فى ذكرى مجزرة حماة.. مبدعون يفتحون صفحات طواها شيوخ المثقفين بالصمت

الإثنين، 03 فبراير 2014 04:19 م
فى ذكرى مجزرة حماة.. مبدعون يفتحون صفحات طواها شيوخ المثقفين بالصمت صورة ارشيفية
كتبت إيمان عادل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"اخلع نعليك قبل دوس تُرابها... فتراب حماة من رُفاة شبابها"

بعد ثلاثين عاما من مجزرة حماة 1982 لم يحفل أرشيف الكتاب العرب ممن كانوا شهودا زمنيين على المجزرة بأعمال إبداعية تنتفض لما شهدته حماة بالداخل السورى وما وصف بكونه أحد أكبر المجازر الإنسانية فترة الثمانينيات.

فقصيدة هنا لأحد الشعراء ومقطع هناك داخل رواية هناك كانت كل ما تم أرشفته إبداعيا على حدث من غير الممكن أن يكون قد مر مرور الكرام على أقلام حرة أثبتت صدق ضمائرها فى مذابح مشابهة فى نفس العام وهى مذبحة صبرا وشاتيلا 82 وحصار بيروت 82 والتى تحول فيها الكتاب العرب شرقا وغربا إلى كتبه بل وجنود فعليين داخل أرض المعركة.

صنع الله ابراهيم ورضوى عاشور وزين العابدين فؤاد وحلمى سالم ومحمود درويش ومعين بسيسو وسلوى بكر وفريدة النقاش وكثيرون كانوا جنودا فعليين فى كتيبة الرفض الذى مارست دورا بطوليا بالكتابة والإبداع ضد ما شهده مخيم صبرا وشاتيلا من إبادة.. والسؤال أين الكتاب العرب من مجزرة حماة السورية والتى راح ضحيتها بحسب الإحصائيات التى تعد حتى الآن غير دقيقة بسبب التعتيم الإعلامى من قبل نظام حافظ الأسد فإن عدد الضحايا بأقل تقدير 13 ألفا وبأقصى تقدير 40 ألفا – مع الاعتذار عن حصر الضحايا بــ"التقريب" لقلة البيانات الموثوقة – فضلا عن حالات النزوح الجماعى من حماة وشعابها.

هل هناك أسباب فعلية منعت "الكل" من أن يكتب أو يحتج؟ ولتتضح الصورة فإن أسباب المجزرة كانت كالتالى: رد من نظام حافظ الأسد على خلية تابعة للجماعات الإسلامية تمكنت من التسليح وواجهت الأمن وطردته من المنطقة فقرر الأمن السورى الرد ليس فقط بالسلاح الخفيف بل الأسلحة الثقيلة والصواريخ والقصف الذى تسبب فى أعداد هائلة إلى خارج المدينة هربا على أطفالهم من الموت.

وبحسب شهود عيان على المجزرة فإن عدد المسلحين ممن كانوا ينتمون للجماعات الإسلامية فى حماة كان يتراوح بين 200 إلى 250 شخصا وفى المقابل قرر نظام الأسد أستهداف مدينة بكاملها وممارسة القتل الجماعى ردا على 200 فرد مسلح مندسين وسط المدنيين.

شباب المبدعين السوريين اليوم وبعد سنوات طوال مرت على المجزرة يمارسون دورا لم يجدوه ولم يعتدوه ورأوه واجبا، وصفته إحدى المبدعات الشابات فى الداخل السورى لليوم السابع قائلة "كان الصمت حينها رهيبا لم يكن أحد يتجرأ الحديث عما حدث ولو همساً.. فما بالك بالشعر والأدب؟".

التجربة الجديرة بالحديث عنها اليوم فى ذكرى المذبحة هى تجربة هبـة الدبـاغ كاتبة سورية شابة من حماة أصدرت كتابها "خمس دقائق وحسب. تسع سنوات فى سجون سوريا" هبـة الدباغ، الوحيدة التى بقيت من أسرتها الحموية، التى أبادوها بكاملها فى عام 1982، ونجت هى لأنها فى السجن، وشقيقها صفوان لأنه خارج سوريا.. وقتل أزلام الأسد حوالى 10 من أفراد أسرتها، من الأب إلى الأم إلى الأطفال الصغار والبنات الصغيرات، فى مجزرة حماة الكبرى عام 1982 التى عجـز المغول والتتار والصليبيون والفرنسيون على أن يفعلوا مثلها.

أما فى مجال إبداع الفن التشكيلى فهناك تجربة خالد الخانى الذى اتخذ من "أم سليمان" مناهضة قتلة 1982 أيقونة للوحاته وقال إن أم إبراهيم تلك البطلة الحقيقية التى ناهضت قوات النظام بشجاعة وقدمت الدعم والمساعدات للمصابين والنازحين من الصعب أن تمحى فى ذاكرتى فقد التصقت بالذاكرة منذ كان بعمر 5 سنوات.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة