رؤوف حسين يكتب: كثير من المصريين لا يعجبهم العجب!

الشعب المصرى لا يعجبه العجب، فمنذ أيام كثيرة وأنا أتابع كل القنوات والبرامج وأرصد أراء الناس فى الشارع وأيضاً الجرائد وأستمع لأراء الناس بنفسى فى وسائل المواصلات وعلى المقهى، كما أستمع إلى "المحللين والسياسيين والناشطين والثوريين والإستراتيجيين والحقوقيين" وسبحان الله الكل أجمع وتوقع أن تكون الانتخابات الرئاسية أولاً، وأيضاً طالب الكثير فى آخر اجتماعاتهم مع الرئيس أن يطالب النائب العام من التحقق مرة أخرى من ملفات الطلبة المقبوض عليهم فى أحداث الجامعات الأخيرة، وإذا لم يجد على أحد منهم اتهام فيفرج عنه.

وعنها قام الرجل المحترم المستشار الجليل السيد الرئيس وألقى خطابا كعادته مقتصرا يحتوى على كل شىء بأقل الكلمات وتحدث الرجل عن أربع نقاط، وهم:

1- أدان الأحداث الإرهابية الأخيرة التى تعرضت لها البلاد، وتوعد الإرهابيين ولوح باستخدام إجراءات استثنائية إذا تطلب الأمر ذلك.. ونخلى بالنا أوى من ذلك.

2- أصدر قراره بتغيير خارطة الطريق على أن تكون الانتخابات الرئاسية أولاً ثم تتبعها البرلمانية.. زى ما كتير من الناس طلبت وخصوصاً من يؤيد أن يترشح سيادة المشير السيسى للرئاسة.
3- خاطب النائب العام بمراجعة ملفات الطلاب المقبوض عليهم والذين قيض الاحتجاز فى أحداث الجامعات، وإذا وجد أن هناك من ليس لديه تهمة فيقرر بالأفراج عنه.. والله العظيم عداه العيب السيد الرئيس.

4- خاطب رئيس محكمة الاستئناف بزيادة عدد دوائر المحاكم لإنجاز المحاكمات لمتهمى الجماعة الإرهابية وغيرهم.. يعنى السيد الرئيس لم يتدخل، ولا أمر ولا أى شىء وده كان مطلب ناس كتير برده، ومنهم شعبنا الطيب اللى كان قدام مديرية أمن القاهرة بعد التفجير الأخير بيبكى على ما حدث، ويتسأل أين المحاكمات ولماذا لم يتم الفصل فيها حتى الآن.

وبعد خطاب السيد الرئيس قولت أشوف الناس بتقول إيه على البرامج المختلفة، ولقيت ما هو متوقع من شعبنا اللى لا يعجبه العجب واحد يقول إزاى الرئيس يلوح باستخدام إجراءات استثنائية هو احنا رجعنا أيام مبارك ولا إيه، وآخر يقول أه أنا بقى هقولك هى خارطة الطريق اتغيرت ليه لأن الرئيس يميل إلى أن يتولى الفريق السيسى الرئاسة ويرد عليه واحد تانى ويقوله يعنى لو كان السيد الرئيس جعل البرلمانية الأول كنتوا قولتوا الرئيس طابور خامس، ومع الإخوان يقوم يرد عليه واحد بقى وده اللى جاب الآخر، وقالك عمالين بس تقولوا إن الرئيس مستشار ورجل قضاء هو فيه رجل قضاء يسمح بالتدخل فى القضاء إزاى الرئيس يعطى توجيهات للنائب العام ولرئيس محكمة الاستئناف والمذيع ياعينى يحلف أن الرئيس لم يعط توجيهات الرجل المحترم فقط طلب من النائب العام إعادة النظر فى الملفات، وأن تزيد عدد الدوائر علشان تأخير القضايا وسرعة الفصل فيها وبرده هو مصمم إن الرئيس تدخل وذكرنى ذلك بقصة جحا وابنه والحمار الجديد.

بيقولك إيه بقى ذهب جحا وابنه لشراء حمار جديد من السوق، وبعد شرائه ركب جحا وابنه الحمار، فلما رآهم الناس قالوا شوفتوا جحا المفترى ركب هو وابنه فوق الحمار الغلبان فنزل جحا وركب ابنه فقالوا الناس شوفتوا ابن جحا لم يرحم والده، وركب لوحده الحمار فنزل ابنه وركب جحا الحمار فقال الناس شوفتوا جحا المفترى ركب الحمار لوحده وابنه ماشى على رجليه فنزل جحا وابنه وحملوا الحمار على كتفهم فأدخلهم الناس مستشفى المجانين.

ولذلك فعلينا بالصبر ونتذكر ما طالبنا به الآخرون، وأن نصبر حتى يتحقق فلا يوجد من يملك عصى سحرية لحل مشاكلنا ولا يوجد من سيجلس على كرسى الرئاسة ليرضى الجميع، فالصبر ثم الصبر ثم العمل فالأمم تبنى بالعمل والجهد والعلم والصبر ولا تبنى بالنقد الدائم والسخط ولكى الله يا مصر.