أم كلثوم زعيمة وسيدة الغناء العربى التى ظلت أغنيتها هى أصدق تعبير عن الحب حتى وقتنا هذا، فالحب كله ورائعة الأطلال وفات الميعاد وأغدا ألقاك وغيرها من الأغانى الرومانسية مازالت تحكى قصصٌ تروى فى زمننا، ولكن أم كلثوم كانت أيضا أيقونة الوطنية والثورة، فعلى الرغم من أن بعد قيام ثورة 23 يوليو تم اعتبارها على أنها مغنية العصر البائد تعسف ضدها ضابط الإذاعة ومنع إذاعة أغنيتها، وتم طردها من منصب نقيب الموسيقيين إلى أن أنهى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هذه المهزلة وألغى قرار منع إذاعة أغنيتها.
ظلت أم كلثوم هى مرادف الوطنية فأغنياتها كانت تعبر بدقة عما يحدث على أرض الوطن منذ عام 1928 وحتى عام 1970 غنت أم كلثوم أكثر من 20 أغنية وطنية وثورية، فمن كلمات أحمد رامى غنت "إن يغب عن مصر سعد" فى رثاء الزعيم المصرى سعد زغلول عام 28، وعام 51 أغنية "مصر تتحدث عن نفسها" من كلمات حافظ إبراهيم، وعام 52 "صوت الوطن" من كلمات أحمد رامى و"أنشودة الجلاء" عام 54 من كلمات أحمد رامى وفى عام 1956 غنت من كلمات صلاح جاهين أغنية "والله زمان يا سلاحى" والتى تم اعتمادها نشيدا وطنيا لمصر فى هذا الوقت، وبعدها "أغنية الجيش" عام 59 من كلمات طاهر أبو فاشا.
وعندما بدأ بناء السد العالى عام 1960 غنت أم كلثوم "قصة السد" كلمات عزيز أباظة، وغنت "ثوار ولأخر مدى " عام 61 من كلمات صلاح جاهين وغنت "الزعيم والثورة" من كلمات عبد الفتاح مصطفى و"يا جمال يا مثال الوطنية" من كلمات محمود بيرم التونسى وألحان رياض السنباطى عام 63 وكانت مهداه للزعيم جمال عبد الناصر، وغنت "على باب مصر" عام 64 من كلمات كامل الشناوى وألحان محمد عبد الوهاب وغنت عام 65 أغنية "حولنا مجرى النيل" من كلمات عبد الوهاب محمد.
وفور أن تعرضت مصر لهزيمة 67 كونت أم كلثوم هيئة للتجمع الوطنى وأحيت حفلات خارج مصر لصالح المجهود الحربى وغنت "حبيب الشعب "عام 67 كلمات صالح جودت وغنت "أجل إن ذا يوم لمن يفتدى مصر" عام 69 من كلمات إبراهيم ناجى وأغنية "أصبح عندى الآن بندقية" من كلمات نزار قبانى وأغنية "رسالة" عام 70 من كلمات نزار قبانى فى رثاء حبيب الملايين جمال عبد الناصر.
وتخطى مفهوم الوطنية لدى أم كلثوم وطنها مصر ليكن وطنها العربى ففى عام39 غنت "بغداد" كلمات أحمد رامى، وفى عام 46 غنت "السودان" من كلمات أحمد شوقى وعام 58 غنت من كلمات محمود حسن إسماعيل أغنية "بغداد يا قلعة الأسود" وهى الأغنية المهداة لثوار العراق ضد الملك فيصل الثانى وهى الثورة التى أنهت عهد الملكية بالعراق، وغنت أيضا للعراق أغنية "منصورة يا ثورة أحرار" من كلمات عبد الفتاح مصطفى.