38 عاما على إطلاق أول قمر صناعى عربى استفادت من خدماته ملايين المنازل فى أكثر من 100 بلد.. خبير إعلامى: عرب ونايل سات يشكلان محور اهتمام المشاهدين فى الوطن العربى رغم إطلاق أقمار أخرى بعدهما

هل تتخيل الحياة وقد عادت منحصرة بين ثلاث أو حتى 9 قنوات، كما كانت عليه الحال قبل أن يطلق العرب أول قمر صناعى "عرب سات"، فى مثل هذا اليوم "9 فبراير" عام 1976؟ بالطبع لا تستطيع أن تتخيل حرمانك من هذا التنوع المذهل فى القنوات التى تقدم لك يوميا عشرات الآلاف من البرامج والمسلسلات والأغانى والأفلام.

كثيرون تقتصر معرفتهم على هذا الجانب من فوائد الأقمار الصناعية، وكيف غيرت فى حياة العرب وأثرت على اقتصادهم، بداية من إطلاق منظمة الاتصالات الفضائية العربية للعرب سات، وهى سلسلة من الأقمار الصناعية للاتصالات والبث التى تمتلكها جامعة الدول العربية، تأسست المنظمة فى عام1976، ويستفيد من خدماته ملايين المنازل فى أكثر من 100 بلد فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأفريقيا وأوروبا، كما لعب دورا كبيرا فى تقديم مجموعة كاملة من خدمات البث الفضائى والإذاعى، والاتصالات السلكية واللاسلكية وخدمات النطاق العريض وحلول شبكات نقل البيانات المتقدمة والاتصالات متعددة القنوات والوصول للإنترنت للكيانات الحكومية والجهات التجارية.

تتوزع ملكية عرب سات على الدول العربية بين السعودية صاحبة النصيب الأكبر36.7% والكويت 14.6% وليبيا 11.3% وقطر 9.8% والإمارات العربية المتحدة 4.7% والمملكة الهاشمية الأردنية 4% ولبنان 3.8% والبحرين 2.5% وسوريا 2.1% والعراق 1.9% والجزائر 1.7% واليمن 1.7% ومصر 1.6% وسلطنة عمان 1.2% وتونس 0.7% والمملكة المغربية 0.6% والسودان 0.3% وموريتانيا 0.3% وفلسطين 0.2% والصومال 0.2% وجيبوتى 0.1%.

وبعد عدة أعوام، تم إطلاق القمر المصرى "نايل سات" فى يوليو1996 التابع إلى الشركة المصرية للأقمار الصناعية المعروفة باسم نايل سات، والمسئولة عن تشغيل الساتل نايل سات 101 ونايل سات 102 يعمل الساتل (القمر الصناعى) للاتصالات والبث الأرضى، ويحتوى على مجموعة كبيرة من القنوات العربية المجانية والمشفرة أكثر من 600 قناة، الآن هناك زهاء 512 قناة (تليفزيون) منهم 101 مشفرة للشبكتين art وshowtime و110 قنوات إذاعية.

وتتوزع ملكيته بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون بنسبة 40% والنسبة المتبقية تتوزع بنسب متفاوتة بين مجموعة من البنوك المصرية كالبنك الأهلى المصرى وبنك القاهرة وبنك الاستثمار القومى ومجموعة من حملة الأسهم من الجمهور وآخرين.

فيما كان أول قمر صناعى أو"ساتل" يدور فى الفضاء هوسبوتنك-1 الذى أرسله الاتحاد السوفييتي سنة 1957، ومنذ ذلك الوقت حتى سنة 2007 فقط وضع أكثر من 5500 ساتل على مدرات فضائية حول الأرض، للسواتل دور مهم فى عدة ميادين كالاقتصاد (الاتصالات وتنبؤات الجوية وتحديد الأماكن..) والأمن (الاستخبارات العسكرية) والبحث العلمى (دراسة الفضاء ومراقبة الأرض وتحولاتها...).

ويقول محمد سميح، نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، لليوم السابع أن النجاح الكبير الذى حققه القمر الصناعى"عرب سات" نابع من كونه أول قمر صناعى فى المنطقة العربية، ومن بعده بفترة أطلق القمر المصرى" نايل سات"، والاثنان شكلا محور اهتمام المشاهدين فى الوطن العربى الذين تحولوا عن متابعة الأقمار الأوروبية إلى الأقمار العربية لما قدمته لهم من تنوع وتسهيلات متعددة، وبرغم أن القمرين على مدارين مختلفين، لكن يوجد بينهم تكامل أكثر من التنافس؛ لأن كليهما يعانى من نفس المشكلات ونفس الجهات التى تقوم بالتشويش، لذلك حدث تكامل بين الشركات القائمة على القمرين لمواجهة المشاكل المشتركة.

وأشار سميح إلى أن "عرب سات" يطلق أقمارا جديدة لمواجهة التطورات دائما، وكذلك النايل سات، ولا يوجد مجال لتراجعهما ولهما مكانهما فى العالم، مضيفا: "رغم إطلاق أقمار جديدة فى المنطقة العربية مثل القمر الصناعى الذى أطلقته قطر والمشاريع الحالية لإطلاق أقمار جديدة فالعرب سات والنايل سات أهم قمرين، لأن المشاهد العربى تعود عليهما ومن الصعب أن يتحول لغيرهما، خاصة أن الإمكانيات المادية والفنية المتاحة لهما توفر تسهيلات وخدمات عديدة لمستخدميهما".

ومن الناحية الاقتصادية، يشير "سميح" إلى أنه على الرغم من الأزمات التى يعانى منها الاقتصاد فى السنوات الأخيرة، نجح القمران فى تحقيق الربح وسط هذه الأزمات المتلاحقة وهوما يشير إلى أنهما يسيران فى الاتجاه الصحيح، ويقدمان خدمة لاقت نجاحا كبيرا لدى المشاهدين المصريين والعرب.