نحن العرب أمة «ماضوية» تنظر قليلاً أمامها وتنظر طويلاً وراءها، لذلك ظلت علاقتنا بالمستقبل محدودة، وقراءتنا لما هو قادم نادرة، وأنا أتحدث عن ضرورة السعى لاستشراف المستقبل، واستكشاف ملامحه، والسعى منه إلى غدٍ أفضل للأجيال القادمة، فلقد أثبتت تجارب الأمم وخبرات الشعوب أن من يضع عينيه على المستقبل يصل إليه، أما أولئك الذى يلوكون الماضى ويقلبون فى شعاراته فهم واهمون لا يصلون إلى غاياتٍ محددة أو أهدافٍ مطلوبة، وأنا أتمنى على «رئيس مصر القادم» أن ينسلخ قليلاً عن الماضى والحاضر، وأن يفكِّر فى المستقبل الذى يتجسد فى ملايين الشباب بما لهم وما عليهم، حتى يتحولوا إلى كتائب للعمل الوطنى، يحركون المياه الراكدة، وينتشلون الوطن من أصعب ظرف تعرض له فى العصر الحديث، إننا نريد منهم أن يكونوا طلائع فى البناء والتنمية، فالثورة الحقيقية هى مرادف للإصلاح الشامل والرؤية الكاملة.
إننى أستهجن تعبير «المصالحة»، وأراه صعبًا للغاية فى وقتنا الحالى، ولكننى أريد من «الرئيس القادم» أن يجمع شمل المصريين الذين ينبذون العنف، ويريدون وطنًا يسعد فيه الجميع مهما اختلفت آراؤهم، وتباينت أفكارهم، ما داموا يقفون على أرضية وطنية واحدة، إن «الرئيس القادم» يجب أن يمحو من ذاكرة المصريين كل رواسب العداوات والصراعات، حتى يتهيأ الجميع لشراكةٍ إنسانية ووطنية بلا تفرقة ودون استثناء، إننى أعرف أن الطريق صعب، ولكننى أقول إن الشعوب العظيمة قادرةٌ على تجاوز محنتها ما دامت الإرادة قوية والعزيمة صادقة.
د. مصطفى الفقى يكتب: نحو المستقبل.. العرب أمة اعتادت النظر للماضى طويلا.. والعالم جميعه الآن يركز على استشراف المستقبل
الخميس، 06 فبراير 2014 08:08 ص
د. مصطفى الفقى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة