عمار على حسن: تعرية أفكار البنا تدق المسمار الأخير فى نعش الإخوان

الإثنين، 03 فبراير 2014 03:30 م
عمار على حسن: تعرية أفكار البنا تدق المسمار الأخير فى نعش الإخوان عمار على حسن
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور عمار على حسن، الباحث السياسى، إن العمل على تعرية أفكار حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، لهو بمثابة دق المسمار الأخير فى نعش الإخوان.

جاء ذلك خلال الندوة التى شارك فيها عمار على حسن، لمناقشة كتاب "رسائل التكفير فى فكر حسن البنا" للباحث سامح عيد فى شئون الجماعات الإسلامية والمنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، وأدارها الشاعر شعبان يوسف الذى أشار إلى أن الكتاب تناول فكر الإخوان المسلمين وزلزلة هالة القدسية التى تحيط بالأب الروحى للجماعة حسن البنا، للباحث سامح عيد الذى خرج من المطبخ الإخوانى وانشق عن الجماعة منذ التسعينيات بعد أن تجلت له حقيقتها.

وأوضح الدكتور عمار على حسن أن كتاب "رسائل حسن البنا التكفيرية" يدق المسمار الأخير فى نعش فكر الإخوان المسلمين الذى ظلوا يروجون بالأكاذيب بأنه فكر معتدل يتبنى الاسلام الوسطى الذى رعاه حسن البنا، فسامح عيد يطل بشجاعة وجرأة بالغة ليؤكد أن حسن البنا هو من أسس لمنهج العنف وبث سمومه فى رسائله. وهذا الكتاب يستوجب التداخل معه الالتفات إلى 4 زوايا رئيسية أولها شجاعة الطرح فى نقد أفكار حسن البنا الأمر الذى كان مسكوتا عنه لسنوات طويلة إلى أن جاء سامح عيد وحقق النص الأصلى الذى خرجت منه الجماعة ووضع يديه على بذور التكفير فى فكر البنا التى انتهى إليها سيد قطب.

الزاوية الثانية كما أشار عمار أن الكاتب يتحدث من الداخل الإخوانى وليس من الخارج، مستخدما فى ذلك أداة بحثية شهيرة اسمها الملاحظة بالمشاركة، فميزته كانت فى موقعه داخل الجماعة التى آمن بأفكارها يوما ما عندما انضم إليها طفلا وأقنعوه بالسمع والطاعة، ثم بدأ عقله يرفض هذه الأفكار، فـ"حسام تمام" وباحثون عدة خرجوا من عباءة الإخوان المسلمين مثل ثروت الخرباوى قدموا كتابات رائعة عن الفكر الإخوانى تحمل معاناة ومكابدة وترى فيها خبرة تختلف ولاشك عمن يكتبون عن الإخوان من الخارج.

أما ثالث الزوايا التى يطل منها عمار على الكتاب هى أن الباحث يتناول فكر البنا وفق نظرية ومنهج علمى، وهو أمر مهم جدا فالعلم لا يعرف إلا الشك والنسبية ولايعترف بالتسليم والوثوقية. فكثيرون لديهم معلومات لاحصر لها معبأة فى رؤوسهم تعبئة حاشدة وقد تكون معلومات قيمة، ولكن قليلين من يمتلكون أدوات البحث العلمى. لذا نجد أن الباحث فى كتابه أخضع جميع الأفكار القائلة بأن حسن البنا كان متسامحا للمساءلة وفق المنهج العلمى الذى سار عليه، مفندا عبارات البنا والألفاظ التى استخدمها فى رسائله ودلالاتها ليزلزل هذه الفكرة ويؤكد ببراهين عدة أن البنا هو راعى العنف والتكفير فى القرن العشرين.

وأضاف: كما يكشف الكتاب عن جوانب عدة فى فكر حسن البنا غير تبنيه للعنف وسيلة للوصول إلى غاياته، فالباحث يعرى فكرة أستاذية العالم التى أسس لها البنا وطموحه لإعادة الخلافة الإسلامية، مشيرا إلى النقلات الكثيرة التى حدثت فى تاريخ الإخوان المسلمين. وميزة الطرح الذى قدمه سامح أنه يعصف بالمقدسات التى يعتقدها أعضاء الجماعة، ويكشف لكل من حاول استنساخ فكر البنا على غير دراية أن هذه هى حقيقته. كما يزلزل هذا الطرح مبدأ أن فكرة الإخوان أزلية وتنظيمهم هو تنظيم عبقرى لايقهر، فيوضح الباحث أن استمرار الفكرة لـ85 عاما لم يأت إلا بدعم من الأنظمة السياسية التى تعاقبلت على حكم مصر والتى استقطبت الإخوان المسلمين ووظفتهم لصالحها فى حلبة الصراع السياسى.

وتابع: فنجد أنهم استخدموا منذ نشأة الجماعة 1928 لضرب حزب الوفد، ثم استعان الضباط الأحرار بالتنظيم السرى للجماعة فى بدء الأمر لإنجاح ثورة 1952 وما لبث عبد الناصر حتى انقض عليهم، وأخرجهم السادات من السجون مستخدما إياهم وسيلة للقضاء على اليسار، وكذا نظام مبارك الذى اتخذهم كفزاعة يلوى بها ذراع الغرب وغض النظر عن أفعالهم فى كثير من اﻷحداث، كما وظفهم الحزب الوطنى بشكل سرى فى حشد الجماهير، فالكاتب يقدم دليلا كاشفا لكل من يريد مراجعة نفسه من أعضاء الجماعة.

أما سامح عيد الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية فبدأ الحديث عن كتابه قائلا: إذا نظرنا إلى تاريخ نشأة جماعة الإخوان المسلمين فسنجد أنها قد قامت بالأساس فى عام 1928 كرد فعل لقيام كمال أتاتورك فى عام 1924 بإعلان انتهاء الخلافة العثمانية، وشروعه فى تأسيس الدولة التركية الحديثة على النمط الغربى. ومن هذا المدخل يتبين لنا أن دافع حسن البنا الأساسى لإنشاء الجماعة لم يكن للدعوة والوعظ والإرشاد كما يشاع، ولكن أراد من خلالها أن يحقق حلمه فى إعادة الخلافة الإسلامية تحت مفهوم "أستاذية العالم" الذى تنطوى تحته فكرة السيطرة السياسية والعسكرية على العالم بأسره، من هذا المنطلق ترسخ لدى البنا مفهوم التعالى الدينى فهو يرى أنه الملهم من الله لإعادة الحكم الإسلامى كل من والاه مسلم ومن عاداه كافر.

وأضاف: كانت هذه بداية نشوء التكفير فى فكر البنا الذى تتبعته بدقة فى رسائله وجميع ما كتب، لأصل إلى الحقيقة التى عرضتها فى كتابى، فحاولت من خلاله أن أصل إلى طريق العلاج والتخلص من أوهام القداسة والاستعداد لمراجعة هذه اﻷفكار بشكل حقيقى والتخلص مما بها من الكراهية التى أعتقد أن البنا كان يسربها لجماعته عن طريق فكرة الأحادية، وهى فكرة أنهم أصحاب الحق الفضيلة وغيرهم على طريق الضلال. ما يكرس للعنصرية العميقة التى امتلأت بها عقلياتهم. فحسن البنا هو من رمى بذرة التكفير وسيد قطب كان ثمرة هذه الفكرة، وضرب الفكرة الذى عمدت إليه فى كتابى هو ما يساعد على القضاء عليها فالمواجهة الأمنية وحدها لاتكفى فى مواجهة العنف الناتج عن الجماعة لأن الأفكار تنتشر بسرعة لا يدركها القائمون على إدارة البلاد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة