أسباب عدة باتت تفرض على جماعة الإخوان القبول بما يتم طرحه من مبادرات على الساحة السياسية سواء من داخل التحالف الداعم للجماعة، أو من خلال بعض السياسيين والشخصيات العامة التى أعلنت عن طرح مبادرات لإنهاء الصراع الحالى والخروج من الأزمة التى استمرت على مدار الشهور السبعة الماضية.
لعل ما يتم تداوله داخل التحالف من مبادرات، وتجاهلها الحديث عن عودة الرئيس المعزول محمد مرسى، وما بدا من أن بعضها يعترف بالواقع، يكشف عن ذلك التوجه داخل الجماعة، خاصة أن بياناتها الأخيرة خلت من الحديث عن عودة «الشرعية» فالأسباب تفرض على الجماعة أن تقبل بما كانت ترفضه تماما فى السابق والبحث عن أى مخرج من أزمتها الحالية.
أبرز الأسباب التى تجعل قيادات الإخوان تستجيب للمبادرات المطروحة هو اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية
تليها البرلمانية حيث تبحث الجماعة عن مكان لها، وبالطبع لن تفوت الجماعة الفرصة ولن تسمح لنفسها بأن تبتعد عن المشهد السياسى طيلة 4 أو 5 سنوات، ما سيدفعها نحو البحث عن مخرج يتمثل فى النظر فى المبادرات جيدا، حيث ستفكر الجماعة مائة مرة قبل أن تقبل على رفض أى مبادرة مطروحة، حتى لا تفقد الفرصة الأخيرة للبقاء فى المشهد.
من بين الأسباب أيضا افتقاد مظاهرات الإخوان لبريقها، نظرا لأن أغلب أنصار الجماعة لم يعودوا يستجيبون لدعواتها، فبعد 7 أشهر من التظاهرات والاعتصامات، لم يتحقق أى جديد على الساحة، سوى أن كثيرا من أنصارها باتوا يعزفون عن المشاركة فى تلك المظاهرات.
ثالث الأسباب هو ضغط بعض الأحزاب المكونة للتحالف على الإخوان من أجل البحث عن حل سياسى، بعد أن تيقنت أن التظاهر وحده لا يكفى لتحقيق الأهداف
ومناشدة عدد من أحزاب التحالف وفى مقدمتها الجماعة الإسلامية، وحزب الوسط، وحزب الوطن بضرورة تقديم تنازلات للوصول إلى نقطة مشتركة، وهو ما يعد ورقة ضغط على جماعة الإخوان كى تقبل المبادرات.
من ضمن الأسباب أن الجماعة تعلم جيدا أن محاولاتها الخارجية للضغط على الدول لقطع علاقاتها بمصر غير مجدية، وكذلك محاولات الإخوان لرفع دعاوى أمام المحافل الدولية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، حيث سيكون هناك رئيس منتخب ما سيقود إلى تغيير نوعى فى التعامل الدولى مع مصر لتصبح كل الجولات الخارجية للإخوان ومناشدتهم العالم عدم الاعتراف بالنظام سرابا. السبب الأخير هو فقدان الجماعة السيطرة على شبابها، الذى أصبح بعضه يكفر بالسلمية، ويرى العنف الطريق الأمثل له
ما أدخل الجماعة فى ورطة كبيرة، وجعلها تفكر فى البحث عن حل، كما أن هناك تذمرا من جانب الشباب من هروب قياداتهم إلى الخارج لدعوتهم إلى التظاهر من خارج البلاد، حيث صار الضحايا الذين يسقطون هم من الشباب فقط. الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بشؤون الأحزاب السياسية يرى أن جماعة الإخوان ستفكر ألف مرة قبل أن تفكر فى رفض أى مبادرة، لاسيما أن هناك مبادرات بدأت تطرح من داخل التحالف وتعترف بالواقع وبـ30 يونيو
وهو ما يؤكد أن الإخوان بدأت تراجع نفسها مرة أخرى، مؤكدا أنه لا يمكن تجاهل الأعداد الكبيرة لجماعة الإخوان التى لم تمارس العنف، وأن من أجرم هو من يجب أن يعاقب ومن لم يرتكب جرما فى حق الوطن فمن حقه أن يشارك فى الحياة السياسية، متوقعا أن تقدم الجماعة أى تنازلات من أجل العودة مرة أخرى
ليصبح الجلوس على مائدة الحوار هو الحل، وعلى الإخوان أن تقبل بالواقع. كذلك يقول أحمد بان الخبير بالحركات الإسلامية إن الجماعة تحاول شق طريق فى حائط مسدود أمامها حاليا، بفعل التنكر الطويل لفكرة المصالحة والتعويل على ضغط أمريكى يبدو متراجعا فى الوقت الحالى.
أحمد عرفة يكتب : 5 أسباب تفرض على «الإخوان» قبول مبادرات إنهاء الأزمة اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وضعف المظاهرات وضغط أحزاب التحالف.. من أسباب الضغط على الجماعة
الأحد، 09 فبراير 2014 05:39 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة