نوهت صحف السعودية بنتائج ودلالات زيارة رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى، وأكدت أن متانة العلاقات بين المملكة ومصر، وأنها المؤشر الحقيقى على حال الأمة العربية، والدال الأكثر وضوحا على أن الأمة بخير، والقادرة على تجاوز الأزمات بثبات.
وقالت صحيفة "الوطن"، أنه ليس جديدا أن تصب العلاقة الممتازة بين هذين البلدين الكبيرين فى نهر مصلحة الأمة العربية؛ ذلك أنهما ـ إ ستراتيجيا وتاريخيا ودوليا ـ تتمتعان بقدرة كبيرة على التأثير، وقدرة مماثلة على الاستقرار مهما كانت العواصف المحيطة بهما عاتية.
وأشارت فى افتتاحيتها اليوم تحت عنوان "الرياض والقاهرة.. رمانة الميزان"، إلى أن هذا ما أكد عليه رئيس الوزراء المصرى حازم الببلاوى فى أثناء المؤتمر الصحفى الذى عقده فى قصر المؤتمرات فى الرياض أمس، وعبر عنه بقوله: "كلما قربت المسافات بين مصر والسعودية، فهى فى مصلحة البلدين"، واصفا التوافق السعودى المصرى بأنه "رمانة الميزان فى المنطقة... وهو ما فيه مصلحة للمنطقة العربية".
وأوضحت أن العلاقة السعودية المصرية ليست "كلاما"، وليست "شعارات"، وليست صدى للأحداث الآنية، وليست مصالح متبادلة وحسب، وإنما هى أكبر من ذلك حجما، وأعمق تاريخا من أن تُختزل فى مشروعات مشتركة، أو استثمارات متبادلة.
ولفتت إلى أنه على الرغم من تلك المعانى كلها، فإن لغة الأرقام تثبت أن علاقة البلدين الاقتصادية تتجاوز نظيراتها فى الإقليم جميعها؛ فحجم التبادل التجارى بين البلدين خلال عام 2013 بلغ نحو 3,2 مليارات دولار، وتحتل المملكة المرتبة الأولى عالميا فى حجم الاستثمارات والتبادل التجارى مع مصر، إذ تسيطر على 66 % من حجم تجارتها الخارجية.
وأضافت أن هذه الأرقام تتآزر مع المعانى، لتفضى إلى أن العلاقة بين البلدين ترتكز على تاريخ طويل، وتعتمد على واقع يحتم زيادة أسباب الأواصر، والبحث عن أيسر السبل المؤدية إلى تفريع طرق التعاون، وبخاصة بعد استكمال خطوات "خارطة الطريق"، التى ستعيد مصر ـ بإذن الله ـ إلى مكانها اللائق بمكانتها.
ونوهت فى ختام تعليقها إلى أن المملكة كانت أكبر الداعمين لخيارات الشعب المصرى فى السنوات الأخيرة، ولم يكن دعمها متوقفا عند التأييد المعنوى، وإنما تجاوزه إلى الدعم المادى، لتتجاوز مصر عقبات المراحل الانتقالية، وهى قادرة على ذلك بإمكاناتها البشرية الهائلة، وطاقاتها الوطنية الكبيرة، ثم بالإصلاحات الجديدة على المستويين الاقتصادى والسياسى.
من جانبها أكدت صحيفة "عكاظ"، أنه بزيارة رئيس الوزراء المصرى الدكتور حازم الببلاوى والوفد المرافق له للمملكة خلال اليومين الماضيين، تتعمق العلاقات السعودية المصرية بعد أن أكدت المملكة مجددا أنها مع مصر وإلى جانب مصر ولن تتخلى عن مصر الشعب ومصر الدولة ومصر الدور الإقليمى الأبرز.
وأشارت فى افتتاحيتها اليوم تحت عنوان "استمرار الدعم لمصر"، إلى أنه إذا كان هناك من يتحسسون من تنامى هذه العلاقة لأسباب تخصهم، وأن عليهم أن يراجعوا حساباتهم وبالذات بعد أن أكد الشعب المصرى تصميمه على المضى فى خارطة المستقبل حتى النهاية.
ولفتت إلى أن هذا الإصرار النابع من الأهداف الوطنية التى دفعت المصريين إلى التغيير بعد سنة وصفتها بالـ"بائسة" قضوها فى ظل نظام «تصنيفى» لا يحترم إرادة وحقوق الآخر، له ما يبرره ويبرر وقوف كل الأشقاء والمحبين لمصر إلى جانبها حتى تتغلب على جميع الصعوبات الحالية، وهى قادرة إن شاء الله تعالى على ذلك.
واستكملت فى ختام تعليقها "نحن - إذن - مع مصر فى كل الظروف، وسوف يتواصل هذا الدعم الشامل بصورة أكبر بعد أن ينتخب الشعب رئيسه القادم، ويبدأ مرحلة جديدة فى بناء الدولة المصرية القوية بعد أن تجاوز بنجاح وحتى الآن أهوالا كثيرة ولله الحمد".