قال الدكتور عمرو الشوبكى، إن أحمد المسلمانى تعرف عليه الناس من خلال مواقفه وسياسته الواضحة، فهو كاتب وباحث، وهو ممن لا يغيرون مواقفهم السياسية قبل وبعد ثورة يناير، فهو صاحب موقف ثابت، مؤكداً أنه أحد المدافعين عن مصر والحفاظ على قيمتها الحضارية.
جاء ذلك خلال اللقاء الفكرى بالقاعة الرئيسية ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الــ 45، بحضور أحمد المسلمانى، المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية، وأدارها الدكتور عمرو الشوبكى.
وقال أحمد المسلمانى، المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية، أنا آمل أن يكون لقاء فكريا لا يتعرض لخارطة الطريق أو لترشيح المشير السيسى.
وأوضح المسلمانى، أنه حاول عبر السنوات السابقة، وبعد تخرجه من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن يقدم مشروعا فكريا، واعتبر كتبه الثلاثة المعروضة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب هى جزء من مشروع اسمه "العالم ضد العالم".
وأوضح المسلمانى، أن النقاط غير المنتظمة التى تتعلق بثورة 30 يونيه 2013 وإسقاط الإخوان تجعلنا نتساءل ماذا لو وصلت قوة إلى السلطة بالطرق الديمقراطية الكاملة وهى لا تؤمن بالديمقراطية، فهذا السؤال لم نجد إجابة عنه فى كل السياسات، كما حدث بألمانيا سنة 1919، وأمريكا 1920 بتجربة "هربرت هوفر" الذى جاء بالطرق الديمقراطية، ولكن كان نموذجا فاشلا أدى إلى تدهور أمريكا، مضيفاً أمريكا كانت محظوظة، لأنه كان غير مدعوم بحزب فتم عزله.
وأكد المسلمانى، أن العلاقات الدولية هى مجموعة من المؤامرات، مبديا اندهاشه من استغراب البعض من وجود نظرية المؤامرة، لافتا إلى أن كلمة المؤامرة فى الأساس تعنى السياسة.
وأكد المسلمانى أن العلاقات والسياسة محصلة من المؤامرات، ولكن كيف يفوت صانع القرار المؤامرة عن بلاده.
وأشار المسلمانى، إلى أن ثورتى يناير ويونيه والثورات العربية ثورات عربية خالصة لا توجد بها مؤامرة، مضيفا: لا توجد مؤامرة فى ثورات الربيع العربى ولكن المؤامرة حدثت بعد نجاح الثورات.
وحول فكرة "النانو دولة" قال المسلمانى، إن البعض يقول بأن الدولة الوطنية انتهت، والآن ندخل فى النانو دولة، وكل مجموعة عندها وجهة نظر تقوم بعمل دولة مثل الإمارة التى تقوم على تدمير فكرة الدولة وتقسيم الدولة الوطنية، كما يحدث فى ليبيا من مجموعة ميليشيات، تريد تفتيت العالم الإسلامى وليس كما تزعم بمفهوم وترسيخ فكرة الخلافة.
وأشار المسلمانى إلى حرب الجهاديين ضد الجناهدين، مضيفاً كان لدى اعتقاد بأنهم على قلب رجل واحد، ولكن هذا غير صحيح فهم غير متفقين، وأن حكومة الجةاهدين التى أسقطت الشيوعيين فى كابول تصارعوا ضد بعضهم ووجدنا بعد ذلك مقتل أحمد شاه على يد المجاهدين وحركة طالبان أسقطت المجاهدين القدامى، وفى سوريا ظهور جبهة النصرة ضد الحركات الموجودة ووجدنا الرؤوس المقطوعة فى كل مكان ونجد أيضا التكفير ضد التكفير، فظاهرة الجهاد تحتاج إلى تفكير عميق.
وأوضح المسلمانى أن هناك ما يسمى بنفاق الغرب، وأنه يعمل على نظرية فرق تسد، وأن الدول المحدودة بعضها حشرات تحكم دول كبيرة والحضارات تسقط وتصبح صفرا بعبارة فرق تسد مثل الإخوان وبيت المقدس والقاعدة فيقومون بتدمير القواعد والتخريب.
وأمريكا نفسها دفعت آلاف الجنود لتصبح الولايات المتحدة الأمريكية، فهى تقوم بالنفاق تجاه الجماعات الإسلامية، فثقافة الغرب المنافقة لا تقوم على الحضارة ولا الحداثة ولا الثقافة ولا بمستقبل هذا الوطن.
وأكد المسلمانى، أن إسرائيل داخلها موجات كثيرة من النقاش والسياسة وكتبت فى كتابى "ما بعد إسرائيل" فصلا كاملا عن إسرائيل ويجب أن تكون أعيننا عليها وحذرين منها.
وأشار المسلمانى إلى أن هناك بعض الصحف الغربية تقول بأن الجيوش العربية انتهت، ومن حق إسرائيل أن تنعم فلا يوجد تهديد نحوها ولا يوجد خطر يواجه إسرائيل إلا الجيش المصرى وأنه جيش حديث ويصنع دبابته بنفسه، ولكنهم طامحون إلى أن يضعف بسبب ما يعانيه من المشكلات داخل البلد المشتعلة وفى غضون سنتين سيكون لإسرائيل 48 طائرة اف 35 و6 غوصات حديثة وتساءل ماذا ستقوم إسرائيل بهذه الأسلحة ولمن تعد لتهاجمه، كما أشار إلى أن هناك تدهورا فى اقتصاد إسرائيل ولكن عندها عوامل عسكرية قوية مقابل تدهور الوطن العربى ويجب أن ننتبه كيف يخططون وعلينا ألا نغفل عنهم.
وأضاف المسلمانى، ما أسهل أن أصبح معارضا فى مصر ولكن الأصعب أن أبنى البلد وعلى ذلك نأمل أن "الله" يقدم من يصلح لهذا الوطن.
وأشار لوجود صعود الكراهية ومحنة وجود من يتربصون بنا ومحنة تدهور الاقتصاد العالمى نفسه وكل هذه المشاكل فعلى كل جاهل أن يبتعد ولا ينبغى أن يعود الفكر السابق أو الأسبق فإنهم غير مشرفين ولابد أن تكون مصر جزءا حقيقيا فى العالم وأن نكون أمة تحب ونحترم القوانين ، مضيفا أن اليأس خيانة والأمل وطن.
وأشار المسلمانى، إلى أن فى مصر تصور بعض مشاهير الشباب أن الشباب ميزة وأن الكبر عيب، وبالتالى أنا ضد أى تمييز للشاب لأنه شاب وأنا مع المتميز إذا كان شابا أو كبيرا، وإذا كانت الدولة مع فكرة أن الشاب يصبح وزيرا لمجرد أنه ناشط سياسى أو ينتمى لحزب معين أو قام بالهتاف فى الميدان فأنا ضده، ولكنى مع الشاب المتميز وإلا أصبح منافقا، ومصر بحاجة إلى مليون شاب متميز..
وانتقد المسلمانى البعض الذين إذا تقدم أحد للترشح لرئاسة الجمهورية فيطلبون منه الملف الصحى الخاص به، واصفاً هذا بــ"كلام رخيص" فنحن لا ندخل مسابقة الماراثون فى الجرى ولكن المسابقة فى قدرة القرار وكان هذا هبوط فى مستوى الموضوع.
وأوضح المسلمانى، أن الوضع الاقتصادى لمصر صعب للغاية، وعلى الرئيس القادم أن يكون جريئا ويواجه الشعب بالوضع الاقتصادى، مضيفاً أن هناك أخبارا على تويتر والفيس بوك نحو الوضع الاقتصادى فسحقا لهما، وتساءل أين القيادات الاقتصادية التى تقوم على مصارحة الشعب.
وأكد المسلمانى، أنه يجب على مصر أن يكون بها من يسافر إلى القمر وتأسيس صناعة كبرى وصناعة السفن البحرية وعودة مدينة الإسماعيلية إلى ما كانت عليه قبل ذلك باريس القاهرة الصغيرة، فعندما يرى كل مصرى أننا صعدنا إلى القمر فسيكون عنده الأمل فى المستقبل ويجب أن يكون طموحنا أن نكون متمكنين وبدل ما كان محمد على باشا يرسل بعثات نقوم بعودة المصريين العلماء بالخارج.
وأشار إلى أن الدكتور زويل سأل مهاتير محمد، كيف تكون بلدا فقيرا وتقوم ببناء برج التوأم أكبر برج ماليزى بالعالم فقال له لكى أعطى أملا لكل ماليزى فى بناء المستقبل.
وحول الانقسام فى البلد قال، لابد أن تكون الأخلاق تعلو على المكسب والخسارة، وأن من يقوم بالجلوس على الفيس بوك وتويتر وينشر وينتقد على أقل شىء، فالبلد لا تقوم على ذلك، ويجب أن نخرج من حزمة الرياء والنفاق وليس هذا لكونى داخل الرئاسة، ولكننى أنتمى لمصر وأتمنى نجاح الحكومة لكى تخرج البلد من محنتها ولا يجب المطمع فى المناصب.
وأشار المسلمانى إلى أنه قال قبل ذلك، إلى أن الإخوان لا يجب أن نقول عنها جماعة إرهابية وهذا الكلام قلته أيام محمد حسنى مبارك، وقلت إذا أصبح الإخوان جماعة إرهابية فهى جزء من المجتمع المصرى ومن الممكن وصولها إلى السلطة فى يوم من الأيام وأشار إلى أنه قال هذا الكلام فى عهد مبارك.
وأوضح المسلمانى أنه تمنى نجاح الإخوان المسلمين كجماعة معتدلة فى مصر ولكنها فشلت ولم تمد أيديها للتيار الوطنى وإنما امتدت إلى المخربين وهادمين الحضارة وإذا تغير الإخوان فيجب تغير وجه نظرى عنهم مثل أردوغان الذى تغير وطمع فى الخلافة، فعن أى خلاف يتحدث.
وأشار المسلمانى إلى أنه إذا أمن المصريون بأن يكون الوطن العربى أمة واحدة فأنا مع ذلك، ولكن مجموع الاقوياء قوة ومجموع الضعفاء ضعف، فماذا إذا اندمجت السودان مع الصومال، وماذا إذا انضم التخلف على التخلف، والمهم أن تكون مصر وتركيا والسعودية قوية عظيمة، فعندما يكونوا أقوياء سيكون لهم رؤية جديدة.
وعن بعض الشائعات بأن مصر طامعة فى ليبيا، قال لا أحد فى مصر يريد أن نستعمر ليبيا ولكن إذا كنا فى مسير واحد قوى فسيكون الأفضل.
وقال المسلمانى، إن الأمة فى غفلة لعدم وجود ثقافة وتراجع الأفكار، ولكن هناك تفاءل إذا حدث ترابط بين مصر وليبيا والسودان ويصبح مثلث مضى ويوجد معنا ثلاث دول خليجية فيجب أن نقود مشروع كلنا ونكون مبشرين وشركاء مع الآخرين.
وأضاف المسلمانى أن ما نشهده الآن فيه صراع سياسى ومؤامرة ولكن على السياسيين ألا يفقدوا الأمل بعد ولا مكان للإحباط وأن أكبر عدو ليس العدو الخارجى وإنما اليأس والاستسلام أخطر ما يواجه الأمة.