قالت صحيفة نيويورك تايمز إن أكثر ما يثير القلق فى القاهرة وواشنطن حيال التفجيرات الإرهابية التى تستهدف قوات الأمن المصرية، هو الدلائل على الزيادة السريعة فى حجم وفعالية الهجمات التى ربما يقف وراءها تدفق جديد من المقاتلين، مشيرة، فى تقريرها، الخميس، إلى الإرهابيين المصريين العائدين من الخارج للانضمام إلى حملة من الإرهاب ضد الدولة المصرية. وقال بريان فيشمان، الباحث فى شئون مكافحة الإرهاب لدى مؤسسة نيو أمريكا: "إن مصر تعتبر جبهة مفتوحة للإرهاب".
ويضيف فيشمان أن العالم يتحول رأسا على عقب، وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن القدرة للاعتماد على مصر باعتبارها قوة استقرار فى المنطقة، بدلا من مصدر للمشكلات، بات أمرا يواجه تحديا واسعا.
وتعود الصحيفة بالتاريخ إلى نشأة جماعات الإسلام السياسى، لافتة إلى أن مصر أرسلت مقاتلين إلى مناطق الصراع من قندهار إلى القوقاز قبل عقود، وشهدت أواخر التسعينيات سحق القوات الأمنية المصرية لمحاولات التمرد الإسلامى فى الداخل. وتضيف أنه حتى الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين من السلطة، الصيف الماضى، كانت مصر بعيدة إلى حد كبير عن العنف الإسلامى.
وتتابع الصحيفة مبررة، أن الحكومة الجديدة تواجه حملة جديدة من الإرهاب فجرها الغضب حيال الإطاحة بالرئيس الإخوانى محمد مرسى، لكنها ترتبط أيضا بالعنف الإسلامى والطائفى الذى يجتاح المنطقة، لافتة إلى أن الربيع العربى الذى حمل الإسلاميين إلى السلطة فى مصر، جلب حربا طائفية إلى سوريا وساعد على اشتعال قتال مماثل فى العراق وأدى إلى انهيار الدولة الليبية ونهب مستودعات السلاح مما فتح منطقة واسعة من الحدود قابلة للاختراق عبر شمال أفريقيا يمكن للإرهابيين المرور منها بسهولة.
وتقول نيويورك تايمز إنه بعد الإطاحة بمرسى فى 3 يوليو الماضى، حول المسلحين فى أنحاء المنطقة انتباههم مرة أخرى إلى مصر. وتشير إلى أن الجماعات الإرهابية الدولية مثل تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام "داعش"، بدأت الدعوة للمسلمين داخل وخارج مصر لحمل السلاح ضد الحكومة، والآن أصبح هناك عدد متزايد من الإرهابيين المصريين ذوى الخبرة ممن يلبون هذه الدعوة، وفى كثير من الأحيان تحت راية جماعات متشددة فى سيناء مثل جماعة أنصار بيت المقدس، وذلك حسب مسئولين أمريكيين ومصريين مشاركين فى مكافحة الإرهاب. فعلى الأقل اثنان من المصريين الذين عادوا من القتال فى سوريا لقوا حتفهم فى هجمات انتحارية.
وتشير الصحيفة إلى أن مسئولى مكافحة الإرهاب فى واشنطن يعتقدون أن "أنصار بيت المقدس" مصرية إلى حد كبير، إذ أنها تضم المصريين الذين قاتلوا فى مناطق صراع أخرى جنبا إلى جنب مع وحدة صغيرة نسبيا من الإرهابيين غير المصريين المتمرسين على القتال، ويبدو أن أولئك الإرهابيين عائدون بموارد وخبرة واسعة للقيام بهجمات متسارعة، وقد أظهرت أنصار بين المقدس أنه يمكن بناء وتفجير قنابل عن بعد فى مواقع إستراتيجية وجمع المعلومات الدقيقة عن التوقيت المناسب، وكان أول الإرهابيين المخضرمين الذى يقوم بعملية انتحارية "وليد بدر"، وهو ضابط سابق فى الجيش المصرى. وقد دعا المصريين فى تسجيل فيديو للقتال ضد الدولة، قبل أن ينتحر فى عملية فاشلة استهدفت اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم.
ثم بعد ذلك ببضعة أسابيع، قام مقاتل يدعى سعيد الشحات، بتفجير نفسه من خلال سترة ناسفة بينما كانت تداهم الشرطة منزله. وكلاهما أعلنا عودتهم من سوريا مؤخرا.
وفيما يتعلق بإسقاط مروحية تابعة للجيش فى سيناء، فإن الصحيفة تشير إلى أنه من خلال التدقيق فى شريط الفيديو الخاص بالحادث والبحث، وجد أن الصاروخ الذى استهدف المروحية هو من النموذج الأكثر شيوعا فى مناطق القتال فى العراق وسوريا، مما يزيد المخاوف بأن أنصار بيت المقدس ربما تمثل قوة نيران للحركة الإرهابية الدولية.
وقال مسئول أمريكى استعرض تقارير المخابرات بشأن هذا الهجوم الذى وصفه بـ"الوقح"، إن هذه هى المرة الأولى التى يستخدم فيها هذا النوع من الصواريخ فى مصر. هذا كما أشار مسئول مصرى عسكرى، تحدث شريطة عدم ذكر أسمه، إن الإرهابى الذى أسقط المروحية يبدو أنه مدرب جيدا من قبل.
نيويورك تايمز: قلق فى القاهرة وواشنطن حيال الإرهابيين المصريين العائدين من الخارج..تدفق جديد من المتشددين يقود حملة من الإرهاب ضد مصر..مسئولون أمريكيون:أنصار بيت المقدس مصرية تضم بعض العناصر الأجنبية
الخميس، 06 فبراير 2014 12:12 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة