سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 فبراير 1942.. فاروق مكتئب.. والنحاس والسفير البريطانى يتبادلان الرسائل السرية

الإثنين، 03 فبراير 2014 09:54 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 فبراير 1942.. فاروق مكتئب.. والنحاس والسفير البريطانى يتبادلان الرسائل السرية الملك فاروق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يفصلنا الآن ونحن فى مثل هذا اليوم «3 فبراير 1942»، ساعات قليلة عن «يوم 4 فبراير»، الذى شهد زلزال حصار الدبابات البريطانية لقصر عابدين، وإجبار السفير البريطانى فى مصر «مايلز لامبسون» لـ«لملك فاروق» على توقيع أمر باستدعاء مصطفى النحاس باشا لتشكيل حكومة وفدية، أى أن تشكيل حكومة مصرية يتم تحت تهديد الدبابات البريطانية.

دارت العجلة فى الساعات السابقة على تنفيذ «حصار القصر»، وكان «لامبسون» يدير الأزمة بعضلات القوة، فى مقابل ضعف إرادة المسؤولين المصريين، كان «فاروق» عابث الوجه، كئيب النفس، مسلوب الإرادة، وكان «النحاس» ينتظر الإشارة، وفى مذكرات «لامبسون» تقرأ تفاصيل فاضحة ومدهشة وقعت فى يوم 3 فبراير، فيها مثلا كشف لقنوات سرية بين «لامبسون» و«النحاس باشا»، وكان «أمين عثمان»، المشهور تاريخيا بأنه رجل الإنجليز فى مصر، هو أهم هذه القنوات، وفى لقاء له مع «لامبسون» صباح «3 فبراير»، دار حوار يكشف حقيقة كل الأدوار.

أمين: جئت باسم «النحاس باشا»، وهو يؤكد استعداده التام ليلعب دوره معكم، ما دمتم سوف تمضون إلى النهاية.

لامبسون: أريد أن يعرف بعض المسائل المهمة التى طرحتها على وزارة الخارجية فى لندن، وهى نقاط سوف أثيرها معه عندما يصبح رئيسا للوزراء، وسأذكر لك هذه النقاط حتى يعرفها، ويكون مستعدا لها عندما أطلبها رسميا منه.

أمين: «النحاس» لن يثير أى مشكلة على أى مسألة يمكن أن تطرحها عليه، لكن ما هى نصيحتك له، وكيف يتصرف بعد ظهر غد عندما يدعوه جلالة الملك للمشاورات؟

لامبسون: النحاس يستطيع أكثر من غيره أن يكيف موقفه، وعليه أن يرفض الحكومة الانتقالية، إذا أراد أن يقبل رئاسة وزارة ائتلافية فليكن، وإن كنت
أعرف أنها مسألة صعبة.
أمين: سوف أعود الآن إلى «النحاس باشا» لأرى ما عنده.
بعد الظهر حمل «أمين عثمان» رسالة من «النحاس» إلى «لامبسون»، خلاصتها أن العلاقة بين الطرفين ستكون أكثر تعاونا من أى وقت مضى، لكن «النحاس» طلب أن تكون يده مطلقة بالكامل فى التعامل مع القصر، ومرة ثانية دار الحوار بينهما على النحو التالى:

أمين: «النحاس» مستعد لقبول حكومة محايدة إذا كنت تريد ذلك، وحكومة ائتلافية إذا كانت تلك نصيحتك، لكنه يريد تذكيرك بأن الحكومات الائتلافية لا تنجح.

لامبسون: اكتب النقاط التى سأمليها عليك لإبلاغها إلى النحاس: «عليه أن يقول للملك إن الموقف فى غاية السوء، ولا يستطيع الثقة فى ولاء الأحزاب الأخرى التى يمكن أن تشارك فى حكومة ائتلافية، وأن الحل الوحيد لتفادى تلك المشكلات والمؤامرات هو تأليف وزارة وفدية خالصة، ويستطيع أن يطرح على الملك اقتراحين هما، تخصيص بعض الدوائر الانتخابية للأحزاب الأخرى، وإمكانية إنشاء مجلس استشارى من زعماء الأحزاب ويكون بديلا لفكرة الائتلاف».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة