فى الذكرى الثالثة للموقعة "اللقيطة" التى تبرأ منها الكل فسُجلت باسم "الجمل".. لغز الحدث الذى قصم ظهر نظام مبارك لا يزال غامضًا.. مصير الجمل محفوف بالشائعات

الإثنين، 03 فبراير 2014 03:52 م
فى الذكرى الثالثة للموقعة "اللقيطة" التى تبرأ منها الكل فسُجلت باسم "الجمل".. لغز الحدث الذى قصم ظهر نظام مبارك لا يزال غامضًا.. مصير الجمل محفوف بالشائعات موقعة الجمل
كتب حسن مجدى ورحمة ضياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نام الميدان ليلة 2 فبراير 2011 على ضجيج هتافات "ارحل" و"مش هنمشى هو يمشى" التى ارتفعت عقب انتهاء خطاب مبارك العاطفى الذى خدر الكثيرين بينما ظل ثوار الميدان متيقظين له، يرفعون أحذيتهم فى وجه كلماته التى لم تنسيهم الدماء التى سالت وتطالب بالقصاص، ليستيقظ المعتصمون على مشهد أعادهم للعصور الوسطى حيث اقتحم خيّالة الميدان بالأحصنة والجمال، ليعلوا الصراخ ويهرول الكل هربًا من الدهس تحت حوافرها فيما أسقط شجعان الميدان كثير من الخيالة وإشباعهم ضربا لكن ليس قبل أن يسقط 11 قتيلاً بين صفوف المعتصمين ونحو 2000 جريح.

وأصبحت المعركة "لقيطة" بعد أن تنصل جميع المتهمين من الاعتراف بتخطيطها وإداراتها وقضت المحكمة ببرائتهم بينما اختلفت القصص حول مصير الجمل الشهير الذى سجلت باسمه المعركة، فهناك من يجزم من أهالى نزلة السمان بأنه تم بيعه بمبلغ كبير وآخرون يؤكدون أنه مات بعد الموقعة بعد أن أصابه الاكتئاب وامتنع عن الأكل، لكن الحقيقة الوحيدة أن الموقعة كتبت نهاية مبارك الذى فقد إثرها آخر ذرة من المصداقية والشرعية ورحل غير مأسوف عليه.

على مدار 3 سنوات بقيت موقعة الجمل علامة الاستفهام الأكبر التى لم يعرف أحد من أدارها أو خطط لها حتى الآن، وتظل هى المعركة اللقيطة التى تبرأ من تدبيرها الجميع.

وعلى الرغم من تبرؤ الجميع منها، إلا أن الاتهامات طالت الجميع ؛ فالثوار اتهموا أعضاء الحزب الوطنى وأنصار مبارك على أنها محاولة لكسر الميدان، بينما رد أنصار المخلوع بإلقاء الاتهام على الثوار مرة وعلى الإخوان مرة ثانية باعتبار المعركة أدت إلى إنهاء مفعول خطاب مبارك الثانى الذى كفل له التعاطف، فيما أكد أهالى نزلة السمان أنها كانت مسيرة سلمية بحثا عن "آكل العيش" ولم يقصدوا بها عنفا.

"موقعة الجمل كانت مقلبًا فى مبارك، قام به الإخوان".. بهذه الكلمات حاول فريد الديب محامى مبارك دفع التهمة عن موكله، وقال أنصار الحزب الوطنى إنها كانت مسيرة سلمية.

فيما تولى مختار العشرى رئيس اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة مسئولية تنصل الجماعة من ارتكاب المعركة ووصفها فى تصريحات له يوم 13 يوليو 2012 بالدجل السياسى.

وحتى فى ساحة المحكمة تم اعتبار الموقعة –بشكل أو بآخر- معركة لقيط، حيث قامت المحكمة يوم 10 أكتوبر 2012 بالحكم ببراءة جميع المتهمين فى القضية.

وراء كل رئيس مخلوع موقعة.. "الجمل" قضت على مبارك و"الاتحادية" بداية النهاية لحكم مرسى.. ليلة الموقعة خرج الرئيس المخلوع "حسنى مبارك" على الشعب فى خطاب "استعطاف" يستند فيه إلى كبر سنه الذى لم يعترف به من قبل واعتزازه بالوطن الذى عاش فيه وحارب من أجله ويريد أن يموت على أرضه، ولأننا شعب "عاطفى" بطبعه تأثر الكثيرون بهذا الخطاب الذى تعهد فيه بعدم الترشح مرة ثانية وإجراء الإصلاحات فى الفترة المتبقية له، وحدث انقسام فى الصفوف فهناك من رأى إنهاء الاعتصام عند هذا الحد بدعوى أننا انتظرنا 30 عاما وليس هناك ضير من الانتظار عدة أشهر أخرى لكن الثوار الذى أبصروا أقرانهم الشهداء يتساقطون واحدا تلو الآخر إلى جوارهم تشبثوا بمطلب الرحيل الفورى، وجاءت موقعة الجمل فى اليوم التالى 2 فبراير 2011 لتثبت لهم صحة عدم الثقة فى ذلك النظام الذى دبر، من وجهة نظرهم، الموقعة لكسر الاعتصام، ويعود من لعب الخطاب العاطفى فى قلوبهم إلى عقولهم وميدانهم مرة أخرى بعزم وتصميم أكبر ويرحل مبارك بعدها بأيام قليلة.

فيما كانت جريمة الرئيس المعزول محمد مرسى ونهايته هى موقعة "الاتحادية" يوم 5 ديسمبر 2012 حيث قام أنصاره بالاعتداء على المعتصمين أمام القصر الرئاسى لرفض الإعلان الدستورى الذى منح لنفسه بمقتضاه سلطات الإله الحاكم لتسيل دماء المصريين من جديد فتتجدد بها ثورتهم على النظام لحين عزل مرسى.

بعد "الاتحادية" رُسم جرافيتى شهير على جدران القصر، لصورة كبيرة تحمل ثلاثة أوجه هم الرئيس السابق حسنى مبارك، والمشير السابق حسين طنطاوى، والرئيس محمد مرسى ومكتوب عليها "إللى كلف مماتشى".

حكاية جمل الموقعة.. صاحبه: بعته لجزار تانى يوم.. ومن حواديت النزلة: تم بيعه بـ50 ألفا.. وفى الدراما: اكتئب ورفض الأكل لحد ما مات.

على أبوابه مازالت تتناثر الإشاعات والقصص، بضع دقائق فى ميدان التحرير كفلت له شهرة واسعة ولجمله لقب سيظل محفورا فى تاريخ المصريين وقصص مختلفة تتناقلها ألسنة أهل نزلة السمان.

صاحب الجمل الذى اقتحم ميدان التحرير وتصور دقائق وهو يهرول بعفوية بين المتظاهرين كفلت لليوم الدامى فى رحلة الثورة اسم "موقعة الجمل"، ولكن خروجه من المعركة حيا وهروبه من مصير السجن كان يقف أمام أى محاولة للحديث معه مكتفيا بالقول "الجمل كان هيموت وبعناه تانى يوم بـ5 آلاف جنيه لجزار".

هذه القصة البسيطة تضربها قصة أخرى يتناقلها معظم أهل النزلة على اعتبارها من أسرار النزلة وهى "الجمل ده هو اللى أنقذ صاحبه ولولاه كان اتمسك زى كل اللى دخلوا بخيل" وهذا ببساطة يظهر فى الفيديو الذى يظهر فيه الجمل مدافعا عن نفسه وصاحبه حتى الخروج من موقع المتظاهرين ولكن استكمال القصة هو أن هذا ما دفع أحدهم لشرائه فى اليوم التالى مقابل 50 ألف جنيه.

"الجمل بعد ما رجع اكتئب ورفض الأكل والشرب".. قصة ثالثة يقولها الجميع على سور مستشفى نزلة السمان حيث يتجمع أهل النزلة فى انتظار السياح والزائرين ولكن إشاعة تضاف لها هى "الجمل مات بعدها بكام يوم بسبب الحالة ديه وفعلا جه سعودى عشان يشتريه لكن اتنصب عليه واشترى جمل غيره على أنه هو".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة