قال الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية خلال حلقة أمس من برنامج "ممكن" للإعلامى خيرى رمضان، إن ثقافة تأليه الحكام كانت ومازالت منذ مينا موحد القطرين.
وأضاف أن المصريين يعبدون الحاكم وهو الشعب الذى اخترع مفهوم الملك الإله ولم يفعل ذلك ثقافات أخرى على مر التاريخ، فقدس حكامه، وهناك تفسيرات لهذا وهى احتياج لمصر دائما حكومة مركزية تضبط شئون الحياة وخاصة النيل واهب الحياة وهو ما خلق تلك الثقافة.
وقال إن هذا تغير بعد ثورة يناير وبعد كسر حاجز الخوف عند الأغلبية الساحقة، بعد أن كانت السياسة حكرا على 10 بالمائة من الشعب وأنهت التقديس لأى رئيس.
من ناحيتها، قالت الدكتورة عزة عزت أستاذة الإعلام إن تأليه الحاكم لم يكن لدى الثقافات المصرية فقط بل كان فى الثقافة الفارسية على سبيل المثال، وقالت إن الإعلام قد يلعب أدورا مضللة للحاكم والشعب، وأضافت أن الشعب المصرى آفته النفاق نتيجة للفقر والقهر على مر العصور، وأن الدراسات تؤكد أن مبارك كان فاشلا وضعيف المواهب وكان أقصى طموحه أن يكون سفيرا، ولكن نفاق الناس والنخبة واستنطاق الإعلام الغربى كذباً، وخاصة بعد حادث محاولة اغتياله جعلته يعتقد أنه مقدس عنيد، لم يدرك الحقيقة إلا فى آخر عشر دقائق.
وتابع سعد الدين إبراهيم أن الناس يبحثون عن الحاكم الأب لمرارة ما عانوه فى السابق، الأمر الذى جعل الناس يحبون المشير السيسى نتيجة للهجته الحانية، وقال إن الثقافة الشعبية رسخت تقديس الحكام والخوف من الاعتراض، وأكد أن السلطة المطلقة مفسدة وتجلب الخراب على أى وطن، لذلك فإن تحديد مدة حكم الرئيس فى الدستور الجديد خطوة على طريق الديمقراطية.
وأكدت هذا الدكتورة عزة عزت قائلة إنه يجب التعامل مع الرئيس على أنه موظف كبير فى الدولة وعدم الارتباط به عاطفياً، قائلة إن الشعب المصرى دائما يتجه للرئيس صاحب الكاريزما.
وأوضح سعد الدين إبراهيم أن الشباب متمرد لكن شرائح الكهول والشيوخ لديهم الحنين إلى الحاكم الأبوى ونقلوا هذا الإحساس إلى شباب كثيرين وهو ما بدا واضحا فى الثورتين والبحث عن ناصر من جديد وتأييد الأغلبية للمشير السيسى دليل ذلك، وأكد أن الدولة العميقة هى صانعة تقديس الحاكم وهى عبارة عن أجهزة ومؤسسات لا تتأثر بتغير الأنظمة، لذلك فإن منذ 52 يقدم الرئيس أفضل ما عنده لكن طول فترة الحكم يؤثر سلبا على أدائه ويحوله إلى مستبد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة