزويد القوات بأسلحة حديثة ومعدات وطائرات يمكنها من القيام بعمل الجيش مع إلحاق العشرات أو المئات من أبناء وشباب المحافظة فى سلك العمل الشرطى، ولو بصورة مؤقتة وهذه كانت مطالب وتوصيات منذ سنوات طويلة، لكنها لم تنفذ والشرطة يمكنها بالدعم أن تعيد الاستقرار، وأن تواجه الإرهاب مع البدء فى عملية تنموية فعلية، وعلى الأرض لإعادة الاستقرار إلى المنطقة يتزامن مع ذلك اهتمام بالغ بكل مسجد وزاوية فى سيناء، وتوفير أمة على أعلى مستوى لمواجهة الفكر التكفيرى المتطرف وهو منتشر فى بعض المناطق بعدما أهملت المساجد والزوايا والتعليم.
أيضا تطوير المنظومة التعليمية كلها بشقها الأزهرى والعام حتى يتسنى للدولة مستقبلا تخريج أجيال متفتحة، قادرة على العطاء والعمل وهذا الأمر كفيل بالقضاء على التطرف نهائيا، لكن الأهم من ذلك هو إيجاد المخلصين من أبناء الوطن لإتمام المشروع النهضوى بلا كلل، وتحمل العقبات الكبيرة التى ستواجهه بلا من مشاهدة العمليات العسكرية التى حولت سيناء لساحة حرب وفراغ وأهالى يأكلها الخوف من الأحداث، خاصة إن وجود إسرائيل وحماس على الحدود يمثل خطرا دائما لا يمكن مواجهته إلا بزرع سيناء بالبشر والشجر، وهى مقولة تتردد منذ 30 عاما وحتى الآن لم تزرع لا بالبشر ولا بالشجر بل تعرض الشجر للتدمير فى العمليات الناجحة ضد الإرهاب، وآثر البشر الرحيل وهو أمر كارثى يحتاج إلى حلول سريعة من الدولة.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة