أعرب الكاتب يوسف القعيد عن أمله فى أن يحسم المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع موقفه من الترشح لانتخابات الرئاسة، مشددا على أنه أنسب من يتولى مسئولية الحكم فى هذه الفترة التاريخية التى تمر بها مصر والعالم العربى، رافضا فى نفس الوقت المبالغة فى إطرائه الذى وصل لدى البعض إلى حد التأليه قائلا: "يجب أن نتخلى عن تعليق كل مشاكل مصر فى عنق السيسى، ولابد أن ندرك أنه بشر مثلنا".
وأكد القعيد فى حواره مع صحيفة "العرب اللندنية"، اليوم الجمعة، أن مصر فى طريقها إلى الخروج من النفق المظلم، مع تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة المهندس إبراهيم محلب، والاقتراب من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لافتا إلى أن فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين تركت آثارًا يعانى منها المصريون حتى وقتنا الراهن.
وقال إن حكومة الدكتور حازم الببلاوى، التى قدمت استقالتها منذ أيام قليلة، كان أداؤها متدنيا وسيئا للغاية، رافضا فى ذات الوقت تحميلها قدرًا كبيرًا من المسئولية واللوم، لأنها تولت مهام عملها فى فترة انتقالية شديدة الصعوبة والتعقيد سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتبر جماعة الإخوان صفحة طواها المصريون أم أنهم مازالوا يستقوون بالخارج، أجاب إن الإخوان مازالوا قادرين على تعطيل مسيرة المصريين، ولكن قدرتهم على الحشد قلت كثيرا ومطلوب تضافر جهود المثقفين والإعلاميين لمواجهة المناخ الذى سمح للإخوان بحكم مصر حتى يمكن القول إنها صفحة تم طيها بالفعل.
وأشار إلى أن مصر الآن مثقلة بمشاكل على قدر كبير من الأهمية وأبرزها مشكلة المياه التى يجب أن تحظى بالأولوية، وخاصة فى ظل التعنت الإثيوبى، والإصرار على استكمال مشروع سد النهضة، بما يمثله من تهديد واضح للأمن القومى المصرى، فضلاً عن مشكلة الطاقة، والغذاء، وبطالة الشباب ولابد أن يعمل الرئيس القادم على هذه المشكلات المحورية.
وفى تفسيره لاستمرار العمليات الإرهابية التى تستهدف فى العادة رجال الشرطة والجيش والمنشآت العسكرية، قال القعيد إن البلد فتح على مصراعيه وسيناء تفرغ إرهابا كل يوم، ولتطهيرها لابد من تهجير سكانها الأصليين، وحتى الآن لا يمكن القول إن سيناء تحت سيطرة الدولة، لأن الإخوان مازالوا يعيشون فيها فسادًا، وعلى الجيش أن يطهرها من الإرهابيين تماما.
وأضاف أن المواطن المصرى غير متمرد بطبعه، وهو فى نفس الوقت غير خاضع أو ذليل، ولكنه يعيش حسبما تفرض عليه الظروف، فطبقا لظروف الحياة يتعامل على قدر المعطيات، وبقدر ما عانى المواطنون من ظلم وقهر، بقدر ما حدث من ثورات على مدار أعوام عديدة.