وأوضح الدكتور محمد العتيق أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب طنطا، أن هناك تزايدا ملحوظا لحالات الإصابة بفيروس سى فى مصر من 200 ألف حالة سنويا إلى 500 ألف حالة حسب الأبحاث التى نشرت فى المجلات العلمية ونسبة وجود المرض فى مصر 14.08% ومن تم علاجهم لا يزيدون عن 30 ألف حالة سنويا فقط، وهذا يعنى أننا نتجه إلى كارثة قومية ليست فقط مشكلة صحية.
وقال إنه بالرغم من أن الأدوية الجديدة التى ظهرت لعلاج فيروس سى تعتبر بادرة أمل لعلاج آلاف المرضى المصريين، إلا أن هناك أدوية أخرى ستظهر فى غضون الشهور المقبلة، لذلك يجب التريث لإجراء المزيد من الأبحاث على الأدوية الجديدة لاختيار الافضل منها للمريض المصرى وأن الأبحاث التى أجريت على النوع الجينى الرابع قليلة، لذلك نطالب بإجراء المزيد من الأبحاث على المرضى المصريين، الذين يعانون من النوع الجينى الرابع لفيروس سى، حتى يتم اختيار أرخص دواء وبأفضل نتائج ممكنة.
.jpg)
وأكد الدكتور حسنى سلامة أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب قصر العينى ما أشار إليه الدكتور العتيق، موضحا أن الظهور المتتابع للأدوية التى تعالج فيروس سى، التى يمكن أن تؤخذ بدون الأنترفيرون أثبتت فعالية، ولكن لابد من إجراء المزيد من الدراسات عليها، لمعرفة مدى ارتجاع الفيروس من عدمه أو حدوث انتكاسة للمريض بعد الانتهاء من كورس العلاج، والتأكد من عدم مقاومة الفيروس لهذه الأدوية.
وأشار إلى أنه يجب علينا فى مصر عدم التسرع بإدخال أى من هذه الأدوية إلا بعد إجراء الأبحاث عليها، مع ضرورة أن تخصص ميزانية للأبحاث، حتى لا نقع فيما وقعنا فيه من قبل باستيراد عقار التاميفلو عندما أشيع عن ظهور أنفلونزا الخنازير فى مصر، وتم إهدار ملايين الجنيهات على هذا العقار دون الاستفادة منه.
بينما أشار الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن وباء سرطان الكبد سيصل إلى ذروته خلال 10 سنوات، حيث تشير الإحصائيات أن هناك 600 ألف مريض بسرطان الكبد يتوفى سنويا فى العالم وفى مصر فإن نسبة وفيات سرطان الكبد سنويا نحو 11 ألف مريض ونسبة سرطان الكبد فى مصر فى ازدياد رهيب وأن نسبة الإصابة تصل 8 آلاف كل 100 ألف مريض مصرى سنويا وبحلول عام 2020 ستزيد النسبة إلى 12 ألف كل 100 ألف و ستصل النسبة إلى 30 ألف إصابة بحلول عام 2030.
ونوه أن السبب الرئيس وراء زيادة انتشار سرطان الكبد فى مصر هى الفيروسات الكبدية، وخصوصا فيروس سى وفطر الأفلاتوكسن الذى ينمو على القمح وعلى الحبوب التى يتم تخزينها بطريقة سيئة فى صوامع بها رطوبة عالية تزيد من فرص تكاثر الفطر، هذا بالإضافة إلى الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية والمسكنات والمنشطات وهرمونات تكوين العضلات، خاصة فى صغار السن وحبوب منع الحمل التى تحتوى على نسبة عالية من هرمون الأستروجين، هذا بالإضافة إلى المبيدات الحشرية.
وقال إن الوباء القادم، وهو مرض تدهن الكبد الملتهب الذى يؤدى إلى التليف والسرطان، الذى تصل نسبته حاليا فى مصر إلى 10 %.
وهناك أسباب أخرى مثل أمراض اختلال الأيض والأمراض المناعية والأمراض الوراثية كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى زيادة انتشار سرطان الكبد فى مصر، ولكن المشكلة الكبرى التى تواجه المرضى والأطباء هو أن أكثر من 70% من مرضى سرطان الكبد يذهبون إلى الطبيب فى مراحل متأخرة من المرض، مما لا يجدى معهم أى علاج.
وأوضح الدكتور محمد على عز العرب أستاذ الكبد والجهاز الهضمى رئيس وحدة الأورام بمعهد الكبد القومى أن مستقبل علاج الأورام المتوقعة، مثل استخدام تطعيم ضد الأورام هى فى المراحل النهائية من التجارب الإكلينيكية وستحدث ثورة فى الوقاية من حدوث أورام الكبد، وكذلك استخدام علاجات داعمة، مثل العلاج المناعى والعلاج الموجة مع العلاجات الحالية، مثل التردد الحرارى والميكروويف "العلاج مشترك".
وأشار إلى أن العلاجات المشتركة ستعطى أملا فى علاج الحالات المستعصية، وكذلك لمنع انتكاسة الأورام التى تعتبر مشكلة رئيسية فى العلاجات الحالية المثبتة علميا.
.jpg)
بينما أكد الدكتور أسامة أبو الفتوح أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بجامعة عين شمس أن هناك علاقة بين بكتيريا الأمعاء والكبد الدهنى، حيث ثبت حديثا أن حدوث الكبد الدهنى، الذى قد يؤدى إلى التليف الكبدى قد يبدأ خارج الكبد فى منطقتى النسيج الدهنى نتيجة للسمنة وفى منطقة بكتيريا الأمعاء إذا حدث فيها اختلال فى التركيب والوظيفة ويؤدى فيروس سى إلى تطور المرض بشكل أسرع، ولذلك ينصح مرضى فيروس سى بتخفيض أوزانهم، حتى يستجيبوا للعلاج بشكل أفضل.
وقال، اتضح حديثا أن النسيج الدهنى وبكتيريا الأمعاء ترسل إلى الكبد وسائط كيماوية وسامة لخلايا الكبد، مما يؤدى إلى حدوث التهاب وتراكم بالدهون وتدمير خلايا الكبد، وقد اتضح أيضا أن الذين يتناولون الوجبات السريعة وعدم ممارسة الرياضة إلى جانب الاستعداد الوراثى من العوامل المساعدة للإصابة بالمرض.
.jpg)