نقلاً عن اليومى..
فى غمرة أحداث المشهد المصرى المتتالية وأوضاع المحيط العربى المزدحم جرى تطورٌ خطير على المستوى الإقليمى لم يأخذ حقه من الاهتمام والتحليل أعنى به زيارة رئيس الوزراء التركى «رجب طيب أردوغان» للعاصمة الإيرانية «طهران» ولقاءه بالمرشد ورئيس الجمهورية وكبار المسؤولين هناك، والحديث المباشر عن أهمية قيام تحالف ثنائى بين الجارتين المسلمتين «إيران» و«تركيا» وذلك رغم الاختلافات الجذرية بينهما فيما يتصل بعدد من القضايا الهامة فى مقدمتها «الأزمة السورية» والموقف من القضية الكردية واختلاف منهج الدولتين فى التعامل مع الصراع العربى الإسرائيلى والنظرة إلى «الدولة العبرية»، فضلاً عن أن «تركيا» دولة ذات علاقة وثيقة «بالولايات المتحدة الأمريكية» وعضو فى «حلف الأطلنطى» كما تتطلع إلى عضوية «الاتحاد الأوروبى».
أما «إيران» فقد كانت قضيتها الأولى مع الغرب فى السنوات الأخيرة متجسدة فى الملف النووى فضلاً عن الهوة العميقة بينها وبين الغرب إلى حد التهديدات الإسرائيلية المتكررة بالقيام بضربة استباقية للمنشآت النووية الإيرانية، وحيث تبدو الصورة معقدة بل وغير مفهومة فى بعض جوانبها فإننا يجب أن نضع فى الاعتبار أن التطورات التى جرت فى «مصر» فى الشهور الأخيرة والوضع فى المنطقة العربية عمومًا كل ذلك انعكس على الدافع للقاء بين ورثة الدولة «الفارسية» «الصفوية» من دعاة «الجمهورية الإسلامية» وبين ورثة «آل عثمان» الذين يعيشون تحت مظلة «أتاتورك» ويتحدثون عن «العلمانية»، ومع ذلك فإن المصالح تجتمع حتى وإن اختلفت الآراء والتوجهات، وتزداد الصورة وضوحًا إذا علمنا أن وزير خارجية «تركيا» كان يقوم فى الوقت ذاته بزيارة «إثيوبيا» يدعم فيها مشروع «سد النهضة» ويضع الخبرة التركية فى خدمته.. إنها هيمنة جديدة وتحالف مشبوه!.
د. مصطفى الفقى يكتب: تطور خطير.. رصد التقارب التركى الإيرانى لم يأخذ حقه من الخبراء فى ظل تطورات الشأن المصرى.. المصالح تجمع بين البلدين رغم الخلافات الجذرية بينهما
الأربعاء، 05 فبراير 2014 08:47 ص