أمام إحدى القنوات الفضائية، وهى تعرض حلقة من حلقات فوازير الفنانة القديرة، نيللى كُنت جالسا، بجوار، والدتى ذات السبعة والستين عاماً، أطال الله فى عمرها، وأعطاها الصحة والعافية، نتابع هذه الحلقة باهتمام بالغ، وكأننا نشاهدها لأول مرة، وبعد انتهاء الحلقة انطلقنا فى نفس واحد، "والله كانت أحلى أيام"، فإذا بوالدتى تبدأ فى فتح خزائن الذكريات الجميلة وقالت"، فاكر أيام زمان، وبركتها كانت كل حاجة جميلة، ولها طعم حلو، عن دلوقتى فاكر، برنامج العلم، والإيمان بتاع الدكتور مصطفى محمود، وإزاى كنا بنتلم علشان نتفرج عليه، فاكر برنامج عالم الحيوان، والموسيقى بتاعته، فاكر يوم الجمعة زمان، كان إزاى، وكان يوم جميل أد إيه كنا نصحى كلنا، قبل الصلاة، بدرى ونفطر وإحنا بنتفرج على برنامج سينما الأطفال علشانكم، وتنزلوا أنت، ووالدك الله يرحمه تصلوا وترجعوا، يكون الغدا بيتعمل، وبعد غداكم كنا نخرج وإحنا فى منتهى الفرح، ونتفسح، وكنا بنمشى فى الشوارع بمنتهى الأمان وكانت الشوارع ليها شكل تانى، عن دلوقتى وحتى الناس، كنت تبص فى وشوشها تلاقيها كلها سعادة ورضا مش النهاردة، بتروح تصلى الجمعة، وأفضل أدعى أنك ترجع بالسلامة، وأنا خايفة من المظاهرات، طب فاكر فى رمضان، لما كنا بنفطر كلنا فى بيت جدك، وبعد صلاة المغرب، نقعد نسمع المسلسل العربى، بتاع إذاعة الشرق الأوسط، وإحنا بنفطر وبعدها كنا كلنا نقعد نتفرج على فوازير نيلى، أو سميرغانم، وفاكر بعدها لما كنا نستنى برنامج يا تليفزيون، يا ولا لما كنا نروح الحسين أو السيدة قبل الفجر نتسحر هناك، ونصلى الفجر ونرجع البيت، طب فاكر برنامج الشيخ الشعراوى، الله يرحمه إللى كان بيجى قبل المغرب بساعة، وإزاى كنتوا بتفرحوا وتقولوا إن خلاص كده قربنا نفطر، كان ساعتها الخير كتير، وكان حتى الموظف بيقدر ياكل اللحمة، والفراخ كذا مرة فى الشهر، وكان ربنا مبارك فى كل حاجة، وكانت كل حاجة جميلة ليها طعم، غير إيامكم دى مفيش حاجة حلوة، ولا حاجة، ليها أى طعم ولا بركة، أنت فاكر الأيام دى ؟؟
فقولت لها وأنا كلى حسرة وحزن بعد أن مرت أجمل أيام حياتى أمام عينى كأنها شريط سينما اثناء تذكرها لأيام زمان " أيوة يا أمى للأسف " لـــســـه فــاكـــــر"
فتسألت بعدها مع نفسى ماذا حدث وماذا يحدث ولماذا لا نستطيع أن نشعر بأى شئ جميل فى تلك السنوات ولا يوجد أى طعم لأى شئ كما قالت أمى حتى فى أجمل لحظاتنا مع زوجاتنا، وأزواجنا أو أطفالنا أو أصدقائنا كله كله، ليس له طعم زمان كله، مجرد لحظات عابرة ليس لها أى تأثير يُحفر بالذاكرة وأغلبنا دائماً ما يقول لا شئ مثل الماضى أصبحنا نعيش فى مجتمع كل ما فيه مجرد صناعى، لا يوجد به أى شئ طبيعى على الإطلاق لا مشاعر ولا عمل ولا حياة فكله أصبح صناعيا.
لا أعلم ماذا حل بنا أو بمجتمعنا ولكننى على يقين أن الكل يقولها معى أنه ما أجمل الماضى و" لــسـه فــاكــر".
نيللى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
khaled
بجد جميل اوى اوى