بالتزامن مع استضافة دولة الكويت الشقيقة كضيف شرف للدورة الخامسة والأربعين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام وبعد الحديث الطويل الذى أشاد به الروائى طالب الرفاعى والروائية ليلى العثمان عن العلاقات الثقافية الوثيقة التى جمعت البلدين على مدار سنوات عدة وأسهمت فى إثراء الحالة الثقافية فى كلتا البلدين فى ندوة ثرية بمعرض الكتاب، نفتح اليوم أرشيفا قديما عن حياة عدد من المبدعين المصريين فى الكويت ودورهم فى إثراء الحالة الثقافية خلال تلك المرحلة.
ففى مجال الصحافة اتضح مجهود الصحفى أحمد بهاء الدين وإسهاماته فى الصحافة الكويتية من خلال عدد من المجلات التى عمل بها أبرزها مجلة العربى الكويتية، والتى باتت من أهم المجلات والمنابر الثقافية العربية، حيث ترأس تحريرها فى البداية الصحفى المصرى أحمد زكى حتى باتت من أهم المنابر العربية عام 1958 وكان أول رئيس تحرير لها وتدرج وتولى رئاسة تحريرها من بعده الصحفى المصرى الكبير أحمد بهاد الدين.
أجيال وأجيال من المصريين عرفت مجلة العربى بأغلفتها الملونة وصفحاتها المصقولة الزاهية ومضمونها الثقافى الثرى كوجبة شهرية شهية من زمن الدكتور أحمد زكى وحتى هذه اللحظة ومن خلال هذه المجلة التى قدمتها الكويت لكل الناطقين بالعربية تترامى البساتين العامرة بكل ما لذ وطاب من ألوان الثقافة وثمار المعرفة.
كما برز دور المفكر المصرى الدكتور أحمد أبو زيد، الذى كان صاحب فكرة سلسلة كتب عالم المعرفة وسلسلة عالم الفكر التى ظلت تصدر لسنوات عدة ومازالت تصدر لإثراء الحياة الثقافية العربية بشكل عام، واشتملت السلسة على عدد من روافد الفكر والمعرفة فى مجالات الأدب والفلسفة، والتى كانت منهلا رئيسيا لجمهور القراء العرب.
أما فى مجال الفن فلا يمكن إغفال دور الفنان المصرى الراحل الأستاذ زكى طليمات الذى يعتبره فنانو الكويت مؤسس المسرح الكويتى الحديث.
وأحدث الراحل زكى طليمات تحولا مهما فى الحركة المسرحية الكويتية خاصة مع الانفتاح الثقافى الكويتى عربيا بعد استقلال الكويت عام 1961، وهى الفترة التى شهدت تطورا فى مختلف نواحى الحياة فى الكويت لاسيما على صعيد افتتاح الكثير من المدارس للجنسين، وإرسال عدد من الطلبة للدراسة خارج الكويت لاسيما فى مصر وإنجلترا، وأيضا الانفتاح على مختلف الثقافات العربية وتبادل الزيارات ودعوة عدد من المفكرين والفنانين العرب إلى الكويت، تزامن ذلك مع التنظيمات الجديدة التى رعتها الدولة لخدمة الفن والثقافة ومحاولة إرساء قواعد سليمة لمختلف الفنون ومن بينها المسرح.
الراحل زكى طليمات الذى زار الكويت قبل الاستقلال بعامين تقريبا أعد دراسة مهمة من أجل إرساء قواعد صحيحة للحركة المسرحية فى الكويت، فقد قام الراحل زكى طليمات فى زيارته الثانية للكويت عام 1961 بتأسيس فرقة المسرح العربى التى انضم إليها عدد من العناصر الشابة من الموهوبين فى المسرح، وخضع هؤلاء الشباب إلى تدريبات مكثفة، وواجه طليمات مشكلة خطيرة كان لابد من اتخاذ قرار شجاع حيالها، وهى البحث عن فتاة كويتية تشارك زميلها الوقوف على خشبة المسرح، ونجح طليمات بعد حضور فتاتين هما مريم الصالح ومريم الغضبان ليكونا أول العناصر النسائية الكويتية التى وقفت على خشبة المسرح، وكان أول عرض مسرحى لفرقة المسرح العربى هى مسرحية "صقر قريش" والتى أشرف عليها الراحل زكى طليمات.
ورياض السنباطى الذى سافر للعيش فى الكويت فى الثمانينيات ولحن هناك عددا كبيرا من الأغانى منها أغنية "انتظار" التى كان من المفترض أن تغنيها السيدة أم كلثوم كما ألف هناك تقاسيم موسيقية عدة كان يغنيها فى حفلات تنظمها له دولة الكويت ويبثها على التليفزيون الكويتى.