إلى الرئيس القادم لمصر, أرض الكنانة قلب العروبة, أعلم أن الحمل ثقيل, والمشاكل والأزمات لا حصر لها, وأن المنصب لم يعد تشريفاً, بقدر ما هو تكليف من الشعب المصرى, المثقل بالهموم والمتاعب والمشاكل, وأنت بالنسبة له بريق أمل, وطوق نجاة, ومستقبل أفضل لغد مشرق, فلا تخذله بوعود واهية عفا عليها الزمن, وحجج بلهاء فاشلة, ونهضة زائفة خائنة كاذبة, كما خذله من كان قبلك فى هذا المنصب الرفيع, ولا تستخف به, ولا تسفه, فهو من أسقط وأزاح وسجن فى ثلاث أعوام أعتى نظامين مستبدين ظالمين ديكتاتورين.
رسالتى إليك سيدى الرئيس, من الإمام الورع والفقيه الزاهد والعالم الجرئ الحسن البصرى, وهى عندما سأله خليفة رسول الله عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين, الخليفة العادل الزاهد, بعد ما ولى الحكم, ما هى صفات الحاكم العادل يا إمام؟.. فقال له:
اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل وقصد كل جائر, وصلاح كل فاسد وقوة كل ضعيف, ونصير كل مظلوم ومفزع كل ملهوف. والإمام العادل كالراعى الشفيق على إبله الرفيق, والذى يرتاد لها اطيب المراعى, ويذودها مراتع المهلكة, ويحميها من السباع, ويكنفها من أذى الحر والقر. والإمام العادل كالقلب بين الجوانح, تصلح الجوانح بصلاحه, وتفسد بفساده, هو القائم بين الله وبين عباده, فلا تكن فيما ملكك الله كعبد ائتمنه سيده, واستحفظه ماله وعياله, فبدد المال وشرد العيال فأفقر اهله وفرق ماله, وإن الله أنزل القصاص حياة لعباده, فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم؟ ..لا تحكم فى عباد الله بحكم الجاهلين ولا تسلط المستكبرين على المستضعفين فإنهم لا يرقبون فى مؤمن إلا ولا ذمة, فتبوأ بأوزارك وأوزار مع أوزارك. وتحمل أقالك وأثقالاً مع أثقالك.
إنها رسالة كافية شافية جامعة مانعة, تكفى أن تكون منهج للرئيس القادم, يعى ما بها, وينفذها, لعل من يأتى رئيسًا يقرأ هذه الرسالة جيدًا, كى يعبر بنا هذه الظروف الصعبة, ويحقق آمال وطموحات شعب قام بأعظم ثورتين 25 يناير و30 يونيو.
اللهم ولى علينا من يصلح ولا يفسد, ويجمع ولا يفرق. .آمين..
