صدر حديثا عن مجموعة النيل العربية رواية "عطر شاه"، للمؤلفة "نسرين البخشونجى" تناولت رواية "عطر شاه" التى تنتظم فى جديلتين، أو متن وهامش، يشكلان معا مجرى لنهر واحد، من خلال قصة "عطر" التى تحتفى مع زملائها بفوزها بإحدى الجوائز الدولية الأدبية قبل توجهها لاستلامها، وسط فرح البعض وغيرة الآخرين، ومن خلال قصة "شذى" التى تتعرف على "كريم" فى دورة لإدارة الأعمال، وبعد توغلها فى بحر الولع به، تطلب منه مقابلة والدها، فيختفى لبضعة أيام.
وفى لحظة مكاشفة يقول لها بتردد: أنا بهائي، ليملأ الذهول فضاء المكان، ولتدلف الرواية إلى أجواء جديدة، أقل ما يمكن أن توصف به، أنها تقتلع شجيرات الأمل والحب دون رحمة، فالإسلام لا يسمح بهذه الزيجة وإن أجازها القانون، كما أن ديانة "كريم" وفقا لبطاقة الهوية "مسلم" وهنا يقفز السؤال من تلقاء ذاته: كيف يمكن لإنسان أن يعيش عمره منتميا لدين على الورق وآخر داخل أعمق نقطة فى الروح؟
تعزف البخشونجى باقتدار على وتر حاد، من خلال إثارة العديد من القضايا الاجتماعية الشائكة فـ "عبير" زميلتها الجامعية التى تزوجت عرفيا من شاب مسيحى لأنها لا تحتمل الحياة بدونه، تم القبض عليهما فى الشقة التى يلتقيان بها، ليجبر الشاب على إشهار إسلامه حتى لا يدخلا السجن بقضية آداب، أما "سامح" الملحد فيريد أن يثبت للجميع أنه تخلى بسهولة عن كل عاداته وأفكاره القديمة، فيما تكشف عن عورات التطرف والعصبية الطائفية المقيتة عبر مذابح البوسنة والهرسك المصورة، ومذابح لبنان، وفلسطين، وانفجار كنيسة القديسين بالإسكندرية، بينما ترى فى صورة "محمد بوعزيزي" مفجر ثورة الياسمين أيقونة لغضب الشباب العربي، وأن الحشود فى مصر رفعت سقف مطالبها الثورية عندما أصاب الغرور السلطة الحاكمة، والأمر كذلك ترصد الرواية كيف صار موت الأبرياء فى مصر، على الطرق، وقضبان السكك الحديدية، وفى المستشفيات من الإهمال، واصطياد الشباب كما الطيور فى المظاهرات واقعا يوميا مريرا، فيما تنتقد البخشونجى فى روايتها من يبحثون عن "السبوبة" عبر سلسلة لا منتهية من الكتب التى يتكون عنوانها من كلمة "ثورة" تليها أى كلمة أخرى، ذلك والثورة لم تنته بعد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة