سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. جثة «الزعيم الأوحد» عبدالكريم قاسم فى التليفزيون بعد إعدامه

السبت، 08 فبراير 2014 06:06 م
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..  جثة «الزعيم الأوحد» عبدالكريم قاسم فى التليفزيون بعد إعدامه عبد الكريم قاسم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى محاكمة عاجلة بدار الإذاعة العراقية فى بغداد، تم إعدام عبدالكريم قاسم رئيس الوزراء وعرض جثته على شاشة التليفزيون.
كان مشهد الإعدام يوم 9 فبراير 1963 ختاما لمشاهد أخرى بلغت ذروتها فى مثل هذا اليوم «8 فبراير»، حيث تم إذاعة بيان عن نجاح «الثورة» على حكم «قاسم» وختاما لصراع كان الشيوعيون طرفه فى جانب، والقوميون والبعثيون على الجانب الآخر، وكان لمصر حضورها الخاص فى مجموع المشاهد التى بدأت قبل سنوات من مشهد إعدام «قاسم».
فى التراث السياسى للعراق تقرأ مئات الحكايات عن تصفيات الدم، وللغة السلاح بين الخصوم السياسيين، وتختلف التفسيرات حول ذلك، بعضها يجنح إلى الاختلاف العرقى والمذهبى، وآخرون يرونها إلى استبداد الحكم.
كان حضور مصر طاغيا منذ الإطاحة بالحكم الملكى العراقى، والتحول إلى النظام الجمهورى 1958، متزامنا مع إعلان الوحدة بين مصر وسوريا تحت اسم «الجمهورية العربية المتحدة»، وكان طرف التحول قوميين بزعامة عبدالسلام عارف وبعثيين وشيوعيين، وفيما طالب القوميون والبعثيون بسرعة الانضمام إلى الوحدة المصرية السورية، رأى الشيوعيون العكس وتم دفع «قاسم» إلى أحضانهم ليصبح رمزا لمعركتهم بالرغم من أنه لم يكن شيوعيا، وكان لهم حضور جماهيرى مؤثر، تمثل فى مظاهرات تهتف: «عاش الزعيم عبدالكريم.. حزب الشيوعى بالحكم مطلب عظيم».
بلغت الخلافات ذروتها بقرار لـ«قاسم» بإقالة «عارف» كنائب عام للقوات المسلحة وتحمل قصة هذه الإقالة طرافة وغرابة فى آن واحد، فأثناء اجتماع لمجلس الوزراء، استأذن خلاله «عارف» نصف ساعة، ثم عاد ليتواصل الاجتماع إلى منتصف الليل، وبعده خرج إلى سيارته متوجها إلى منزله، ففوجئ بسائقه يسأله عن سبب استقالته حسب ما جاء فى التليفزيون، فعاد إلى قاسم ليسأله، فبكى قائلاً: «كانت هناك ضغوط علىّ من قادة الأسلحة لم أستطع مقاومتها»، ولما سأله عارف: «لماذا لم تبلغنى وتبلغ مجلس الوزراء ونحن فى الاجتماع؟»، رد قاسم: «قلبى لم يطاوعنى»، وتبينت الحقيقة بأن ما حدث كان أثناء نصف الساعة التى قضاها عارف خارج الاجتماع.
فى تناول طبيعة شخصية «قاسم» هناك من يصفه من معاصريه بـ«نصف مجنون» الذى وصل فى ذلك إلى حد إطلاقه لقب الزعيم الأوحد «على نفسه» فى حين يصفون عبدالسلام عارف بـ«نصف عاقل».
وبين الوصفين لرجلين فى ذمة التاريخ، دارت عجلة المواجهات، وفيما كان الشيوعيون يهاجمون عبدالناصر، كان هو يفتح نار الهجوم عليهم أيضا لكنه يبعث فى البداية برسالة إلى «قاسم»، يطمئنه فيها على أنه ليس للجمهورية العربية المتحدة حزب ولا رجال يحسبون عليها فى العراق، وأن كل ما يهمها هو تثبيت الحكم الوطنى فى بغداد وتدعيم قوته، فرد قاسم شفويا وحسب كتاب «سنوات الغليان» للكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، قال قاسم: مشكلتى أن عبدالسام عارف ينسب الثورة لنفسه لأنه هو الذى قام بتنفيذها فى بغداد، وأنا كنت خارجها، وكون عارف قام بالتنفيذ لا ينفى أنى قائد الثورة الفعلى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة