مع مرور الزمن وتغير المراحل التاريخية تختلف الأوضاع وتتبدل رأسا على عقب، فما كان مرفوضا أمس يصبح مقبولا اليوم، أو كما قال المبدع الكبير صلاح جاهين: "لا تجبر الإنسان ولا تخيّره يكفيه ما فيه من عقل بيحيّره اللى النهارده بيطلبه ويشتهيه هو اللى بكره ح يشتهى يغيّره"..
هذا ما يمكن إسقاطه اليوم على وضع جماعة الإخوان، فى ظل المبادرات التى تطرح سواء من داخل التحالف الداعم للجماعة، أو من خلال بعض الشخصيات السياسية التى تبحث عن حل لإنهاء صراع دام أكثر من 7 شهور بين الدولة والإخوان.
وهناك أسباب عديدة تجعل جماعة الإخوان تقبل بما كانت ترفضه تماما فى السابق، ولعل هناك مستجدات طرأت على المشهد، تجبرها على البحث عن أى مخرج لأزمتها الحالية، ومن هنا يرصد "اليوم السابع" أبرز وأهم الأسباب التى تجعل الجماعة تقبل بالمبادرات التى تطرح حاليا.
من أبرز الأسباب التى تجعل قيادات الإخوان تستجيب للمبادرات المطروحة، هو اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، حيث تبحث الجماعة عن مكان لها، وبالطبع لن تفوت الجماعة الفرصة، ولن تسمح لنفسها بأن تبعد عن المشهد السياسى طيلة 4 أو 5 سنوات، مما سيدفعها نحو البحث عن مخرج يتمثل فى النظر فى المبادرات جيدا، حيث ستفكر الجماعة مائة مرة، قبل أن تقبل على رفض أى مبادرة مطروحة، حيث سيجعلها تفقد الفرصة الأخيرة لها.
من بين الأسباب أيضا، افتقاد مظاهرات الإخوان لبريقها، نظرا لأن أغلب أنصار الجماعة لم يعد يستجيب لدعوات الجماعة، فبعد 7 أشهر من التظاهرات والاعتصامات، لم يتحقق أى جديد على الساحة ،بل ظل عناد الإخوان فى عدم قبول أى حل ينقذ البلاد مما يجعل كثيرا من أنصارها يعزف عن المشاركة فى فعالياتهم.
السبب الثالث هو ضغط بعض الأحزاب المكونة للتحالف على الإخوان، من أجل البحث عن حل سياسى، بعد أن تيقنت أن التظاهر وحده لا يكفى لتحقيق الأهداف، ومناشدة عدد من أحزاب التحالف، وفى مقدمتهم الجماعة الإسلامية، وحزب الوسط، وحزب الوطن بضرورة تقديم تنازلات، كى نصل إلى نقطة مشتركة، وهو يعد ورقة ضغط على جماعة الإخوان كى تقبل المبادرات.
أيضا من ضمن الأسباب، هو أن الجماعة تعلم جيدا أن محاولاتها الخارجية للضغط على الدول لقطع علاقاتها بمصر غير مجدية، وكذلك محاولات الإخوان لاسيما فى تقديم دعاوى دولية، فهى تعلم حبال المحاكم الدولة طويلة، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، حيث ستعامل الدول مع رئيس منتخب، مما سيشهد تغييرا نوعيا فى التعامل وتصبح كافة الجولات الخارجية للإخوان ومناشدتهم العالم بعدم الاعتراف بالنظام سرابا.
السبب الأخير هو فقدان الجماعة السيطرة على شبابها، الذى أصبح بعضه يكفر بالسلمية، ويرى العنف الطريق الأمثل له، مما أدخل الجماعة فى ورطة كبيرة، وجعلها تفكر فى البحث عن حل، كما أن هناك تذمرا من جانب الشباب من هروب قياداتهم إلا الخارج ليدعوهم إلى التظاهر من خارج البلاد، والضحايا الذين يسقطون هم من الشباب فقط.
من جانبه قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير الإسلامى إن جماعة الإخوان ستفكر ألف مرة قبل أن تفكر فى رفض أى مبادرة، لاسيما أن هناك مبادرات بدأت تطرح من داخل التحالف تعترف بالواقع وبـ30 يونيو، وهو ما يؤكد أن الإخوان بدأت تراجع نفسها مرة أخرى.
وأضاف ربيع، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه لا يمكن تجاهل الأعداد الكبيرة لجماعة الإخوان التى لم تمارس عنف، فمن أجرم يعاقب، ومن لم يرتكب جرما فى حق الوطن، فمن حقه أن يشارك فى الحياة السياسية، مشيرا إلى أن الإخوان ستقدم تنازلات من أجل العودة مرة أخرى، والجلوس على مائدة الحوار هو الحل، وعلى الإخوان أن تقبل بالواقع.
من جانبه، قال أحمد بان، الخبير بالحركات الإسلامية فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": إن الجماعة تحاول شق طريق فى حائط مسدود أمامها الآن بفعل التنكر الطويل لفكرة المصالحة والتعويل على ضغط أمريكى يبدو متراجعا فى الوقت الحالى.
5 أسباب تدفع الإخوان لقبول مبادرات المصالحة المطروحة الآن.. اقتراب الانتخابات.. وضعف المظاهرات..وفقدان السيطرة على القواعد..وضغط أحزاب التحالف..عمرو هاشم ربيع:الجماعة ستفكر ألف مرة قبل رفض أى مبادرة
الخميس، 06 فبراير 2014 03:17 ص