جمال أسعد

الرئاسة انتخابات وليست استفتاءً

الأربعاء، 05 فبراير 2014 08:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتفاضة يناير الرائعة أسقطت مبارك ولم تحقق الثورة، حيث تم اختطافها من قبل جماعة الإخوان فتحولت إلى ثورة مضادة، ثم كانت انتفاضة يونيو فأسقطت مرسى وحكم الإخوان لظروف كثيرة أهمها: حالة الاستقطاب السياسى غير المسبوقة والملتفحة بحالة الإرهاب الأسود التى تهدد سلامة الوطن، والتى كانت نتاج عام حكم مرسى، الذى جذر الفساد وكرس الانتهازية التى ساعدتهم فى محاولة أخونة الدولة والوصول إلى اختراق كثير من الجهات المهمة والاستراتيجية، الشىء الذى جعل الثورة روحا هائمة ما زالت تبحث عن جسد تتقمصه، ولأن الثورة هى حالة تغيير جذرى فى كل مناحى الحياة، وأهم منحى هو تغيير الإنسان وثقافته السياسية، وهو الأهم والبداية الصحيحة للتغير الشامل، ولذا وبالرغم من أن يناير ويونيو قد كسرا حاجز الخوف لدى المصريين، وأصبحت الإرادة الشعبية هى الحكم والفيصل فى مصير أى نظام حاكم قادم، ولكن للأسف، فإن فكرة المخلص والمنقذ مازالت قابعة فى ثنايا الضمير الجمعى المصرى، مع العلم بأن فكرة المخلص هذه لها صفاتها الشخصية والذاتية التى لا تنفصل عن مجمل الظروف الخاصة والإقليمية والدولية، فلا يمكن استنساخ الأشخاص ولا المواقف، فالتاريخ لا يعيد نفسه، كما أن فكرة المخلص هذه تنشر التواكل وتدعو إلى الكسل وتأليه الأشخاص، وتجعل الأمر براحا أمام الانتهازيين والمفسدين وأصحاب المصالح الذاتية على حساب مصلحة الوطن والجماهير، وهذا يناقض ما تم، ويبعد الثورة عن طريقها الصحيح، نعم فى أوقات الأزمات الحادة الناس تفضل القوى حتى لو كان على خطأ، ولكن مهما كانت قدرة القوى، فهو فرد، والثورة والتغيير الحقيقى بدون جماهير حرث فى البحر، وما تراه الآن من حب جماهيرى للسيسى نتيجة قيام جيش الشعب بالانحياز للشعب وحماية وحدته الوطنية، فهذا شىء مقدر ومطلوب، ومن حق الجماهير أن تعبر عما ترى، ولكن هذا بلا شك غير الرجوع إلى فكرة المخلص، والسيسى لن يكون عبدالناصر، فلا الشخصية ولا الظروف هى ذات الظروف، نعم يمكن الاستفادة من التجربة الناصرية فى إطار إيجابياتها، خاصة فى مجال العدالة الاجتماعية والتحرر الوطنى واستعادة دور مصر العربى والإقليمى، ولكن سيظل عبدالناصر بظروفه وواقعه الزمنى غير السيسى، والتحديات التى ستواجه أى قادم، وأخطرها ما نعيشه الآن وهم هؤلاء الانتهازيون الذين يريدون إعادة الزمن لمصالحهم الخاصة تحت زعم وادعاء حبهم للسيسى مستغلين تلك الحالة الجماهيرية التى ارتبطت بالسيسى نتيجة لمجمل الظروف المحيطة بالوطن وبالمواطنين، لدرجة أنهم يريدون تطفيش كل المرشحين أمام السيسى حتى تصبح انتخابات الرئاسة استفتاء بـ%99 لا يا سادة، اتركوا السيسى يخوض المعركة فى إطار المنافسة الشريفة، فإذا كان الشعب يطلب منه الترشح، فالشعب هو الذى سيحسم الاختيار بالآلية الانتخابية الحرة، وليس بالاستفتاء، فتصفية المرشحين ليست فى صالح السيسى ولا فى صالح مصر ولا هذا يخرجنا من الظروف الصعبة المعيشية الآن، يناير ويونيو كسرتا «حاجز الخوف» فلا مكان للنفاق والمنافقين، ولكن للجماهير التى أسقطت نظامين وتسطيع أن تختار بحرية من سيقود معها وبها المرحلة المقبلة، فمن حق السيسى إذا اختاره الشعب أن يأتى فى ظل منافسة شريفة حرة فيها الفرص متاحة للجميع بلا تفرقة، فإذا فاز فهذا شرف لا تحرموه منه بنفاقكم، والسيسى لن يقبل المنافقين حتى لا يكون فى ذمته غير مصلحة الجماهير وفى عينيه مصر لكل المصريين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة