محلب.. وزير و«معلم» ميدانى

عرفت الوزير المهندس إبراهيم محلب وهو رئيس لـ«المقاولون العرب» وجاء بعد مرحلة تولى فيها أنجال الراحل عثمان أحمد عثمان الأعزاء قيادة هذه المؤسسة العريقة، وكان المحيطون بالمهندس عثمان أحمد عثمان يلقبونه بالمعلم.. وهو اللقب الذى يعطيه الناس للمقاول الناجح.. وظلت هذه المؤسسة مصريًا وعربيًا ودوليًا نموذجًا نادراً بحجمها ونجاحاتها.. وفى إحدى الصحف القومية كنت أقرأ عن زيارة الوزير المهندس إبراهيم محلب لمحطة تنقية مياه شرب المنشية ومعه محافظ الإسكندرية الناجح اللواء طارق المهدى، وفوجئت بتصريح جرىء ومباشر لا يصدر إلا من «معلم ميدانى»، قال محلب لعمال الصرف الصحى: «اللى مش هيشتغل هنفرمه»، وأضاف: «ولن يبنى البلد سوى سواعد أبنائها وعمالها الشرفاء» هذه لغة شعبية.. ومباشرة ولكن سيفهمها العمال الشرفاء.. فيهتم بأن يشتغل أولاً ثم يأخذ حقوقه ثانيًا.
قيادة العمل فى مصر فى القطاعات الشعبية مثل الإسكان مهمة بالغة الصعوبة تحتاج إلى مواصفات كثيرة، إلى حزم فى الإدارة ولغة شعبية ولكن مقبولة، وهذا ما مارسه «المعلم الميدانى» إبراهيم محلب ولاحظت أن له شعبية على مستويين، مستوى العامل المتلقى للرسالة أو المواطن البسيط فى الأحياء الشعبية.. والمستوى الآخر هو مستوى الرأى العام، فله قبول لدى الناس وثقة فى أدائه، وأعتقد أنه لو كان لدينا مثل الدول الأجنبية ثقة فى مؤسسات قياس الرأى العام لتقييم أداء الوزراء دون حساسية لكان الوزير محلب هو على رأس قائمة الوزراء الذين لهم القدرة على النجاح فى مهمتهم مع كثير من التواضع وحب رجل الشارع له.
وقد يكون مفيدا أن نذكر الرأى العام أنه فى الظروف التى تجتازها مصر أصبح منصب أو مهمة رئيس الوزراء أو الوزراء بالغة الصعوبة، ولا تغرى ولا تسر أحدا.
هل يمكن أن نتخيل مهمة وزير إسكان مطلوب منه إسكان آلاف وقد تكون ملايين من البشر بلا مأوى، وبجانب ذلك أن يعد على الأقل عاصمة مصر لسكن حضارى وطرق ملائمة؟!
وإذا ذهبنا إلى الأحياء العشوائية فقد أذهلنى ما سمعته من محافظ القاهرة المتفرد د. جلال السعيد عن الأخطاء التى تهدد المساكن التى تبنيها الدولة لحل مشاكل العشوائيات ثم يأتى بلطجية يحتلون هذه المساكن الجديدة قبل أن توزع على من يستحقونها، وكذلك خطر من يتسلمون المساكن الاجتماعية.. ثم يبيعونها ويعودون مرة أخرى إلى المساكن العشوائية، إذن البيئة والمناخ الذى يعمل فيه الوزير المهندس محلب فى وزارة الإسكان هو مجال بالغ التعقيد لأنه يتعامل مع مجتمع مصرى شاء اللاوعى الاجتماعى والانتحارى لديه أن يصل تعداده إلى حوالى 85 مليون نسمة، بقى أسلوب قيادة العمل، ماذا يمكن أن يقال عن المهندس إبراهيم محلب الذى رأيته وهو يدير إمبراطورية المقاولون العرب فاكتشفت أن لديه القدرة على تطبيق منهج «فريق العمل» بطريقة منظمة.. كما استطاع خلق علاقات مثمرة مع الدول العربية الشقيقة.. فى المرحلة القادمة، وإذا قدر لهذا الوطن الخير وبناء المستقبل فسيتولى بإرادة هذا الشعب المشير عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، وأعلم من بعض من حوله أنه اهتم ببعض الدوسيهات الخاصة بالبعد الاجتماعى، وهى الصحة والإسكان والتعليم، وأنا على ثقة أن الرئيس السيسى لن يجد من هو أفضل من الوزير محلب لحل مشكلة الإسكان وبعض المشكلات الاجتماعية الأخرى، وقد يصدق ما توقعه بعض الإعلاميين بأن يتولى منصب نائب رئيس الوزراء، وربما رئيس الوزراء القادم.. المهم أن نعمل جميعاً فى منظومة واحدة «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».